قائد الطوفان قائد الطوفان

ميناء غزة بحاجة لقرارات شرعيه

الممر المائي .. رحلته الأولى ستنقل مرضى السرطان خلال شهر

ميناء غزة بحاجة لقرارات شرعيه
ميناء غزة بحاجة لقرارات شرعيه

الرسالة نت- مها شهوان

موجة من السخرية انتابت عدد كبير من ساكني قطاع غزة، لاسيما الشباب حينما وضعت لجنة كسر الحصار حجر البناء الاول للممر المائي وفتح مقر التسجيل لتسيير سفن تحمل غزيين عالقين بحاجة السفر للعلاج أو استكمال دراستهم أو العودة إلى محل اقامتهم.

لم ترق الفكرة للكثير، لكن حجر الأساس فرض أمرا واقعا كان لابد من وجوده منذ اتفاقيه أوسلو وإنشاء السلطة الفلسطينية، فقد كان الخلاف سابقا حول تفسير التقنيات التي تساعد على إتمام المشروع هل سيكون عبر معبر (إسرائيلي) أم عبر ممر مائي مباشر بين غزة والعالم.

بعد حصار قطاع غزة وإغلاق الأبواب كافة في وجه أبنائه عادت الفكرة تلوح في الأفق من جديد، خاصة أن التضييق والحصار على قطاع غزة وإغلاق المعبر لفترات طويلة جعل الاعتماد عليه في حركة التنقل للغزيين أمر مستحيل، وهو ما يدفع لجنة كسر الحصار الحكومية للشروع ببناء الممر المائي.

مرضى السرطان

للحديث عن الإعلان المفاجئ لإنشاء الممر المائي، يقول علاء البطة رئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار: "عادت الفكرة من جديد بسبب اشتداد حالة الحصار التي أثّرت على المواطنين كافة وسببت لهم الضرر"، متابعا: لجنة كسر الحصار قامت بعقد عدة اجتماعات داخل وخارج القطاع تمهيدا للبناء واقترح العاملون ضمن المجموعة في تركيا بتسيير سفن من قطاع غزة خلال شهر.

ولفت إلى أن مشروع الممر المائي قديم حديث وطرح منذ السنوات الأولى للحصار للتخلص منه، لكن حدث فتور عند التنفيذ بسبب تداعيات الربيع العربي والتسهيلات التي قدمت على معبر رفح في حينه.

وعن سخرية الغزيين مجرد فتح باب التسجيل للسفر عبر ميناء غزة، أوضح البطة أن لجنته لا تنظر إليهم بسلبية، فالشاب الغزي اعتاد على سماع المشاريع دون تنفيذها، مؤكدا أن هذه المرة مشروعهم سيكون واقعا لاسيما وأن لجنة كسر الحصار شرعت بتجهيز سفن للسفر وسيعلن عن بقية الخطوات في الأيام المقبلة.

ورغم استهانة عدد كبير بفكرة انشاء الممر المائي، إلا أن عشرات الاتصالات اليومية تنهال على مكتب رئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار من أجل السفر وجلهم من الطلبة والمرضى وأصحاب الإقامة، مشيرا إلى أن الرحلة الأولى ستقتصر على مرضى السرطان والأمراض المستعصية.

ولفت البطة إلى أنهم يجرون اتصالات عدة ليكون ضمن الرحلة الأولى عدد من المتضامنين، مبينا أنه تم التواصل مع اليونان وتركيا وقبرص لاستقبال السفن الغزية، بالإضافة إلى أنهم تفاجأوا من بعض الدول الأوروبية التي تواصلت من أجل استقبال الغزيين.

وفيما يتعلق بتواصلهم مع السلطة الفلسطينية في رام الله أوضح أنهم أرسلوا خطط انشاء الممر المائي، لكن حتى اللحظة لا يوجد تعقيب أو رد من قبلهم، مشيرا إلى أنهم سيطرقون الابواب كافة وسيبذلون جهدا للتواصل معهم لإنجاح المشروع.

وبحسب قول البطة فإن الممر المائي مقدمة لبناء الميناء بشكل كامل، داعيا فصائل العمل الوطني لتوحد من أجل المشروع المائي وكسر الحصار.

تدشين الممر المائي

من ناحيته ذكر رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن تسيير خط الميناء يحتاج إلى سلطة شرعية لديها قرارات وادارة سياسية واضحة، معربا عن خشيته أن تكون هذه الادارة غير متوفرة لخلاف سياسي.

وأكد على أن الموقف الدولي ناضج للضغط على الاحتلال (الإسرائيلي) لإنجاح فكرة الممر المائي، مبينا أن الموقف الاوروبي يعتبر بناء الممر المائي فيه مصلحة لهم من الدرجة الأولى وذلك لحرصهم على ايجاد أوراق قوية للعب في المنطقة وممارسة رؤيتها السياسية فيها.

ولفت عبده إلى أن المرصد الأورومتوسطي عمل في الآونة الأخيرة على الترويج للممر المائي من خلال تقديمه المشروع لعدة دول أوروبية منها النرويج حيث تم مطالتها بلعب دور اساسي للحث على تدشين الممر المائي.

وبحسب قوله فإن فكرة طرح المشروع جددت سنة 2002 من قبل الحكومة النرويجية عندما اقترحت انشاء جزيرة عائمة لكن لم يكتب لها النجاح بسبب تدخل طرف عربي اراد خنق وحصار قطاع غزة"، مبينا أن مجموعة من المعنيين طرحوا الفكرة في ابريل 2010 أمام البرلمان الاوروبي وقتها لقي قبولا من النواب حتى اصدر بعدها بشهرين قرار يؤكد حق الفلسطينيين انشاء ممر مائي.

وعن الفائدة التي ستعود على الفلسطينيين من وراء انشاء الممر المائي أوضح عبده أن قطاع غزة يعيش أزمة خانقة مع المعابر التي تسيطر عليها (إسرائيل) ومصر، لذا هم بحاجة إلى حلول طويلة الأمد عبر استخدام أدوات شاملة لتسليط الضوء على انهاء الحصار بأساليب استراتيجية تمكن الاقتصاد الفلسطيني من تأسيس قواعد جديدة للخروج من بوتقة الابتزاز (الإسرائيلي).

وأشار إلى أن الممر المائي سيخفف عن التجار الذين يتحملون تكاليف باهظة عند استيراد وتصدير البضائع لفترات، بالإضافة إلى المخاطر الامنية التي تحفهم عند تنقلهم .

واعتبر أن نجاح الممر المائي يعتمد على طلب السلطة تفعيل المقترح وكذلك لتركيا دور هام في حال اخذت المشروع على عاتقها واستخدمته كورقة قوة مع محادثاتها مع "(إسرائيل)، مشيرا إلى أن في حال خفف الاحتلال الحصار عن غزة لن يشعر السكان بذلك بخلاف وجود ممر مائي يشعرهم بحريتهم.

وبحسب قوله فإن الممر المائي يعطي ليس فقط الفلسطينيين فرصة الوصول الحر والمستقل للعالم الخارجي، ولكن سوف يكون  حجر الزاوية لحيوية الاقتصاد الفلسطيني واستدامة السلام في المنطقة، موضحا أن الممر أمر حاسم لدمج الاقتصاد الفلسطيني في المنطقة والسماح له بالاستفادة من جميع اتفاقيات التجارة الحرة أيضا.

البث المباشر