قائمة الموقع

معبر رفح ينسف حلم "أمير الشعراء" بغزة

2015-02-12T13:21:16+02:00
10965720_794812023920032_1887265511_n
الرسالة نت- محمد أبو زايدة

"قصائدنا لهيبُ الحرب حاصَرها، لهيبُ المعبرِ السجّانْ، يكبّل شاعرًا بالحلم مجروحٌ، فينكأ جرحَه جرحانْ" كلمات عسجدية رددتها بنت الثانية والعشرين سمية عصام وادي، ومن الطرف الآخر صدح صوت المعتقل الآخر على بوابة سجن "معبر رفح" فارس عبد العال 20عامًا ليقول " ضَيّقْ على نفَسي و شُدَّ حصاري، أطبقْ على حُلمي بألفِ جدارِ، و إذا تمردتِ القصائدُ في دمي، فاقصفْ بأطنانِ الردى أشعاري".

سمية -التي تدرس الماجستير في اللغة العربية- ما إن تجلس مع نفسها حتى تشعر وكأنّها "سيدة الكلمة الأولى" تتلو الشعر وتحاكيه. ساقها طموحها والحروب التي حصدت من أرواح الغزيين الأمل وجففت الفرح فيهم، للوصول إلي أضخم مسابقة أدبية عربية –أمير الشعراء-، لتعطشها لسبقٍ أدبي وإنجازٍ جديد.

أما عن فارس، فحبه للتحدي والمغامرة أجبره على المشاركة في أمير الشعراء، ثم عقب بالقول " مقصِدُ أي شاعر يبحث عن النور في وطننا العربي لما يتيحه من انتشار جماهيري وهو الوحيد من نوعه في هذا المجال".

ويعد برنامج أمير الشعراء أحد أهم البرامج التلفزيونية في العالم، التي تستلهم التراث العربي، وتهدف لاستعادة روائع الشعر والأدب وإحياء الموروث الثقافي، وتحفيز الحراك في مشهد الشعر العربي المعاصر.

القبول والمنع

باب التسجيل لـ"أمير الشعراء" فتح في شهر أكتوبر العام الماضي، حيث كانت ندبات الحرب لا تزال باديةً في الشارع الفلسطيني، فأرسلت سمية قصيدة وفارس أخرى، لاقتا قبولًا واستحسان اللجنة المشرفة، وعلى اثرهما أرسلت اللجنة المشرفة على البرنامج رسالة بأنهما تأهلا للتصفية الثانية بعد شهرين، ليقدما عملاً جديداً، ومن ثم تأهلا من مجموع 200 شاعرٍ بعد أن كانوا بالآلاف، وهم الذين خرجوا لأبو ظبي لمقابلة لجنة التحكيم باستثناء شعراء غزة.

بعد تأهل الشاعرين إلى المرحلة الثانية أرسلت إليهما "الفيز" وتذكرة الطيران من العاصمة الأردنية إلى أبو ظبي، لكنها جاءت متأخرة، إذ لم يكن أمامهما غير يومين لاستصدار تصريح لمغادرة غزة، وهو وقت غير كافٍ، وبهذا لم يتمكنا من السفر.

" كانت تلك اللحظة التي منعت بها من السفر أطول من وجع الوطن الذي اعتدناه" تصف سمية الموقف مضيفة، " حاولتُ جهدي في أن أصل لطريقةٍ مشروعة إلى هناك، من خلال معبر مصر البري أو (إيرز)، ولكن الطوق كان أشد من الشوق".

ويصف فارس تلك اللحظات التي وقف عاجزًا أمام المعبر المصري بالقول "كانت من أكثر أيامي قلقاً وتوتراً، عرفتُ الحصار بشكل شخصي، فبعد ما كتبت عن وجهه القبيح في قصائدي رأيته أمام عيني يخنقني".

ذلك المعبر الذي أطبق على أنفاس الغزيين، بث في روح العشرينية سمية معنى الحصار حيث غرّدت بالوجع لأبناء غزة " إنكم الشمس التي تُصدّر نورها رغماً عن الأسوار، والذي منع أقدامنا أن تطأ أرضه لنعيش كغيرنا من البشر، يمنع نفسه من عبق الكرامة".

تضيف سمية، " لن تقف القصيدة عند باب المعبر، بل سأخلق لها أجنحة من الغضب، تطير بها صوب أمير الشعراء، لتبقى غزة المنطقة الوحيدة الحرة في المنطقة".

وفي ذلك الموقف رتّل فارس بحروفه قائلًا "في لُجة الأحلام، يطلُبكَ الغريق، أما سمعتِ الصوتَ إذ ناداكْ، أرخى الظلامُ على السماء جنونَهُ، قد بلّل اليأسُ الشحيبُ عيونَهُ، لكنّهُ، لا زالَ يعزفُ للصباحِ شجونَهُ، كي يستفيقَ من الهلاكْ".

معبر رفح حرم أربعة -من بين مليون وثمانمائة فلسطيني-، ممن تأهلوا لمسابقة "أمير الشعراء" من السفر لأبو ظبي للمشاركة، منهم سمية وفارس، والاثنين الآخرين هما " سليمان الحزين، وآلاء القطراوي".

دور وزارة الثقافة

بدوره فإن مصطفى الصواف وكيل مساعد وزارة الثقافة بغزة قال إن المتقدمين لبرنامج "أمير الشعراء" لم يأتوا إلى الوزارة لطلب أوراق تسهيل مهمة السفر، أو اطلاعنا على مشاركتهم في البرنامج.

وأشار الصواف لـhttp://alresalah.ps/ar/uploads/images/b1903027b55a1a33129bc57664f6d239.png إلى مساعدة الوزارة في سفر المشاركين حال طلبهم ذلك، مضيفا: "لو أتونا لكانوا على رأس المغادرين".

وأوضح أن الوزارة تسهّل مهمات المتسابقين في جميع المسابقات العربية والدولية، وتخاطب هيئة المعابر والحدود لتسهيل سفرهم بالموعد المحدد، مستدركا: "طالما لم يحضر المشاركون للوزارة، فطبيعي أن تعاملهم إدارة المعابر كأشخاص عاديين، وهذه المسألة أضرتهم بعدم سفرهم للمشاركة في المسابقة".

وأبدى الصواف رغبته في أن يحمل الفلسطينيون رسالة شعوبهم وينقلونها إلى العالم من خلال المسابقات وغيرها من المحاور التي تتيح لهم ذلك، "ومسابقة أمير الشعراء من المسابقات التي يمكن خلالها أن يحمل الشعراء هم القضية الفلسطينية، فالشعر أبلغ الأدوات للتعبير عن العواطف والسياسات"، كما قال.

اخبار ذات صلة