من بين أهم التحديات التي تواجه عهد الملك سلمان في السعودية، هو ترشيد استهلاك الطاقة وتقليل استخدام النفط في توليد الكهرباء، حتى تتمكن السعودية من تصدير هذه الكميات المتوفرة أو استخدامها في التكرير لتحقيق أرباح القيمة المضافة.
وحسب تقديرات مسؤولة دراسات الطاقة في المعهد الملكي البريطاني للشؤون الخارجية (تشاتهام هاوس)، غلايدا لان، فإن
هدر الطاقة يكلف المملكة العربية السعودية وحدها 36 مليار دولار سنوياً، خلال العقد المقبل.
وكانت دراسة صدرت قبل ثلاث سنوات قد حذرت السعودية من مخاطر الاستخدام الكثيف للنفط في توليد الكهرباء من ناحية الإضرار بالبيئة ومن النواحي الاقتصادية.
وقالت الدراسة: إذا استمر الاستهلاك النفطي بهذا المعدل الكبير في المملكة العربية السعودية، فإنه سيقلل من حجم الصادرات النفطية، وبالتالي من الدخل الذي تحصل عليه المملكة من مبيعات النفط.
وكان الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول رئيس اللجنة المشرفة على وضع البرنامج الوطني الشامل لترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، قد أكد قبل عامين عزم السعودية على معالجة هدر البترول في توليد الطاقة الكهربائية.
وقال في تصريحات أخيرة إن قطاع المباني يستهلك ما يقارب 80% من الطاقة الكهربائية في المملكة، يذهب 70% منها للتكييف.
ووقع الأمير عبدالعزيز خلال العام الماضي مذكرات تفاهم مع خمس جهات حكومية وشركات وطنية كبرى، لترشيد استهلاك الطاقة ورفع كفاءتها في مشاريع الإسكان التي تنفذها بالمملكة، وذلك في إطار سعي المملكة لجني ثمرات البرنامج الوطني لترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة.
كما عملت هيئة ترشيد الطاقة منذ عامين على تعديل المواصفات والمقاييس السعودية الخاصة بأجهزة التكييف وكذلك مواصفات المباني الجديدة.
وحسب تصريحات الأمير عبد العزيز بن سلمان، فإن المملكة تستهلك من الطاقة سواء من البترول والغاز الطبيعي، حوالى 8 ملايين و200 ألف برميل مكافئ. وهذا معدل كبير من الاستهلاك لدولة لا يتجاوز عدد سكانها 30 مليون نسمة.
العربي الجديد