قائمة الموقع

ماذا تعني عودة طالبان لأسواق النفط؟

2021-09-13T17:38:00+03:00
ارشيفية
الرسالة نت-وكالات

في حين أن أفغانستان ليست منتجا رئيسيا للمواد الهيدروكربونية، فإن قربها من الشرق الأوسط، وأكبر منطقة منتجة للنفط في العالم، والصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، يعني أن زيادة عدم الاستقرار قد تؤثر على أسعار النفط.

ويقول الكاتب ماثيو سميث في تقرير له بـموقع أويل برايس الأميركي وفقًا للمسح الجيولوجي الأميركي، يبلغ متوسط موارد النفط غير المكتشفة في أفغانستان حوالي 1.6 مليار برميل من النفط الخام، و562 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي، و15.7 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.

وتتضاءل هذه الأرقام مقارنة بإيران المجاورة التي لديها احتياطيات نفطية مؤكدة تبلغ 208.6 مليارات برميل، ورغم العقوبات الأميركية، فهي رابع أكبر منتج في منظمة أوبك، حيث كانت تضخ في المتوسط أكثر من 2.4 مليون برميل يوميا خلال يوليو/تموز، وفق الكاتب.

ويقول الكاتب إنه لطالما كانت حركة طالبان لديها عداوة كبيرة تجاه إيران، ويضيف أن الانتصار غير المتوقع لطالبان سيضيف المزيد من الاحتدامات السياسية إلى التنافس طويل الأمد بين إيران والسعودية لتعزيز النفوذ بالشرق الأوسط، وفق اعتقاد الكاتب.

ويرى الكاتب أن التطور الملحوظ الآخر هو أن الانهيار السريع للحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابل وانسحاب واشنطن "المشين" قد عزز موقف روسيا والصين في آسيا الوسطى.

وهذا مهم -يقول الكاتب- لكلتا القوتين، لأن المنطقة التي تتكون من كزاخستان وتركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وأفغانستان اعتبارا من عام 2019 قدرت الاحتياطيات المؤكدة فيها بـ 31 مليار برميل من النفط و826 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.

ويضيف الكاتب أنه بحلول منتصف عام 2021، بدا أن الصين تراهن على انتصار طالبان، ولا تعزز الأحداث الأخيرة مكانة بكين في آسيا الوسطى فحسب، بل إنها تمنح الاقتصاد المتعطش للطاقة أيضا وصولا أكبر إلى موارد الطاقة الإقليمية، التي أصبحت في السنوات الأخيرة تحت سيطرة أكبر من الصين.

ويستطرد الكاتب "يُعتقد أن الصين تسيطر على ما يقرب من ثلث إنتاج النفط في كزاخستان، بينما تزود تركمانستان وأوزبكستان كميات كبيرة من الغاز لثاني أكبر اقتصاد في العالم. كما يُعتقد أن ما يصل إلى نصف إنتاج آسيا الوسطى من النفط والغاز الطبيعي يتم تصديره إلى الصين، مع سيطرة عملاق شرق آسيا الاقتصادي على العديد من خطوط الأنابيب في المنطقة".

ويعتقد الكاتب أن نفوذ بكين الإقليمي المتزايد وقدرتها على دفع الزعماء السياسيين لتحقيق أهدافها الخاصة سيؤدي إلى تقليل اعتماد الصين على واردات النفط في الشرق الأوسط، وبالتالي تعزيز أمن الطاقة لديها.

ويذهب الكاتب إلى أن هذه التطورات ستشكل ضربة لواشنطن وحلفائها، مما يعني أن أفغانستان التي تحكمها طالبان ستكون بمثابة ثقل موازن لنفوذ إيران الإقليمي المتزايد.

وهذا تطور مهم بشكل خاص مع إدارة بايدن التي تفكر فيما إذا كانت ستعيد الاتفاق النووي مع طهران وتراجع العقوبات التي من شأنها أن تعزز موقف إيران الإقليمي، يختم الكاتب.

المصدر : أويل برايس

اخبار ذات صلة