لم ينقطع الاستهداف الصهيوني الممنهج لبلدة بيت أمر شمال الخليل حيث تحولت حياة 14 ألف فلسطيني إلى جحيم بسبب الممارسات اليومية لجنود الاحتلال واستهداف سكانها بالاعتقال.
وكانت آخر حملة قامت بها سلطات الاحتلال ضد سكان بلدة بيت أمر شمال الخليل يوم الخميس الماضي، حيث اعتقل الاحتلال (18) فلسطينيا من أبناء البلدة تتراوح أعمارهم ما بين 14- 48 عاما، ونفذت سلطات الاحتلال هذه الحملة تحت وطأة البرد القارص، وقامت بأعمال تفتيش داخل المنازل التي اقتحمتها.
ويروي سكان البلدة قصصا مرعبة عن ممارسات الاحتلال داخل المنازل واستخدام آلات خاصة بتفجير الأبواب.
وأكدت عائلة أبو ماريا التي استهدافها أن الاحتلال هدد بعض الشبان بالقتل كما قتل قريبهم هشام أبو ماريا الذي استشهد في مواجهات مع الاحتلال قبل أشهر.
وأكدت عائلة الأسير أحمد أبو ماريا شقيق الشهيد أن الاحتلال طالبهم بتسليم أبنائه الثلاثة الذين لم يكونوا متواجدين لحظة الاقتحام داخل المنزل وهدد: "سنقتلهم إذا لم يحضروا".
إحصائية غير مكتملة
وتعرضت بلدة بيت أمر لحملة اعتقالات مسعورة حيث سجلت أكثر من (95) حالة اعتقال خلال العام 2014 بحسب ما ذكر محمد عوض الناطق الإعلامي للجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان.
وأكد عوض أن عام 2015 شهد أكثر من (40) حالة اعتقال خلال الاسبوعين الماضيين وسجلت حالات الاعتقال لاطفال لم تتجاوز أعمارهم سن (18) عاما.
وتقع بلدة بيت أمر (9) كلم شمال مدينة الخليل ويمر منها الخط الالتفافي رقم (60) الذي يستخدمه المستوطنين في تنقلاتهم بين مستوطنات شرق الخليل والتجمع الاستيطاني غوش عتصيون وتتحكم في مقدرات البلدة ثلاث مستوطنات رئيسية تم بناؤها بعد عام 1982 وهي مغتصبة كرمي تسور جنوبا ومغتصبة بيت عين والتجمع الاستيطاني غوش عتصيون.
وتمارس سلطات الاحتلال العنف المنظم ضد سكان البلدة وخاصة الاحياء القريبة على الخط الالتفافي رقم 60 الذي ارتقى فيه عدد من الشهداء خلال مواجهات مع الاحتلال أو خلال قمع الاحتلال لمسيرات مناهضة للجدار والاستيطان التي وقعت في البلدة خلال العام 2014.
وتتعرض الاحياء لعمليات قمع ممنهج حيث تقوم سلطات الاحتلال باقتحامها بشكل شبه يومي وتلقي بداخلها قنابل الغاز والصوت والرصاص الحي والمطاطي وتقض مضاجع السكان تحت ذريعة تعرض سيارات المستوطنين للرشق بالحجارة.
وتمارس النقطة العسكرية المقامة على مدخل البلدة منذ عام 1989 ابشع أنواع القمع ضد الفلسطينيين وهي نقطة محاذية لمقبرة القرية والتي لم تسلم فيها جنازات الأموات من الاعتداء والقمع.