قائمة الموقع

معاناة مزدوجة تهوي بعائلة "أبو مازن"

2010-05-27T14:16:00+03:00

غزة – الرسالة نت

شقت الدموع طريقها على تجاعيد وجهه السبعيني التي حفرتها مرارة الزمن، وأثقلت الهموم جسده النحيل، وهو يشكو ضيق الحال وأمله بأن يتغير وضع أبنائه للأفضل قبل أن يحين وقت الرحيل.

"أبو مازن" عاش آلام التهجير وكابد مشقة الحياة حتى آل به المطاف مع اثنين من أبنائه الى منزل قديم تكسو سقفه ألواح من الزينقو المليئة بالثغرات.

جدران المنزل المهترئة الذي لا تتجاوز مساحته المائة مترا تضم ثلاث غرف صغيرة إحداها للمسن وابنته، وأخرى لابنه الأكبر مع أبنائه الثمانية، وثالثة لابنه الثاني مع عدد مماثل من الأبناء.

في كل غرفة تعيش أسرة بأكملها استغلت مساحتها الصغيرة لمكان للنوم، ومطبخ، وبعض الأحيان للاستحمام.

الثقوب التي ملأت الجدران كانت ملاذا لثعبان اخترق المنزل وأدخل الفزع في قلوب ساكنيه مما اضطرهم لإغلاق الغرف أثناء خلودهم للنوم، ويتراصون بجانب بعضهم البعض يكويهم حر الصيف.

في ذات الغرفة ينام الابن الأكبر في العشرين من عمره، وشقيقاته الى جانب والديهم، وهو ما كان محل شكوى جميع أفراد العائلة الذين غرقوا في الفقر، وعدم مقدرة الآباء على العمل نظرا لمعاناتهم مع المرض.

تجول المرأتين في المنزل يكشف معاناتهم المتواصلة، حتى أقسمتا أن أبنائهما يفتقرون للملابس الداخلية.

ينتظر جميع أفراد العائلة أن تجف ملابسهم قبل أن يعيدوا لبسها من جديد لعدم توفر بديل، فيما غاب المصروف اليومي عن الفتية والفتيات الذين يغادرون كل يوم الى مقاعد الدراسة.

في دواليب مهترئة تحتفظ كل أسرة بما لديها من ملابس، وحولوا جزءا من تلك الدواليب الى مكان لحفظ قطع قليلة بالية من أدوات المطبخ.

المكان المخصص للاستحمام، يفتقر لأدنى مقوماته، فيما استعاضت العائلة بجزء منه لوضع بعض أواني المطبخ.

وحول الضيق بعض أجزاء المنزل المكشوف مرتعا للقوارض، التي تزاحمهم في مكان سكناهم.

يقول أحد الآباء "والله بموت ببطء، بتقطع قلبي وأنا مش قادر أوفر مصاريف أولادي"، فيما يضيف الآخر " حالنا لم يتغير منذ عشرات السنين، وما إلنا إلا الله".

الحفيدة الأكبر "لابو مازن" انفصلت عن زوجها مؤخرا لسوء معاملته كما تقول، مما دفعه للقول " عودي للخُم اللي كنتي فيه".

تمسك الفتاة بطفلتها الصغيرة التي لم تتجاوز العام وانضمت للعيش معها في منزل والدها بعدما انفصلت عن زوجها وتقسم أنها لا تملك ثمن "البامبرز".

وحسبما تقول الأمهات فان نساء يأتين لخطبة بناتهن لكن ما أن يرين مشهد المنزل حتى  يغادرن المكان بسرعة قبل أن يجلسن.

وتعكس تلك الحكاية المعاناة المركبة التي تعيشها الأسرة فالفقر حرمهم من مكان صالح للسكن، وبالكاد يستطيعون توفير لقمة عيش أبنائهم.

يعود الرجل المسن بذكرياته الى عشرات السنين عندما انضم للعمل في الجيش المصري، ومن ثم تنقل بين عدة مهن، حتى اضطره تقدمه في السن للجلوس في المنزل بين ابنائه وأحفاده.

يتنقل الجد بنظراته بين الأطفال وجنبات المنزل، و العبرات في عينيه الغائرتين وهو يدعو الله بأن يغير الحال، لعل هناك من يقف بجانبه ويحول أحزانهم لأفراح.

 

""

""

""

""

اخبار ذات صلة