قائمة الموقع

متاحف المواطنين.. صندوق التاريخ الفلسطيني وخزينة الحضارة

2015-01-20T11:58:19+02:00
غزة - معاذ مقداد

على مدار عشرات الأعوام أمضى مواطنون أعمارهم في جمع التراث والقطع الأثرية الثمينة للحفاظ على حضارة شعبهم، طالت أيدي الاحتلال الكثير منها، لطمس التاريخ الفلسطيني.

ومنذ نشأة (إسرائيل) عمِلت ليل نهار على سرقة التراث والحضارة على أرض فلسطين، فامتدت أيدي قوات الاحتلال على سرقة عدة متاحف، وتخريب الكثير من القطع الأثرية التي تعود لأزمنة غابرة جسّدت تاريخ الأمم في فلسطين.

http://alresalah.ps/ar/uploads/images/b1903027b55a1a33129bc57664f6d239.png جابت عدّة متاحف شخصية لمواطنين من قطاع غزة جمعوا الآثار ونقبوا عن ماضي أجدادهم منذ زمن طويل.

وليد العقاد دفعته الغيرة على حضارة الوطن للتنقيب في كل أماكن التراث القديمة بالقطاع، فأمضى 35 عامًا في التنقيب عن الآثار وكانت البداية "سرية" خشية من الاحتلال (الإسرائيلي) الذي كان يدمّر ويسرق ما يحلو له.

وأثناء الحرب على غزة تعرّضت عشرات القطع الفخارية التراثية إلى الدمار نتيجة القصف الذي طال عدّة منازل مجاورة لمتحف العقاد.

أسلحة رومانية وعملات نقدية يونانية وفاطمية، وحتى أسلحة الحرب العالمية الأولى، وتراث الأجداد، هي بعض من محتويات متحف العقاد والمتاحف الأخرى التي أعدّها المواطنون بغزة.

ويعتبر العقاد ما عمِله واجبا وطنيا، إضافة إلى أنه متحف مفتوح للجميع، "فهو يمثل حضارة وتاريخ الشعب الفلسطيني، وليس شخصيًا للعقاد فقط "، فيما تبرَّع بأرضٍ لبناء متحف يليق بكل الآثار لتأخذ كل قطعة حقها.

ديّان استفزّه

ولأن تاريخ الاحتلال محفور بالتدليس والتهويد، كان موشيه ديان وزير الدفاع (الإسرائيلي) الأسبق يأتي بطائرته الخاصة لشراء الآثار والقطع الثمينة من الأماكن السياحية الفلسطينية آنذاك، لسرقة الحضارة الفلسطينية ونسبها لدولتهم.

الخمسيني مروان شهوان، صاحب متحف آخر مقام في محافظة خانيونس، له حكايته الخاصة، حيث استفزه فعل ديان فقرر منذ نعومة أظفاره جمع الآثار، ويمتلك الآن متحفا كبيرًا يحوي آلاف القطع الأثرية.

وبدا واضحا على ملامح وجه شهوان الكبر، حيث قضى ثلثي عُمره يجمع التحَف والقطع الأثرية القديمة بأمواله الخاصة.

يقول الرجل لـhttp://alresalah.ps/ar/uploads/images/b1903027b55a1a33129bc57664f6d239.png ، "عزمت على جمع كل ما أستطيع من آثار في أرض فلسطين منذ طفولتي كما كان يفعل والدي"، مخافة ضياع تلك الآثار أو سرقتها، مبديا سعادته بمهمة جمع التراث التي كلّف نفسه بها.

تخريب وسرقة التراث

وخلال الحرب (الإسرائيلية) الأخيرة على غزة، خرّب الاحتلال متحفًا آخر في منطقة "الزنة" شرق خانيونس، يحتوي بين جدرانه آلاف القطع الأثرية القديمة، فيما سرَق جنوده مئات القطع الأخرى.

الحاج جمال أبو عليان في عقده الخامس من العمر، يمتلك ذلك المتحف الأثري المدمر والذي كان يحتوي على أكثر من خمسة آلاف قطعة، أمضى نحو 23 عامًا في التّنقيب والبحث عنها واقتنائها.

وأحصَت وزارة السياحة والآثار في غزة قرابة 41 موقعا أثريًّا تمّ تدميرها بشكل كامل أو جزئي، عدا عن الآلاف من القطع الأثريّة التي تعود ملكيّتها إلى مواطنين.

"برغم الدمار، سنعوّض القطع التي دُمرت ولن نتخلى عن الهوية والهواية التي عشقناها -جمع الآثار"، يختم أصحاب المتاحف حديثهم في إشارة واضحة على تمسكّ الفلسطينيين بأرضهم وحضارتهم.

اخبار ذات صلة