غادر التوأم السيامي ريتال وريتاج إلى المملكة السعودية لإجراء جراحة الفصل , والأمل يحذو كل أب وأم في غزة بنجاح العملية ..فالفصل هنا نعمة ستمكنان الرضيعتين من الحياة بطريقة طبيعية .
التوائم السيامية ظاهرة خِلقية طبيعية نادرة الحدوث، وهي ناتجة عن بويضة ومشيمة واحدة، ويولد التوأم قبل اكتمال انفصاله، فيخرج الطفلان ملتصقين ومتشابهين ومتطابقين، ويطلق على الظاهرة مسمى (التوائم السيامية)، وسبب التسمية يعود إلى أشهر توأم ملتحم في العالم وهما (شانج) و(وانج) اللذان ولدا في مملكة سيام (تايلاند حاليا) عام 1811م لأبوين صينيين.
وسبب شهرة هذا التوأم بالتحديد هو أنهما غادرا سيام إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عملا سنين طويلة في السيرك، فعرفهما الناس جيدا نظرا للدهشة التي كانا يثيرانها بشكلهما وخفة حركتهما وكانا يعرفان بالتوأم السيامي، ومن هنا شاعت التسمية.
وبعد اعتزالهما السيرك عاش (شانج) و(وانج) في مزرعة في ولاية كارولينا الشمالية وتزوجا شقيقتين إنجليزيتين وأنجبا 22 ولدا بمعدل 11 ولدا لكل منهما، وقد ماتا عام 1874م أحدهما بعد الآخر بحوالي ساعتين.
في عالم السياسة والجغرافية هناك توائم سيامية وسياسية, لكن الفصل ليس دائما العلاج الأفضل.
فمثلا:رفح المصرية ورفح الفلسطينية تحولتا إلى توأم سيامي تم فصلهما بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد العام 1978 وتنفيذ الشق الخاص برسم الحدود الفلسطينية المصرية ,وبالتالي تم تشتيت العائلات وفصلهن عن بعضهن البعض مما أدى إلى خلق كارثة إنسانية.
ولتأكيد الفصل خشية أي التحام مستقبلا أقدمت السلطات المصرية خلال الشهور الأخيرة على إقامة الجدار الفولاذي ,لكن التوأم (رفح المصرية والفلسطينية) استطاعتا إبقاء الحبل السري بينهما (الأنفاق).
في الضفة الغربية قرر الدكتور"الجنرال كيث دايتون" تحويل الأجهزة الأمنية في الضفة إلى توأم سيامي لأجهزة الأمن الإسرائيلية ,حيث تلاعب في الجينات الوراثية لعناصر امن فتح ووضعهم في حاضنات خاصة في الأردن,لإنتاج الفلسطيني الجديد, الذي يحمل جينات إسرائيلية,وبعد تلقيح اصطناعي التحمت الفلسطينية بشقيقتها الإسرائيلية "أمنيا",ورغم كل المطالب بإجراء الفصل إلا أن محمود عباس وأمريكا وإسرائيل ترفض ذلك وهو احد الأسباب التي تعيق المصالحة.
في الوطن العربي أصبح الزعيم وكرسي العرش توأما سياميا لا يمكن فصلهما إلا بالموت.
لقد اقنعوا المواطن أن السلطة تعيش بقلب واحد, قلب الرئيس.. وفي حال فكر الشعب إجراء عملية فصل سيموت الوطن.
هناك من يعبث في المنطقة العربية لفصل توائم سيامية سياسية عن بعضها مثلا :عودة الحديث عن انفصال اليمن الجنوبي والشمالي, ونزاع قد ينتهي بفصل جنوب السودان عن شماله,وكلها عمليات فصل تهدد باقي التوائم العربية بجراحات مشابهة.
خلال المرحلة الماضية نجحوا بفصل التوائم (الضفة وغزة),وهو فصل خبيث يجب إعادة التحامه وإلا بقي التوأمان مشوهان حتى لو استطاعا العيش مؤقتا.
السيامي ريتال وريتاج خرجتا بصرخة مزدوجة للعالم مثلهما مثل أي مولود, والتفسير لهذه الصرخة , ما رواه مسلم في صحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من مولود إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه ) ثم قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم : (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم )
التوائم السياسية التي تصرخ اليوم بالصوت العالي مطالبة بالفصل, أو نحن نطالب بإعادة التحامها محاصرة بشياطين الإنس ونخسها نعوذ بالله منها ومن شرورها.