قائمة الموقع

مقال: إن كبر ابنك خاويه

2015-01-18T22:54:05+02:00
الكاتب: وسام عفيفة
بقلم: وسام عفيفة

استطاعت أجيال الانتفاضات الفلسطينية اجتياز العديد من المحطات ونجحت في الصمود رغم غياب الموروث الأدبي والفني والثقافي للمقاومة، ونجت الأجيال من محرقة الهوية بفضل التجارب الحية التي مرت بها إجباريا ابتداء من الانتفاضة الأولى 1987 حتى الحرب الأخيرة 2014، رغم أننا كنا على وشك أن نخسر الحرب على العقول، وكاد أن ينجح الاحتلال الإعلامي والثقافي، إنتاج جيل من "الراقصين، والمغنين، والشاذين، والمدمنين" تسيطر عليهم تعويذة تم تحضيرها في استوديوهات وفضائيات ومواقع إلكترونية، ومنظمات دولية.

جيل اليوم أيضا مهدد بسلسلة من الرغبات والشهوات والأحلام المستوردة في ظل القهر والحصار، حيث يطلون على العالم من نافذة السجن الكبير عبر الإنترنت والإعلام، فلا ينالون سوى المزيد من الإحباط يفرغونه في أحلام اليقظة، والتقليد الأعمى، مثل طفل بائس يرى ابن الجيران يأكل حبة فاكهة، بينما هو يبلع ريقه، ثم يعود إلى بيته، يفش غليله بكسرة خبز قديمة.

نقاتل اليوم على جبهة ناعمة يتعرض فيها الأبناء من أعمار الطفولة حتى الشباب، لفيروسات إلكترونية ثقافية تستهدف إعادة برمجتهم، والسيطرة عليهم، وعلى طاقتهم الكبيرة قبل أن تتحول إلى فعل مقاوم يضرب كل من يتآمر عليه.

قد تكون فكرة مخيمات طلائع التحرير التي أطلقتها كتائب القسام، والفعاليات على شاكلتها وسيلة لتحصين هذا الجيل، لكن أسلحة المعركة وأساليب الأعداء متعددة وساحرة، وبينما يتوقف هدير الطائرات وقصف المدافع فإن مواجهة عبر الشاشات والعقول لا تهدأ، وتحتاج إلى إبداع يوازي عصا موسى في مواجهة حبال سحرة فرعون.

 جيل اليوم لا تجدي معه خطابات رنانة وهتافات حماسية، اليوم تراودهم النجومية عن أنفسهم، وتغريهم الموضات والأضواء، وأمامهم نماذج جديدة من القدوات، في مختلف المجالات، بينما لا يجدون متسعا من الوقت في التفكير وتحديد اختياراتهم.

نحتاج حملة تجنيد لكل المبدعين من أجل إنتاج أدبي وفني وثقافي ورياضي للتعبئة الوطنية والإسلامية تستوعب الجميع لتحصين الجيل الذي هو عنوان البقاء والتحرير.

وقبل كل ذلك على كل تنظيم أو قائد أو ولي أمر أن يعمل بمقتضى المثل الشعبي: "إن كبر ابنك خاويه".

اخبار ذات صلة