قائد الطوفان قائد الطوفان

خياران أحلاهما مر

احتمالات المواجهة بين حزب الله واسرائيل

عرض عسكري سابق لحزب الله
عرض عسكري سابق لحزب الله

الرسالة نت- محمد هنية

أثار القصف الاسرائيلي الأخير على بلدة القنيطرة السورية وإعلان حزب الله اللبناني عن مقتل عدد من قياداته في الهجوم، الكثير من علامات الاستفهام حول تداعيات وتبعات ما أجمع المحللون على وصفه بـ "الزلزال" الذي أصاب الحزب في الأراضي السورية.

فبينما يسود الصمت الأوساط السياسية الإسرائيلية حول الغارة التي قتل فيها جهاد عماد مغنية وعددا من قادة حزب الله والحرس الثوري الإيراني، تبقى احتمالات التصعيد مفتوحة وسط الكثير من التحديات.

المحلل السياسي الايراني حسين رويوران، اعتبر  من جانبه، أن الاستهداف الاسرائيلي لعناصر حزب الله بعد التصريحات الاخيرة للأمين العام للحزب "حسن نصر الله" والتي قال فيها "إن الحزب من الان فصاعدا لن يسكت على أي هجوم اسرائيلي على الاراضي السورية"، بمنزلة تحد للحزب والذي لن يسكت عنه وسيرد بالطريقة المناسبة والسريعة عليه، طبقًا لقوله.

وقال رويوران لـ http://alresalah.ps/ar/uploads/images/b1903027b55a1a33129bc57664f6d239.png : " إن التحدي الاسرائيلي لحزب الله سيواجه بتحدي مماثل من الحزب، وإن الاخير سيرد سواء أيا كان المستوى القيادي للمستهدفين منه".

وعن شكل الرد،  أوضح أن الأمر يخيم عليه الغموض حتى اللحظة، لاعتبارات وجود الحزب في سوريا، غير أن الرد سيكون مرهونًا بحسب الساعات المقبلة.

وذكر أن الحزب لن يتسرع بالرد، لكنه لن يسكت طويلا على الهجوم، فهو يمتلك القوة على الرد وفي ادارة أي معركة مع كيان الاحتلال، لا سيما أن الأخير في فترة انتخابات تشجع حزب الليكود ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتياهو بجعل الوضع الأمني هو السائد لرفع رصيده الانتخابي.

وقال: "إن حزب الله يعي الحسابات الاسرائيلية، وحساباته مغايرة كونها حسابات عسكرية وسياسية، وبعيدة عن منطق رد الفعل السريع ولكنها في اطار الرد الشديد".

تصعيد جزئي

مدير مركز القدس للدراسات علاء الريماوي من جهته، وصف الغارة الاسرائيلية بالضربة الأشد ايلاما لحزب الله، لا سيما بوجود رمزية لها تتمثل في استهداف "جهاد" الابن الأصغر لعماد مغنية أحد قيادات حزب الله اللبناني، والذي تم استهدافه عام 2008 في حادث تفجير سيارة بدمشق.

ومما يدلل على خطورة الضربة الاسرائيلية لحزب الله، بأنها استهدفت عمق القيادة الميدانية، وهي قيادة التعبئة والتسليح، مما يعني أن حزب الله قد وضع في معضلة الرد.

وتوقع الريماوي خلال حديثه لـ http://alresalah.ps/ar/uploads/images/b1903027b55a1a33129bc57664f6d239.pngاستنفارا عسكريا اسرائيليا خلال الساعات المقبلة، مصاحبا لموجة اعلامية اسرائيلية خافتة، واستبعد التبني الاسرائيلي الرسمي للهجوم، واستدل على ذلك بعدم تبني الكيان الاسرائيلي للهجمات التي شنها على سوريا منذ 2013.

وحول سياقات رد حزب الله، قال: "المحاولات الاسرائيلية الان تذهب تجاه تصعيد جزئي، ولأغراض محدودة يستفيد منها بنيامين نتنياهو، لكن قراءة حزب الله تشير الى ان اسرائيل قد أوغلت في المس بالحزب مما يستدعي الرد".

وأشار الى ان "اسرائيل" تناقش رد الحزب المتوقع، فهل سيكون جريا للسلوك المعتاد من النظام السوري وحزب الله بأن الرد سيكون في المكان والزمان المناسبين؟

وأضاف: "حزب الله في معضلة أمام جماهيره التي تطالبه بالرد على جريمة اغتيال عماد مغنية منذ سنوات، لكن المعطيات المنطقية تشير الى وجود تصعيد".

وتعقيبًا على قول احد قيادات الاحتلال قبل أيام، بأن المواجهة مع حزب الله قاب قوسين أو أدنى، أجاب الريماوي"هذا تكهن، والحساب الموضوعي بان العملية تمت في سوريا، وقد يقتصر رد الحزب على عمليات نوعية يختارها في أماكن محددة على الحدود مع اسرائيل، لكن السلوك الاسرائيلي على رد الحزب سيحدد مآلات تصعيد الأوضاع".

وطبقًا لقوله، فإنّ الغارة الاسرائيلية ضد حزب الله تأتي في ظل وضع اقليمي لا يحسد عليه الحزب، فسوريا قد أوغلت بالدم، والجبهة السورية لا تحتمل تشتيت القوى، واذا ما تطورت المواجهة بين الحزب واسرائيل الى حرب مفتوحة، فهذا يستدعي استجلاب قواته من سوريا".

وفي السياق ـ رأى الريماوي أن الاحتلال لن يذهب لتوسعة الامور في اطار حرب مفتوحة، وسيقرأ ايقاع وطبيعة رد حزب الله في ظل الظروف الاقليمية الصعبة التي تحيطه، مؤكدا أن مسار الردود التي سيقودها الحزب سيظل في حدود الا تتدحرج الامور لحرب مفتوحة.

ويبقى خيار المواجهة المفتوحة موضوعا على الطاولة اذا ما خرجت "قنبلة مجنون"، فحينها لا يمكن لاحد ان يتنبأ بمسارات الامور.

البث المباشر