بلطفٍ شديد، يقطف المزارع "مؤيد ورش آغا" حبات الفراولة الحمراء الناضجة، وينتقيها من بين آلاف الحبات، فالمستورد الأوروبي لا يقبل الا الفراولة ذات الجودة العالية، ويضع معايير خاصة ترهق المزارعين.
بعد السماح مجددًا للمزارعين بتصدير الفراولة لأسواق أوروبا والضفة المحتلة مطلع شهر ديسمبر من العام المنصرم، عبر الجمعيات المختصة في المجال، بدأ بعض المزارعين بتصدير محصولهم من الفراولة، مما فتح لهم باب رزقٍ جديد.
يقول ورش آغا -31 عامًا- وهو يقطف حباتٍ من محصوله الذي زرعه على امتداد خمسة دونمات في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، "تصدير محصولنا للضفة المحتلة وأوروبا يمكّننا من الحصول على أرباح وفيرة، بخلاف بيعه في السوق المحلي، رغم المشقة الكبيرة التي نعانيها في عمليات انتقاء الحبات المصدّرة".
وتقع الفراولة ضمن ست فئاتٍ أخرى من الخضروات، تستثنيها (إسرائيل) من قائمة الحظر الذي تفرضه على تصدير منتجات القطاع، منها (الخيار والطماطم والباذنجان والفلفل الحلو والكوسا).
ويوضح ورش آغا، أن محصول العام من الفراولة أقل بكثير مما زرعه هو وجميع المزارعين خلال العام المنصرم، حيث كان للعدوان الأخير على القطاع أثر كبير في تدمير مئات الدونمات الزراعية، وتدمير محاصيل بأكملها.
ويضيف: "نحاول في هذا الموسم تعويض ما مُنينا به من خسارةٍ في الأعوام الماضية، لكن الكميات التي نجمعها قليلة فالحرب أخرت عملية الزراعة".
وشنّ الاحتلال في السابع من يوليو من عام 2014 عدوانًا شرسًا على قطاع غزة استمر لأكثر من خمسين يومًا، استشهد خلاله أكثر من 2140 فلسطيني، وأصيب حوالي 11 ألف مواطن.
ويبدي المزارعون قلقهم من إعادة إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع، والذي تتم من خلاله عملية تصدير محصولهم من الفراولة وغيرها من المحاصيل المسموح لها بالخروج من القطاع.
خسارة القطاع الزراعي من العدوان الأخير، بلغت أكثر من 550 مليون دولار، وفقًا لما أفادت به وزارة الزراعة الفلسطينية، إضافة لتوقف أكثر من 80٪ من العاملين في القطاع الزراعي عن العمل، بعد أن فقدوا مصدر رزقهم الوحيد، جراء قصف المزارع وتجريف الأراضي.
مدير دائرة التسويق في وزارة الزراعة بغزة، تحسين السقا، أكد أن أكثر من 60 طنًا من الفراولة تم تصديرها إلى الأسواق الأوروبية منذ مطلع ديسمبر الماضي، إضافةً لأكثر من 70 طنًا صُدّرت للضفة المحتلة.
وتوقع السقا في حديثهِ لـ" أن يجري تصدير كميات جيدة من الفراولة للأسواق الأوروبية وأسواق الضفة حتى انتهاء الموسم، مبينًا أن قرابة 44 ألف عاملٍ يعملون في المجال الزراعية بقطاع غزة.
وبحسب السقا، فإن المساحات المزروعة في قطاع غزة بمحصول الفراولة، بلغت 600 دونم، والكمية الأكبر تصدر للأسواق الأوربية.
وقال: "تقلصت المساحات المزروعة بمحصول الفراولة في القطاع عن الأعوام الماضية، بفعل العدوان الأخير وتدمير آلاف الدونمات الزراعية، حيث بلغت 2500 دونم عام 2007، واليوم وصلت لـ 600 دونم".
وأشار السقا إلى أن وزارة الزراعة تشرف على عمليات التصدير لخارج القطاع، خصوصًا ما يتعلق بالتصدير للدول الأوروبية حيث تحكمها مواصفات عالمية، إضافة لمتابعتها لما يُصدّر للضفة المحتلة.