تعددت أساليب الاحتفال في غزة بذكرى مولد سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، بعدما أقدمت مؤسسات عاملة في القطاع بتغليف هدايا لكل مولودٍ يولد في الثاني عشر من ربيع أول/الثالث من يناير، وأخرى لوالدته.

انتظرت المواطنة مرام بريص مولودها أن ينير حياتها على شوقٍ، حتى حالفها الحظ أن تضعه مع يوم ميلاد سيد البشرية، ولم تكن تدري أن مفاجأة ستصلها من جمعية الشابات المسلمات مزخرفة بغلافٍ متواضع، حاملًا بداخله هدية رمزية لطفلها "الحسين"، وأخرى لها عبارة عن عباءة صلاة.

أم الحسين تقول " أكرمني الله بمولودي في ذكرى ميلاد الرسول محمد، وتفاجأت بهدية وصلتني في ذات اليوم، لتقول لي حمدًا لله على سلامتك بطريقةٍ غير مباشرة".

لم تكن الهدية ذات مبلغٍ مالي زهيد، بقدر ما تحمله من قيمة معنوية زرعت في قلب أم الحسين، فتعبّر عن ذلك بالقول " لمّن وصلت البيت الجميع تفاجأ بالهديـة، وما توقعناها".

العجيب في قصة "مرام" أنّها احدى المتطوعات في جمعية الشابات المسلمات، اللواتي أشرفن على توزيع الهدايا للوالدات، حتى جاءها المخاض وهي تحمل بيدها مغلفًا يحوي هدية لأخرى من جنس حواء، فكانت الهدية من نصيبها.

نعيمة سويدان مدير مركز تمكين المرأة والمجتمع بالنصيرات التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، كانت من منفذات الحملة، وضمن اللجنة التي قررت اختيار اسم المشروع.

تقول سويدان " أهم أهداف الحملة كانت لإحياء سنة محمد بطريقة مختلفة في ذكرى مولده، ولتعزيز قيم التكافل الاجتماعي داخل المجتمع".

بدأت حملة "صغار على هدي المختار" يوم السبت الثاني عشر من ربيع أول، وامتدت لثلاثة أيام متواصلة، استهدفت خلالها ما يقارب الألف طفل.

" قدمنا للأم وطفلها هدية في هذه الأيام؛ اعترافًا منا بدور المرأة في المجتمع، ولرسم البسمة على شفاه الأم وعائلتها، وأملًا في التخفيف من آلام الولادة التي تواجهها النساء". وتتابع سويدان " شاركن في الحملة خريجات جامعيات من جمعية الشابات المسلمات وأخريات من وزارة الشؤون الاجتماعية".

عدد المتطوعين في الحملة بلغ ما يقارب الـ(150) وفق سويدان، مشيرة إلى أنّ الحملة شملت جميع مستشفيات غزة الحكومية والخاصة.

بدورها أوضحت منى العجلة مدير عام وحدة شؤون المرأة بوزارة الشؤون الاجتماعية أنها سعت إلى إنجاح الحملة من خلال تقديم كتابٍ بالفكرة لوكيل الشؤون، وتمت الموافقة على المشروع بدعمٍ من الوزارة.

وأشارت إلى أنّ الهدايا شملت مظروفًا بداخله هدية للمولود وأمه، وهي عبارة عن " ملابس خاصة بالأم مكونة من ملابس صلاة، وعباءة، ومنظفات، وغطاء للطفل، وبامبرز".

ولفتت إلى أن الوزارة سلّمت جمعية الشابات المسلمات الدعم، والأخيرة أشرفت على تغليفه وتنظيمه وتوزيعه، مبينةُ أن دائرة العلاقات العامة بوزارتها نسّقت مع نظيرتها بالصحة، وتم تسهيل وصول الكشوفات المحتوية على أسماء حالات الولادة.

"توزيع الهدايا شمل المستشفيات الحكومية والخاصة". وتتابع العجلة " وجرى توصيل هدايا خاصة للأم التي وضعت مولودها وتوفاه الله، لنقول لها "حمدًا لله على سلامتك وعوضك خيرًا".

وأكدت العجلة عن استمرار الحملة بحلة ثانية جديدة، لتشمل توزيع هدايا على ابن الشهيد الذي ولد بعد الحرب الأخيرة على غزة من بعد الثامن من تموز /يوليو لعام 2014. مردفة" كل أم وضعت مولودها بعد استشهاد الأب سيكون للطفل هدية تقدم خلال المرحلة المقبلة".