قائمة الموقع

مقال: الأول على الراسبين

2015-02-01T22:13:59+02:00
الكاتب : وسام عفيفة
بقلم: وسام عفيفة

تزدحم صفحات الفيس بوك بنتائج امتحانات الفصل الأول من العام الدراسي الحالي، وهي ظاهرة أصبحت شبه موسمية يستعرض خلالها الآباء والأمهات علامات ما فوق ٩٩٪ وكسور، حتى يخال للمتابع أنه لم يعد هناك طلاب من ذوي العلامات المنخفضة أو الراسبين.

لكن حتى هؤلاء لم يعدموا الوسيلة للتعبير عن فرحتهم، فعند سؤالها عن علامة ابنها، تكتفى إحدى الأمهات بجواب دبلوماسي: "ابني الأول على الفصل"، والحقيقة أنه الأول على الراسبين باعتبار أن مستوى الفصل الأسوأ في المدرسة.

شريحة ثالثة تعمل حسب المثل الشعبي: "القرعة تتباهى بشعر اختها"، فيكتفي بعضهم بنشر علامات ابن الاخ وابن العم وابن الجيران، وبهذا يحرصون ان يكون لهم في كل عرس قرص" رغم أنهم وأبناءهم علامات مميزة في الرسوب والفشل.

هذه الشريحة تذكرني بالناطق باسم حركة فتح أحمد عساف الذي ما إن تلقى نبأ إعلان محكمة مصرية كتائب القسام إرهابية حتى قفز لسانه من فمه منتشيا ليصرح أن حركة حماس جماعة إرهابية تختطف قطاع غزة، مؤيدا وداعما لقرار القاضي المصري الأرزقي، في نموذج يتوافق والمقولة: "بجع بجع الطيور على أشكالها تقع".

في حين بلع مناضلون آخرون ألسنتهم، أو تمتموا ببضعة كلمات خشية خسارة الولاء لسيد مصر.

لكن والحق يقال، عساف كان الأول على الراسبين في امتحان الوطنية والانتماء للمقاومة، وهو الأقرع في السياسة وإن تباهى بقضاء مصري حاكم سابقا شهداء القسام في ساحات المحاكم حسب قانون "ساكسونيا".

على أية حال مبروك لطلابنا المتفوقين، وحظا أوفر للراسبين سواء الناطق أو القاضي، ولنهتف معا: "الناجح يرفع ايدو، والساقط يرفع ذيلو".

اخبار ذات صلة