الرسالة نت -محمد أبو قمر
في غرفة اتشحت جدرانها بدخان اسود انطوى رب الأسرة الخمسيني الذي يعاني من مرض نفسي في إحدى زواياها، وكان منهمكا في عالمه الخاص بإشعال النيران داخل الغرفة.
"صلاح الدين" ترك الأسرة المكونة من ثمانية أشخاص تصارع ضيق الحال، وانعزل بمرضه في غرفة صغيرة خصصتها له العائلة.
المنزل الصغير الذي شيدته وكالة الغوث للعائلة لا تتجاوز مساحته الخمسين مترا ومكون من ثلاث غرف فوق بعضها.
في الغرفة الأرضية تعيش الأم وأبناؤها الثمانية ، وخصصت العائلة الغرفة الثانية لابنتها المتزوجة من ابن خالها "صبري" ويعيش مع أسرته في ذات المنزل، بينما يمكث رب الأسرة المريض في الغرفة الثالثة.
معاناة مركبة تعيشها العائلة فبينما نحى المرض رب الأسرة جانبا وترك زوجته وأبناءه يصارعون لتوفير لقمة عيش ويعتمدون على المساعدات التي تقدمها وكالة الغوث ووزارة الشئون الاجتماعية، دفع قلة الحال زوج ابنتهم وأبنائه الصغار الثلاثة للسكن معهم.
ويقول "صبري" الذي يعيش في منزل عمته "ضيق المكان ذبحنا، وما في شغل، ولولا عمتي كان أنا في الشارع".
وعمل صبري بشكل متقطع كسائق أجرة لكنه بات دون عمل وأضاف " الوضع صعب كثير كل اشي بيهون عن الضيق اللي عايشينه".
وتقاطعه عمته وتقول " في حال وجدنا طعاما فيأكلوا معنا وان لم نجد لا يأكلون".
في الغرفة المخصصة للأم وأبنائها يتمدد الأطفال على الفراش الملاصق لبعضه، ويغطون في نوم عميق للهروب من ضيق الحال والتفكير في مصيرهم.
ويجلس الطالب الجامعي يحتضن كتابه على باب المنزل يراجع دروسه تحت أشعة الشمس بعيدا عن ضيق المكان من الداخل.
وتقول والدته " والله أحيانا بيروح عالجامعة مشي"، مشيرة الى أن قلة المال وعدم تمكنه من دفع الرسوم كاملة أخر تخرجه من الجامعة.
ويلتحق معظم أبناء صلاح الدين، لكن والدتهم تؤكد أنهم يقضون يومهم في الشارع من ضيق المنزل ولا يلجئون إليه إلا وقت النوم مما أثر على وضعهم الدراسي.
ويعاني أحد الأطفال من مرض منذ صغره تفاقم حتى لم يعد يتحكم في عملية الإخراج.
وتتقاضى العائلة من وزارة الشئون مبلغ ألف شيقل كل ثلاثة أشهر كما تفيد الأم التي تشدد على أنها لا تكفي لتسديد الديون المتراكمة عليهم.
ولاحظت "الرسالة نت " عدد من شوالات الدقيق التي تحصل عليها العائلة من وكالة الغوث والشئون الاجتماعية في إحدى زوايا المنزل، لكن عدم وجود فرصة عمل وضيق المكان يجعل من وضعهم أكثر صعوبة، ولا تقف الحلول عند المواد التموينية التي يتلقونها.
وتعلق العائلة آمالها على أهل الخير والجمعيات الفاعلة للنظر الى مأساتهم اليومية، وتتطلع لمن ينتشلهم من دوامة الفقر والضيق.
ملاحظة : لايمكن رؤية الفيديو الا من خلال برنامج اكسبلولر