وضعت (إسرائيل) أطفال شمال غزة أمام موت محقق بعد فرضها للمجاعة على جميع السكان. ونتيجة لافتقار الأسواق للطعام، يعاني أغلبية الأطفال من سوء التغذية، حتى فقد قرابة 30 طفلا حياتهم بسبب ذلك.
ولا يزال الأطفال يئنون تحت وطأة المجاعة منذ أسابيع، في ظل صمت عربي ودولي غير مفهوم، في تكرار للمجاعة التي عاشها سكان شمال غزة مطلع العام الجاري.
الطفلة جنى أبو دية (عام ونصف)، والتي تركض في قسم الأطفال بمستشفى كمال عدوان في شمال غزة، تعاني من سوء تغذية حاد يهدد حياتها.
وتقول والدة الطفلة جنى، إن ابنتها تعاني من مرض "حساسية اللاكتوز"، وهي بحاجة لأطعمة معينة غير متوافرة في الأسواق.
وتضيف: "طفلتي بحاجة للخضراوات والفواكه ونوع معيّن من حليب الأطفال وبعض المكملات الغذائية، وجميع ذلك غير موجود في شمال غزة".
ودعت لضرورة النظر لحالة الأطفال الذين يموتون جوعا، بسبب حرب التجويع التي تشنها (إسرائيل) على سكان شمال غزة، ضمن الإبادة الجماعية التي تمارسها في وقت لا يحرّك العالم ساكنا.
وفي قسم العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان، بقبع الطفل فادي فرج الله (4 أعوام)، يواجه خطر الموت بعد تعرضه لإصابة خطيرة وإخراجه من تحت أنقاض منزلهم في مخيم جباليا.
ويقول والد الطفل فادي والذي فقد معظم أفراد أسرته، إن إصابة طفله خطيرة، ويزيد من خطورتها عدم توفّر الحليب والمكملات الغذائية المخصصة له.
ويوضح أن طفله بحاجة للسفر حتى لا يفقد حياته، ولكن إغلاق الاحتلال لمعبر رفح البري، يحول دون ذلك.
ووجّه فرج الله، مناشدة للدول العربية والإسلامية ولدول العالم الحر، للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها في قطاع غزة، مع ضرورة إعادة فتح معبر رفح للسفر.
الطبيب تامر التوم أخصائي الأطفال في مستشفى كمال عدوان، أكد أن هناك تزايد غير مسبوق في حالات سوء التغذية التي تضرب سكان شمال غزة، وخصوصا الأطفال.
ويقول إن انعدام التغذية المناسبة للأطفال والنساء الحوامل السبب الرئيسي في سوء التغذية، في ظل عدم توفر الأطعمة المناسبة لهما.
ويشير إلى وجوب حصول الأطفال وأمهاتهم أثناء فترة الحمل على الأطعمة الغنية بالفيتامينات والكربوهيدرات، ولكن ذلك غير متوفر.
وينوّه إلى أن عدم توافر الخضراوات والفواكه بالأسواق، وشح الحليب والمكملات الغذائية، يزيد من أزمة سوء التغذية التي تضرب شمال غزة.