قائمة الموقع

استقال "سيري".. فما مستقبل الإعمار ؟

2015-02-10T20:54:52+02:00
روبرت سيري
الرسالة نت - محمود فودة

بات يحفظ أهالي قطاع غزة لاسيما المتضررين منهم، اسم (روبرت سيري) عن ظهر قلب، بصفته يمثل اسطوانة اعادة الاعمار المشروخة والتي يرعاها على ضوء تقلده منصب مبعوث عملية السلام للشرق الأوسط.

ويعد سيري رجلا سيء الصيت بالنسبة لأهالي غزة، نتيجة عدم تقدم خطته خطوة للأمام فيما يخص الإعمار، حيث لم يلمس الأهالي شيئا من وعود الإيواء السريع التي قدمها الرجل الهولندي. 

المشكلة الأعقد التي ربما يواجهها الفلسطينيون المشردين من جراء الحرب الأخيرة على غزة (يونيو- اغسطس 2014)  هي أن خطة الإعمار أضحت الآن في يد البلغاري (نيكولاي ملادينوف) خلفا لـ"سيري" الذي قدم استقالته مؤخرا، وهنا يبرز السؤال حول مستقبل تلك الخطة، التي حظيت بالرفض الشعبي والرسمي.

وفي إيجاز لخطة سيري لإعمار غزة, فإنها تقوم على فرض رقابة مشددة على كل كيس اسمنت يدخل إلى قطاع غزة فيخضع خلالها لمراقبة إلكترونية وبشرية في مخازن مخصصة, مما سبب بطء كبير في عملية الاعمار, ويزيد من نقم الفلسطينيين على هذا الرجل وعلى الأمم المتحدة.

وأظهر النازحون والمدمرة بيوتهم عداء واضحا لـ"سيري" الذي حاول تثبيط عزائمهم وابتزازهم، ووصل الأمر لاستهداف موكبه بالبيض والأحذية خلال زيارته إلى غزة، فيما اقتحم المتضررين مقره في القطاع وكسروا محتوياته بعد إعلان الأمم المتحدة وقف مساعداتها إلى غزة.

ومنذ أيام قليلة أعلن الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" ، تعيين "ملادينوف"  بصفة مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، وممثلا شخصيا له لدى منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الوطنية الفلسطينية خلفًا لروبيرت سيري.

وسبق وأن تبوء (ملادينوف) وزيرًا للدفاع في بلغاريا, كما عمل وزيرًا للخارجية البلغارية, وقاد الانخراط الدبلوماسي لبلاده مع عدد من الشركاء، بما في ذلك في الشرق الأوسط.

ومن المتعارف عليه في السياسة الدولية , بأن الدول الكبرى تتدخل في اختيار الأشخاص العاملين في الأماكن الحساسة كالشرق الأوسط, غير أن عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان، يقول إنه بالرغم من وجود نظام في التعيينات بالأمم المتحدة إلا أن الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تعلب دورًا كبيرًا في تحديد هذه الشخصيات ومن ثم تمارس عليها ضغوطًا كبيرة.

وعلى الصعيد المحلي, أشار يونس في حديثه لـ"الرسالة " إلى ضرورة  تغيير الأمم المتحدة  لسياساتها تجاه الشعب الفلسطيني والانسحاب من الرباعية الدولية التي نص بيان تعيين سيري على ضرورة التزام من تقلد هذا المنصب بشروطها ويكون ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فيها، وهي ذاتها التي تفرض الحصار على الشعب الفلسطيني.

ورأى  أن الأمم المتحدة مطالبة الآن بنبذ الحصار لأنه يتعارض مع القانون الدولي, محذرًا من الضغط على الشخصيات الأممية من قبل الولايات المتحدة لتغيير مواقفها تجاه الفلسطينيين.

ويذهب المختصون نحو رأيين منفصلين في تفسير استقالة سيري، حيث رأى احدهم أن عدم قدرته على تحقيق أهدف (إسرائيل) السياسية المتعلقة بتقويض انتصار الفلسطينيين خلال الحرب كانت تقف وراء قرار الاستقالة، فيما رجح اخرين أن يكون فشل الخطة هو السبب.

ومن الواضح أن اللوبي الصهيوني يدفع باتجاه تعيين ممثلين موالين لها في المنطقة، للتأثير في السياسة الدولية الحساسة للأمم المتحدة، حيث يعرف عن "ملادينوف" تعاطفه مع دولة الاحتلال وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني منذ توليه منصب وزير خارجية 2010.

وحذر مراقبون من أن تعين هذا الشخص سيؤثر على خطة إعمار قطاع غزة لأن ما لم يستطع نتنياهو تحقيق في الحرب سيبحث تحقيقه في السياسة , وما فشل سيري في تحقيقه سيمرر عبر  ملادينوف بأن يفرض رأيه وشروطه للإعمار.

وفي سياق متصل, يرى المحلل السياسي طلال عوكل أن الرد الفلسطيني ضد هذا القرار, يجب أن يكون بتطبيق المصالحة كتمهيد للضغط على المجتمع الدولي لإنهاء معاناة سكان قطاع غزة.

وعبر عوكل عن اعتقاده بأن العلاقة بين الأمم المتحدة والفلسطينيين غير مرهونة بأشخاص بدقر ما هي مرهونة بسياسات عامة، مؤكدا أن خليفة سيري سيكون منضبطا بالسياسات العليا للأمم المتحدة.

اخبار ذات صلة