قائد الطوفان قائد الطوفان

"عبد الإله قشطة" قتله الإعلام المصري لإدانة القسام

الشاب عبد الإله محمد سعيد قشطة
الشاب عبد الإله محمد سعيد قشطة

رفح – محمود فودة

"مقتل أحد قادة القسام خلال أعمالهم الإرهابية في سيناء" عنوان حفلة كذب  لم يكتب لها النجاح في ساحات الإعلام المصري, رأوا فيه حجةً تدفعهم للضغط تجاه الغدر بأهل قطاع غزة.

بعد طول كذب وإفتراء, ظن الاعلام المصري أنه وجد ضالته,  بأول دليل على تدخل كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في الأحداث الأمنية في محافظة شمال سيناء المصرية, إلا أن دليلهم ما كان إلا حلقةً جديدة في مسلسل الاتهامات الباطلة لغزة , ذلك بعد إعلان عائلة قشطة بأن إبنها عبد الإله ليس عضوًا في كتائب القسام, وهو على قيد الحياة في ليبيا. 

بداية الحدث تعود لمنتصف الأسبوع الحالي, إذ أذاعت بعض وسائل الاعلام المحلية مقتل الشاب عبد الاله في لبيبا دون أي تفاصيل وفي ظروف غامضة, مسافة أن وصل الخبر إلى وسائل الإعلام المصري أصبح عبد الإله قائدٌ قسامي, وقتيلٌ على يد الجيش المصري في هجماته الجوية ضد ولاية سيناء.

قناة سكاي نيوز أذاعت النبأ نقلًا عن مصادر سيادية مصرية , وعبرها علم عبد الاله بما يجري حيال إسمه وشخصه, وعلى وجه السرعة اتصل بعائلته ليطمئنهم أنه على قيد الحياة وما زال في ليبيا, إلا أن ظروف عمله لم تسمح له بالاتصال خلال الأيام الماضية.

كتائب القسام أعلنت في بيان رسمي درءًا لمسلسل الشائعات المصري بأن عبد الإله ليس عضوًا فيها, ولا تربطه أي صلة بالكتائب, مضيفةً بأن ساحة عملها هي فلسطين فقط, وسلاحها لا يوجه الا للاحتلال الاسرائيلي .

عائلة قشطة أكدت رواية القسام, فوالد عبد الإله قال في حديثه لمراسل http://alresalah.ps/ar/uploads/images/b1903027b55a1a33129bc57664f6d239.png  : " ابني عبد الاله ما إله أي علاقة بحماس أو كتائب القسام لا من قريب ولا من بعيد ", ليبان صدق القسام وكذب الاعلام المصري مرةً أخرى تضاف لسجل دحض حماس لاتهامات الإعلام المصري طيلة الشهور الماضية .

واستمع مراسل http://alresalah.ps/ar/uploads/images/b1903027b55a1a33129bc57664f6d239.png خلال تواجده في منزل عبد الاله لمكالمة ثانية جرت بين العائلة وابنهم في ليبيا, الذي قال فيها : " أنا بخير وفي عملي بليبيا , وحسبنا الله ونعم الوكيل على مروجي الشائعات " .

والدة عبد الإله التي انفطر قلبها على مدار الأيام الماضية بناءً على نبأ مقتل ابنها, وبعد أن استقبلت المعزّين في موته, أعاد صوت عبد الاله الحياة لقلبها التي ما فتأت تقول :" حسبنا الله ونعم الوكيل على الكاذبين ".

برغم هذه الحادثة , إلا أنه ما عاد من  المستغرب على الاعلام المصري هكذا كذب, فهو الذي اتهم منذ أشهر قليلة القيادي القسامي الشهيد رائد العطار بقيادته لتفجيرات سيناء الأخيرة, وهو ذاته الذي افترى على الأسير حسن سلامة المعتقل منذ عام 1996  في سجون الاحتلال الاسرائيلي ومحكومٌ عليه بالسجن لمئات السنين.

وعلى إثر هذه الاتهامات الباطلة بالدليل القاطع, اتخذ القضاء المصري قرارات مجحفة بحق أبناء حماس وقياداتها , وليس ببعيدٍ قرار اعتبار كتائب القسام ضمن قائمة المنظمات الارهابية, والذي قوبل باستياء عارم من الأطراف الإسلامية والعربية والفلسطينية كافة.

وتأتي حادثة الكذب الجديدة لتضعنا أمام تساؤل عن مدى صدق الدلائل التي يدعي القضاء المصري حصوله عليها ؟! وكيف على إثرها تبنى قرارات أسمتها حركة حماس بـ"السياسية", وما كان على القضاء إلا تلاوتها.

وحذّر مراقبون من استمرارية الإعلام المصري في كيل الاتهامات لغزة ومقاومتها, مما قد يولد حالةً من الاحتقان لدى الطرفين, ينتج عنها ما لا يحمد عقباه ولا يصب في صالح الشعبين الفلسطيني والمصري .

ومع مرور الأيام يتكشف زيف تلك الأبواق الإعلامية ليصدق قول أحدهم : " مع الإعلام المصري مش حتقدر تغمض عينيك ", ويبان صدق براءة غزة ومقاومتها من كل الأحداث الجارية في الساحة المصرية, كيف لا وهم الذين يرجون الأمان لمصر وأهلها في كل وقتٍ وحين .

البث المباشر