الناصرة-الرسالة نت ووكالات
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ مقربيه أخيرا، إنه سيرفض أي خطة سلام تحاول الإدارة الأميركية فرضها على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وتردد في الصحافة الأميركية، خصوصا "واشنطن بوست" أخيرا، أن الرئيس باراك أوباما يفكر في فرض خطة كهذه في الخريف المقبل.
وكانت واشنطن بوست ذكرت في عددها الصادر الأربعاء الماضي، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يفكر بان يعرض في خريف هذا العام خطة سلام خاصة به تقوم على اساس المفاوضات التي عقدت في الماضي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مع التشديد على مؤتمر كامب ديفيد الذي عقد في تموز(يوليو) 2000، أو ما عرفت بتسمية "خطة بيل كلينتون.
وهي ليست المرّة الأولى التي تنشر فيها أنباء كهذه، ففي اوج الأزمة الظاهرة بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية تحدثت صحافة أميركية حول نوايا أوباما كهذه، وترتكز خطة بيل كلينتون، التي طرحها في الأشهر الأخيرة لولايته أواخر العام 2000، على اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع امكانية تبادل أراض بين الضفة ومناطق 1948 لتعويض الفلسطينيين عن مساحات الكتل الاستيطانية، وأن يتم تقاسم القدس، ليس بموجب حدود 1967، وإنما بموجب الاحياء الفلسطينية والأحياء الفلسطينية على أن تتحول البلدة القديمة والمناطق الدينية الحساسة إلى إدارة دولية.
ونقلت "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن نتنياهو يرفض فرض خطة وأنه قال "اذا حاولوا ان يفرضوا علينا اتفاقا فهذا لن ينجح ولن يكون مقبولا".
وحسب المصدر، فقد شدد نتنياهو في محادثاته الأخيرة على أن المسألة المركزية التي لم تتم معالجتها كما ينبغي في كل المحادثات، التي جرت منذ اوسلو وحتى اليوم هي مسألة الترتيبات الامنية والحاجة إلى منع اطلاق صواريخ من الضفة الغربية إلى مناطق 1948. وعلى أساس هذا، فإن نتنياهو يطالب ببقاء جيش الاحتلال في شرقي الضفة الغربية، أي في منطقة غور الأردن، وهذا أيضا ما ذكره بوضوح في خطابه السياسي إلي القاه قبل نحو عام في جامعة بار ايلان، ويستند في كل خطاب سياسي له إلى ذلك الخطاب.
وقال نتنياهو في حينه، إن أي اتفاق لا يتضمن ترتيبات امنية كهذه لن يكون مقبولا على إسرائيل.
ونقلت "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي آخر قوله، إن جدلا يدور في هذه الأيام في الإدارة الأميركية حول استمرار النهج الحالي في المسيرة السياسية، وأن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل يحاول الدفع نحو عملية سياسية في عدة مراحل، في اطارها تحاول الولايات المتحدة الحصول من إسرائيل على تجميد للبناء في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية وبدء المفاوضات حول مسألة الحدود، وفي المقابل، يعتقد مستشار الرئيس الأميركي دينيس روس بانه يوجد احتمال ضعيف لنجاح المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين ويجب التركيز على بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية "من تحت إلى فوق".
وما يطرحه دينيس روس، الذي يشغل منصب رئيس "معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي" التابعة للوكالة اليهودية- الصهيونية، هو ما كان طرحه رئيس الحكومة السابق أريئيل شارون، ومن بعده بنيامين نتنياهو.
وأضاف المصدر، إنه مقابل ميتشل وروس، "يتعزز معسكر من مسؤولين كبار في البيت الأبيض ومقربين من أوباما يدعون بانه يجب بلورة خطة سلام أميركية، تشبه الصيغة التي عرضها الرئيس السابق بيل كلينتون في أعقاب فشل المحادثات في كامب ديفيد".