وكالات – الرسالة نت
تسير وتيرة بناء الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر على حدودها مع قطاع غزة من أجل محاربة ظاهرة الأنفاق، التي يستخدمها أهل غزة لتهريب السلع والبضائع الأساسية، بتسارع لافت منذ بدء العمل به مطلع العام الجاري.
وأفاد شهود عيان من الجانب الفلسطيني على الحدود أن السلطات المصرية ضاعفت من عدد الآليات والحفارات التي تعمل على بناء الجدار في أكثر من محور على طول الحدود مع القطاع.
ويتركز العمل في بناء الجدار على مقطعين يقعان شرق وغرب الحدود المصرية مع القطاع الممتد من ساحل البحر الأبيض المتوسط غربا وحتى معبر كرم أبو سالم شرقا بطول نحو 14 كلم.
وفي هذا السياق أكد مسؤول أمني فلسطيني، أن الجانب المصري رفع مؤخرا من وتيرة بناء المرحلة الأولى من الجدار مشيرا إلى أن السلطات المصرية أتمت -حسب تقديراته- بناء نحو 50 إلى60% من تلك المرحلة.
وتوقع المسؤول الأمني، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن يتم الانتهاء من بناء الجدار وملحقاته قبل نهاية العام إذا ما استمر العمل بنفس الوتيرة الحالية.
ألواح فولاذية
وذكر المسؤول أن الألواح الفولاذية التي تضعها السلطات المصرية في باطن الأرض بطول 18 إلى عشرين مترا هي نفس الألواح التي سبق للاحتلال الإسرائيلي أن استخدمها في ضبط الحدود مع الجانب المصري قبل انسحابه من القطاع في صيف عام 2005.
وأضاف أن السلطات المصرية لم تعمد حتى الآن لغرس الألواح الفولاذية بالكامل في المناطق التي تتركز فيها حركة الأنفاق تحت الأرض، إلى حين انتهاء المراحل النهائية من بناء كامل الجدار- وفقا لتقديراته.
وأشار المصدر إلى أن المرحلة الحالية من بناء الجدار لا تشكل أي أثر على انسياب البضائع والحاجيات عبر الأنفاق من مصر إلى غزة، مؤكدا أنه لا يمكن لأحد التكهن بانعكاساته (الجدار) قبل انتهاء السلطات المصرية من إتمام مراحله النهائية.
تقنية البناء
ووفقا لملاحظات المسؤول الأمني الميدانية فإن عمليات الحفر وزرع الألواح الفولاذية في باطن الأرض يرافقها وضع طبقات من الرمل ذات مسامية عالية، في إشارة إلى نية السلطات المصرية ضخ كميات كبيرة جدا من المياه على طول الجدار الفولاذي كي تتغلغل إلى باطن الأرض وتعمل على انهيار الأنفاق وتعيق سبل إصلاحها من جديد.
ورجح أن تكون مهمة الفولاذ حبس المياه من الانسياب إلى الجهة المصرية، وبقائها في الطبقات الرملية المسامية بشكل دائم كي تحبط محاولات حفر أنفاق جديدة أو إصلاح أنفاق حفرت قديما لأن المياه تعمل على تحلل التربة وانهيار الأنفاق.
ومن جانبه أكد صاحب أحد أنفاق تهريب المواد الغذائية والأجهزة الكهربائية، أن المراحل الحالية من بناء الجدار لم تؤثر على سير العمل داخل الأنفاق، مشيرا إلى أن ما يعيق سبل انسياب البضائع عبر الأنفاق في كثير من الأحيان هو المتابعات والملاحقات الأمنية المصرية للمهربين على الجانب المصري من الحدود.
ولم يخف صاحب النفق خشيته من انهيار نفقه أو تدميره في أعقاب إتمام السلطات المصرية بناء الجدار.