بمطارق الاواني والحلل الفارغة أحتج المئات من الموظفين المحسوبين على حكومة غزة السابقة، بفعل تجاهل حكومة التوافق لمعاناتهم على مدار ست أشهر سابقة، وعزمها التخلي عنهم بشكل كامل لقاء مكافأة بسيطة لا تقدر حجم تضحياتهم الجسيمة.
على مدار الأيام الماضية حرص المسئولون في حكومة التوافق على اطلاق تصريحات توجت ببيان للحكومة أعلنت بصراحة ووضوح عدم اعترافها بشرعية الموظفين، الأمرّ الذي دفعهم لتصعيد الاحتجاج هذه المرة داخل أروقة مجلس الوزراء الجديد.
المئات من الموظفين دخلوا إلى باحات المجلس بعدما صمّت أذان وزراء غزة إزاء معاناتهم، وخلت السنتهم سوى من وعود فضفاضة بالسر وتهديد ووعيد بالعلن، بحسب ممثلي النقابات المهنية في قطاع غزة.
وحمل المحتجون أوان فارغة كدليل على معاناة الفقر والجوع إزاء ما يتعرضون له، بفعل غياب صرف رواتبهم الشهرية، بينما حناجرهم بالهتافات الغاضبة، مستنكرين كثرة الوعود التي اطلقتها حكومة التوافق دونما أن تجد طريقها إلى التطبيق.
نقيب الموظفين محمد صيام،ـ اعلن أن الاضراب داخل مجلس الوزراء سيبقى مستمرًا اعلان حكومة التوافق وبشكل رسمي ومكتوب تبنيها لموظفي حكومة غزة السابقة، ونعي بيانها السابق الذي تنكر لحقوق الموظفين بغزة.
وأكدّ صيام خلال حديثه لـ
، أن هذه الخطوات هي بداية لخطوات تصعيدية أكبر، حال بقيت الحكومة متنكرة لحقوقهم.
وقال صيام إن جميع الموظفين هم مسئولية الحكومة، والجميع يجب ان ينال حقه من الراتب، رافضًا إعطاء المحسوبين على حكومة رام الله السابقة فيما يتم تجاهل موظفي غزة، معلنًا إمّا ان يتلقى الجميع رواتبهم وإلّا فلا أحد".
معادلات قاسية أوجدتها الحكومة تسببت فيها بمزيد من الشرخ والانقسام في المجتمع الفلسطيني هي خلاصة المشهد بعد سبع أشهر من عمر الحكومة، بحسب صيام.
ولفت صيام إلى كثرة الوعود التي اطلقتها الحكومة خلال الأشهر الماضية والتي لم تفضي سوى لمزيد من المعاناة في صفوف المواطنين.
من جانبه، أكدّ فرج الغول رئيس كتلة حماس البرلمانية، أنّ الحكومة هي من تتحمل مسئولية الموظفين بغزة، مخيرًا إياها اما العدل في الأداء أو الرحيل لتدارك ما أخفقت به خلال أداءها على مدار الأشهر السابقة.
بينما اتهمت حركة حماس حكومة التوافق بالتسبب في حدوث شرخ بالمجتمع الفلسطيني بغزة، وتفاقم أحداث لم تكن من قبل بفعل اخفاقاتها وعدم عدلها بالتعامل مع قضايا المجتمع الغزي وفي مقدمتها قضية الموظفين.
من جانبه قال مفيد الحساينة وزير الاشغال في حكومة التوافق، إن حكومته تشرع باتصالات مع جميع الأطراف بغرض الوصول إلى حل لأزمة الاعتصام في مجلس الوزراء .
وقد اعتصم المئات من الموظفين داخل مقر مجلس الوزراء بغزة، احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم للشهر السابع على التوالي.
وأضاف الحساينة لـ"الرسالة نت"، جهود مكثفة تبذل حاليًا مع جميع الأطراف، بغرض الوصول الى اتفاق ينهي حالة الاحتقان الجارية.
وبحسب قوله، فإن الحكومة معنية بانهاء أزمات القطاع وفي مقدمتها ازمة الموظفين.
وأشار إلى أن حكومته بصدد تقيم الموقف بشـأن ما يجري والعمل على اجراء اتفاق ينهي حالة الاحتقان الجارية.
وإلى حين الوصول إلى اتفاق ينهي أزمات القطاع، فإن الحكومة ستبقى هدفًا لغضب المواطنين حال تلكأت في انهاء معاناتهم.