قائمة الموقع

في غزة.. "سوء التغذية" يتجاوز الخطوط الحمراء

2015-01-31T07:31:20+02:00
في غزة..
الرسالة نت - لميس الهمص

بدا الضعف ظاهرا على ملامح الطفلة اعتدال أحمد والتي لم تتجاوز الثمانية عشر شهرا فوزنها بالكاد يصل لـستة كيلوجرامات بينما يتطلب عمرها ضعف الرقم السابق لتكون بصحة جيدة.

ليست النحافة وحدها هو ما تعاني منه اعتدال، القاطنة في مخيم النصيرات، بل هي مصابة بسوء التغذية ونقصان فيتامين (د) بشكل حاد نتج عنه لين العظام وكسور متكررة في الحوض والفخذ جعلت والدتها تخشى تركها تلعب وحيدة.

الآلاف من حالات فقر الدم وسوء التغذية انتشرت بالقطاع وهو ما ينذر بكارثة على الصعيد الصحي، خاصة أن اولئك المرضى عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة وقد يصل الحال بهم للموت في بعض الحالات الحادة.

15 ألف طفل من أصل 55 يعانون سنويا من سوء تغذية في غزة

وتؤكد دراسة صدرت في العام 2014 م عن جمعية أرض الإنسان الخيرية إن نسب فقر الدم ونقص بعض الفيتامينات بلغت أربعة أضعاف تلك المسموح بها دوليا وتحددها منظمة الصحة العالمية.

غير مستقرة

تتردد والدة الطفلة اعتدال، الموجودة في حضانتها بعد طلاقها، على جمعية "أرض الإنسان" التي ترعاها كغيرها من الأطفال المصابين بالمرض، فيما كانت الحالة الاقتصادية الصعبة والعدوان (الإسرائيلي) والحصار سببان يجمع غالبية الحالات الزائرة للمركز.

وتقول والدة اعتدال أن حالة ابنتها بدأت بالتحسن التدريجي بعد انضمامها لصفوف المئات في أرض الإنسان، إلا أنها ما تزال تعاني من نقصان في الكالسيوم وفيتامين د، ما يجعلها غير قادرة على المشي حتى اللحظة.

خلال عام كامل قبل العدوان الأخير (تموز/يوليو الماضي) تم تسجيل 32 حالة سوء تغذية شديدة في مجمل أنحاء قطاع غزة، بينما تم تسجيل أكثر من 88 حالة خلال أول ثلاثة أسابيع فقط من العدوان في مركز أرض الإنسان بغزة.

الدكتور عدنان الوحيدي المدير التنفيذي لجمعية أرض الانسان الخيرية أكد أن سوء التغذية مرتبط بالوضع الاقتصادي، إذ إن فقر المجتمع يجعله يفتقر للكم والكيف الغذائي المطلوب وهو ما ينطبق على الكثير من العائلات في قطاع غزة.

كلام الدكتور الوحيدي يفسر سبب زيادة سوء التغذية بعد الحصار والحروب التي تعرضت لها قطاع غزة، خاصة وان دخل الفرد من أهم العوامل التي تؤخذ بالحسبان في حال انتشار سوء التغذية بين أفراد المجتمع في ظل زيادة كبيرة لعدد السكان.

وتعود أسباب سوء التغذية لأسباب مرضية قد يولد به الطفل كانسداد في الأمعاء أو سوء الامتصاص للفيتامينات وغيرها، وأخرى مكتسبة تعود لفقدان الجسم للفيتامينات والحديد وغيرها من المواد المتوفرة في الأغذية الصحية بسبب فقدانها أو عادات تناولها السيئة.

فيما يؤكد الدكتور عدلي سكيك استشاري التغذية والصحة العامة ومدير دائرة التغذية بوزارة الصحة أن سوء التغذية كان موجودا وزادت نسبته بعد الحصار وتدلل عليه مؤشرات عدة، أبرزها: النحافة وقصر القامة.

وتجري وزارة الصحة رصدا سنويا للوضع التغذوي في القطاع من خلال رصد زائري العيادات الحكومية وبعض المدارس.

وبحسب سكيك توجب منظمة الصحة العالمية على الدول المتحضرة عدم زيادة نسب سوء التغذية والنحافة وقصر القامة فيها عن 2.3%، فيما تجاوزت نسبة النحول في القطاع 5.5%.

النسبة السابقة تدلل على وجود مشكلة حقيقية تستوجب ايجاد حلول آنية وسريعة حتى لا تتفاقم الأوضاع لحد يصعب السيطرة عليها.

ويولد في قطاع غزة سنويا 55 ألف طفل منهم 15 ألف يعانون من سوء التغذية بأنواعها الحاد والمتوسط والخفيف، بحسب وزارة الصحة.

فيما تؤكد الدكتورة مريم وادي مدير صحة العائلة بوكالة الغوث أن أكثر الفئات المعرضة لسوء التغذية في المجتمع هم الامهات في فترة الحمل والرضاعة والاطفال اقل من سن الخامسة، وطلبة المدارس.

عرضة للمرض

فيما يعتبر الوحيدي (مدير جمعية أرض الانسان) أن قطاع غزة يعيش حالة هشة في الوضع التغذوي وهو جاهز للسقوط في الهاوية، "المال والجهد يكفلان الخروج من هذه الحالة لكن لا يقوى القطاع على توفير ذلك".

ويقول الوحيدي إن الحرب التي تسببت بتشريد ما يزيد عن ثلث السكان أدت لزيادة نسبة النحول الغذائي وهو (سوء التغذية الحاد الذي يحدث خلال فترة معينة) لأربعة أضعاف، مشيرا إلى أن علامته انخفاض شديد بالوزن قياسا إلى الوزن المعياري للعمر.

أقرت الحكومة في العام 2006 تدعيم الدقيق بالمغذيات المسماة "البريمكس" إلا أن الدراسة التي اجرتها وزارة الصحة أظهرت أن نسبة التدعيم من خلال المسح للمطاحن والمخابز ومحال التموين قد بلغ فقط 6.1% في القطاع، في حين وصلت نسبته في الضفة 60% وهو ما يظهر فرقا شاسعا في النسبة تهدد صحة آلاف الأسر.

أرض الانسان لاحظت تضاعف أرقام النحول الشديد والمتوسط خلال فترة الحرب التي استمرت 51 يوما، واستطاعت خفض نسبة سوء التغذية بعد بذلها مجهودا مضاعفا.

ويحذر الوحيدي من ازدياد حالات فقر العناصر الغذائية متناهية الدقة والتي توجد بشكل كبير بين الأطفال خاصة أنها تحدث ببطء وبشكل تراكمي ولا تقل خطورة عن النحول الظاهر.

ويؤدي سوء التغذية بحسب من استطلعت "الرسالة" آراءهم من المختصين إلى ضعف النمو، وعدم القدرة على الاستيعاب وضعف التحصيل العلمي، وضعف النشاط والحركة.

أرض الإنسان: وضع القطاع هش وجاهز للسقوط في الهاوية

وبحسب الوحيدي فإن سوء التغذية المزمن الناتج عن نقص المعادن والاملاح والفيتامينات بأنواعها يعتبر المسبب المركزي للأمراض المزمنة التي تؤدي لفشل الأعضاء والأجهزة، كفشل الكلى وفشل الجهاز البولي بكاملة فشل جهاز المناعة التدريجي اذا بقي تحت وطأة نقص العناصر الغذائية الدقيقة.

وأثبتت دراسات جمعية "أرض الانسان" الدورية وجود نقص عال لعناصر الحديد والزنك وفيتامين (أ) و(د). ما يعني انتشار لين العظام وهشاشتها والخمول ليصبح الجسم عرضة للأمراض بشكل مستمر.

ويعتبر مدير أرض الإنسان أنه ليس مفاجأة أن تزداد نسب سوء التغذية بعد الحرب لكن الخطير هو استمرار الحالة خاصة وأن التعاطف والمساعدة لحل المشكلة دوليا لم يكن بالشكل المطلوب.

ويؤكد استفحال ظاهرة قصر القامة التغذوي الناجم عن سوء التغذية المزمن بين الأطفال في قطاع غزة.

وتظهر دراسة أجراها مركز أرض الانسان على 30 ألف طفل خلال العام 2014م أن معدلات فقر الدم بلغت 28%، فيما بلغت نسبة المصابين بسوء تغذية المزمن 6.2%، ونقص فيتامين د بلغت نسبته 8.3 فيما تمنع منظمة الصحة العالمية أن يصل الرقم لــ2 %، لكن النتائج تظهر أننا وصلنا لأربعة أضعاف الرقم المحذر منه دوليا. فيما بلغت نسبة النحول 4.5 % ثلثاها تضاعف بعد الحرب الأخيرة على القطاع.

دراسة أعدتها الوكالة لنسبة الوفيات اقل من عام تعكس الحالة الصحية أظهرت زيادة نسبة الوفيات ففي حين بلغت معدلات الوفاة في العام 2008م 20.2% ، وزادت لتصل إلى 22.4% في 2013م .

وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن سوء التغذية يؤدي إلى ثلث الوفيات لدى الأطفال، مع أنه نادرا ما يتم إدراجه كسبب رئيسي. أما لجنة الأمم المتحدة الدائمة المعنية بالتغذية (UN's Standing Committee on Nutrition SCN)، فتقول إن سوء التغذية هو السبب الأول للأمراض على الصعيد العالمي.

وضع مراكز إيواء نازحي الحرب في بؤرة الاهتمام بالنسبة لجمعية ارض الانسان، ساهم في تراجع الحالات المصابة بسوء التغذية، إلا أن القاطنين في تلك المراكز بحسب "الوحيدي" هم ضحية دائمة لسوء التغذية ما لم يعودوا لظروف المنزل الطبيعية.

أرقام خطيرة

العشرات من الحالات التي قابلتها "الرسالة" في مركز التغذية والذي يعد الأكبر في القطاع تعاني صنوفا من الأمراض التي يتسبب بها سوء التغذية فبعضهم يعاني من قصر القامة فيما آخرون بانت النحافة على اجسداهم بشكل لافت فيما تسبب المرض للبعض بتأخر في المشي والزحف.

أحد تلك الحالات الطفل أنس محمد (11 شهرا) والذي يعاني من تأخر الزحف رغم تجاوزه تلك المرحلة إلا أن ضعف بنيته ونقص الحديد في الدم حال دون ممارسة حياته بشكل طبيعي.

ويعاني ذوو أنس وضعا اقتصاديا صعبا فقد هدم منزلهم خلال الحرب الأخيرة في بيت حانون وانتقلت الزوجة للعيش في بيت والدها حتى تتحسن أوضاعهم.

وتقول جدة أنس: "ليس من السهل إعادة حفيدي إلى المنزل المدمر، لأن ذلك يؤثر على صحته سلبيا، لهذا آثرنا احتواءه في بيتنا وبخاصة في فصل الشتاء".

ويعتمد أنس في وجباته الغذائية المكونة من بعض الحليب والبسكويت على مساعدات جمعية "أرض الإنسان" ومساعدة بعض "أهل الخير"، غير أن تلك الوجبات لا تشكّل سوى الحد الأدنى المقرر له.

وتنصب مهام أرض الأنسان على الوصول لحالات سوء التغذية من خلال المسح الميداني للأطفال دون سن الخامسة الذي يقوم به فريق مختص من خلال زيارة المنازل وفحص الأطفال وتوجيه ذويهم للتعامل مع حالاتهم.

وفي حالة إصابة الطفل يحول الفريق المصاب لتلقي العلاج في أحد مراكز الجمعية الموجود في مدينتي غزة وخانيونس أو تحويلة لأحد المستشفيات لتلقي العلاج، فيما يوجه الفريق الأم لكيفية عمل الغذاء المناسب بالإمكانيات المتوفرة لديها.

"الرسالة" حاولت الوقوف أكثر على المشكلة فوجدت معدة التحقيق إحصائية حديثة صادرة عن وزارة الصحة بالتعاون مع اليونيسيف ووكالة الغوث، ووزارة التربية والتعليم، والجهاز المركزي للإحصاء تعد الأضخم على مستوى الشرق الأوسط حيث استهدفت 5 فئات هم الأطفال أقل من الخامسة، وأطفال المدارس من سن 6-12، وكذلك المراهقين من سن 15 وحتى 18، والسيدات الحوامل، والامهات المرضعات.

البحث الذي مولته اليونيسيف بمبلغ مليون و600 ألف دولار وشمل كل الأراضي الفلسطينية، أثبت أن قطاع غزة يعاني من سوء التغذية وانيميا فقر الحديد، خاصة أن البحث شمل 10 آلاف عينة و6 آلاف استبيان، وزيارة 660 عيادة ومخبز ومتجر.

وخلصت بعض نتائج الدراسة إلى أن الانيميا منتشرة بنسبة 37% لدى السيدات الحوامل، فيما وصلت نسبتها لدى المرضعات 30.6، الأطفال دون السادسة 30.8، المراهقات 21.8 بينما المراهقون 12.3.

الأونروا: نعمل على تطوير خطة بالشراكة مع المعنيين للحد من الحالات المصابة

وبحسب الدكتور سكيك (استشاري التغذية والصحة العامة) فإن منظمة الصحة العالمية تعتبر البلد التي تعاني من الانيميا بنسبة تزيد عن 20 % بأنها تقع تحت وطأة مشكلة عامة، وإذا بلغت 40% فتقدر بأن المشكلة كبرى.

وأظهرت الدراسة أن نسبة الأطفال الذين يعانون من نقص عنصر الزنك بالإضافة للمعرضين للنقص ووصلوا حافة الهاوية تبلغ 71%، ويوضح عدلي أن عنصر الزنك هو المسؤول عن قصر القامة الذي انتشر بنسبة 11% بين الأطفال بحسب ذات الدراسة.

ويعاني 17.3% من أطفال المرحلة الابتدائية الذين شملتهم العينة من نقص عنصر اليود في البول في حين بلغت تلك النسبة 9% في العام 2006 ما يظهر زيادتها وهو ما تحذر منظمة الصحة من وصلها لـ10%.

ويؤكد الدكتور سكيك أن الحكومة أقرت في العام 2006 تدعيم الدقيق بالمغذيات المسماة "البريمكس" إلا أن الدراسة أظهرت أن نسبة التدعيم من خلال المسح للمطاحن والمخابز والمحال التموين قد بلغ فقط 6.1% في غزة، في حين وصلت نسبته في الضفة 60% وهو ما يظهر فرقا شاسعا في النسبة تهدد صحة آلاف الأسر.

وبحسب سكيك فإن الرقابة على تدعيم الدقيق الذي يعد من مهمة وزارة الاقتصاد في المستوى الأساس بالتعاون مع وزارة الصحة في القطاع ليست بالشكل المطلوب بسبب ارتفاع ثمن تلك المادة والتي عملت اليونيسيف على توفيرها في أوقات سابقة.

وكالة الغوث بدورها وعلى لسان الدكتورة وادي أكدت أن الدقيق الذي يجري توزيعه على اللاجئين مدعم ومطابق للمواصفات الصحية.

من جانبه أكد م. زياد أبو شقرا مدير عام دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، فأوضح اشتراطهم على التجار والمطاحن تدعيم الدقيق، مشيرا إلى أن غالبية الدقيق يصل عن طريق وكالة الغوث ومناقصات تركية تكون مدعمة.

واعترف أن الرقابة قلت بعد الحرب الأخيرة بسبب انشغال الوزارة بالرقابة على الأسعار، موضحا أن وزارته ستفعلها خلال الفترة القادمة بشكل أكبر.

خدمات مقدمة

ويعد قرابة 70% من سكان القطاع من اللاجئين لذا فهم يقعون تحت مسؤولية وكالة الغوث "الأونروا" والتي كانت تقدم لهم العديد من الخدمات التي تنصب على تحسين وضعهم الغذائي، إلا أن تقليص خدماتها مؤخرا في ظل عدم توفر بدائل قد يكون من أسباب المشكلة.

ويشار إلى أن وكالة الغوث كانت تخصص العديد من الأغذية الخاصة بالأطفال ضمن "كابونة" الغذاء المقدمة للاجئين كالسيرلاك، فيما كانت تقدم وجبات يومية في المخيمات كانت تعرف "الطعمة" إلا أن تلك الخدمات قلصت.

مديرة صحة العائلة بوكالة الغوث الدكتورة وادي أكدت أن قلة الإقبال على الخدمة أو سوء استخدامها كان سببا رئيسا في التقليص، مشيرة إلى بيع كميات كبيرة مما كان يقدم للاجئين من مواد أضر بهم.

الصحة: نسب الإصابة تخطت المعدلات المسموحة عالميا

إلا أن وادي أكدت أن الوكالة تقدم المئات من الخدمات لتحسين الوضع الصحي للاجئين فهي تهتم بالأم قبل الحمل وتوفر لها الفيتامينات والمكملات الغذائية، كما أن عيادات وكالة الغوث تضم برامج لمتابعة النساء الحوامل وتوفير كل ما يلزمهن من مغذيات وحديد، موضحة أنهم نجحوا في استقطاب ما معدله81% من الحوامل في الأشهر الأولى.

وتشير إلى وجود برامج أخرى لرعاية الأطفال منذ الولادة من خلال فحصه بشكل كامل ووضعه على منحنيات النمو لمنظمة الصحة العالمية لتقليص المشكلات في قصر القامة والنحافة وسوء التغذية.

وتقدم وكالة الغوث الحديد والفيتامينات للأطفال من سن 6 أشهر وحتى 24 شهر إلا أنها تواجه صعوبات في التزام الآباء بإحضار أطفالهم للعيادة بعد هذا السن لانتهاء التطعيمات، وفق وادي.

وتشير إلى أن الوكالة توفر فيتامين (أ) للاجئين بجرعات مكثفة لمختلف الفئات؛ فهي تمنح النساء المرضعات ما مقداره 200 ألف وحدة كجرعة واحدة، في حين تعطي الأطفال من سن التسعة أشهر وحتى الخمسة عشر شهرا 100 وحدة كل ستة أشهر، فيما توفر جرعة شهرية لطلاب المدارس حتى الصف السادس الابتدائي مقدراها 200 ألف وحدة ورغم ذلك توضح الدراسات نقص فيتامين أ لدى تلك الفئات.

وبحسب وادي فإن هناك العديد من الندوات والأخصائيين في التغذية والذين يرشدون الأمهات لكيفية العناية بأطفالهن، قائلة: كل عامل في عيادات الوكالة يجب أن يكون بمثابة مثقف للزائرين.

وتشير إلى أنهم بصدد العمل على خطة مستقبلية بالشراكة مع الحكومة وارض الإنسان وغيرها من المراكز للعمل على تفادي أسباب سوء التغذية التي دللت عليها الإحصائية التي صدرت بالشراكة ما بين تلك الجهات.

وأكدت أنهم بصدد تقوية برامجهم للوصول إلى شرائح أكبر خاصة في ظل احجام بعض الفئات عن زيارة عيادات الوكالة.

نصائح علاجية

وينصح الأطباء الذين قابلتهم "الرسالة" الأمهات بالاعتناء بأطفالهن والبعد عن الوجبات السريعة.

وهنا نبه "الوحيدي" وزارة الصحة إلى ضرورة التقليل من كميات الحليب التي توزع على الامهات بشكل مجاني خاصة في سن الرضاعة لأنها تفسد الكثير من الجهود التي تبذلها الجمعية في ذلك المجال وتحرم الآلاف من الأطفال من فوائد الرضاعة الطبيعية بسبب استسهال الأم لاستخدام الحليب الصناعي.

وذكر الوحيدي أن هناك قصور لدى الأهل رغم نسبة التعليم والوعي العالية لدى الأمهات لذا يجب تغير الكثير من العادات الغذائية وخاصة في المقاصف المدرسية واستبدال الكثير من محتوياتها بأخرى نافعة وذات قيمة غذائية.

الاقتصاد: سنكثف الرقابة على الدقيق لفحص مدى تدعيمه بالفيتامينات

من جهته أكد "سكيك" أن وزارته تعمل حاليا على إيجاد وحدات للعناية بالحالات المصابة بسوء التغذية داخل عيادات الحكومة المنتشرة في القطاع، موضحا أن تلك الإجراءات ستطبق بعد شهرين من تاريخ نشر التحقيق.

فيما نصحت "وادي" الأمهات باستخدام المكملات الغذائية والحديد الذي توزعه الوكالة على الاطفال، وعدم رميه بالإضافة لاستمرار الزيارات لما بعد سن الثانية وان انتهت مدة التطعيمات.

وبحسب وادي فإن دراسة أعدتها الوكالة لنسبة الوفيات اقل من عام والتي تعكس الحالة الصحية فإن نسبة الوفيات زادت ففي حين بلغت معدلات الوفاة في العام 2008م 20.2%، زادت لتصل إلى 22.4% في 2013م.

وتشير وادي إلى أن أهم المسببات للوفاة الوزن القليل والولادة المبكرة، بالإضافة للعيوب الخلقية، والتي تعود في الأساس لسوء تغذية الام.

جدول يبين نسب المصابين بالمرض ومن هم على حافة الاصابة

اخبار ذات صلة