لم يسلم الأطفال الصُمّْ في قطاع غزة من تبعات الحصار الخانق وإغلاق المعابر خاصةً "معبر رفح البري"، فبعضهم فقد سمعه والآخر عاد إلى "نقطة الصفر" بسبب غياب التأهيل.
الطفلة آية بدوي "4 أعوام" من مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، تعاني من فقدان حاسة السمع، إضافة إلى مشاكل جلدية أدت لتساقط شعرها ما أثر على نفسيتها، وسبب مشكلات في جهازها السمعي الملتصق برأسها.
والدة آية تحتضنها وتدللها لتعويض ما تفقده من تواصل طبيعي، وتقول لـ إن طفلتها ذكية وباستطاعتها التفاعل معها بشكل جيد من خلال النظر للشفاه واستيعاب ما تحاول قوله.
انقطعت آية عن جلسات التأهيل في مركز البسمة للسمعيات والتخاطب بعد تعطل الجهاز الخاص بها بعد الحرب الأخيرة على غزة، وإلى يومنا هذا ما تزال آية على حالها دون تقدم يذكر.
"نعاني الأمرّين من قضية إصلاح الجهاز السمعي الملتصق بالرأس"، تضيف الأم ويعتريها الأمل بأن تنتهي من تأهيل ابنتها في المركز دون مشاكل تؤثر على قدراتها.
الحصار يمنع إصلاحها
وبسبب مشكلة آية الجلدية وطبيعة حياة الأطفال، فإن جهاز القوقعة الخاص بها يتعرض للتلف في كل فترة ويحتاج للإصلاح من خبراء ومراكز ليست موجودة في قطاع غزة، إنما فقط في مصر وفرنسا.
ولأن غزة تعاني من حصار مطبق وإغلاق معبر رفح البري "البوابة المظلمة"، فإن آية وغيرها الكثير من الاطفال الصمّ ينتظرون شفقةً من شقيقتهم مصر ليتسنى لهم إصلاح أجهزتهم السمعية، ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي.
مركز البسمة للسمعيات والتخاطب التابع لجمعية إعمار بخانيونس، والذي يضم بين جنباته عشرات الاطفال ممن يعانون مشكلات سمعية أو فاقدي السمع بشكل كامل، يقدم لهم الرعاية النفسية والتأهيل، لكنه لا يملك حلًا سحريًا لاستمرار عملية التأهيل لهؤلاء الأطفال مثل آية.
علاء العسكري أخصائي السمعيات والتخاطب بالمركز يقول لـ"الرسالة": إن حالة آية النفسية ساءت بعدما انقطعت لفترات عن التأهيل السمعي ما قلل من مستواها مقارنة مع أقرانها في المركز، وباتت منعزلة عن الجميع بعدما كانت تتفاعل وتعيش حياتها بشكل شبه طبيعي.
وبحسب العسكري فإن عملية إصلاح الجهاز السمعي تستغرق قرابة الأربعة أشهر كونها تتم في الخارج، ويشير إلى أن عملية التدريب السمعي صعبة جدًا، ولعدم اصلاح الجهاز ينقطع الأطفال عن التأهيل ما يؤثر عليهم سلبيًا.
ويذكر العسكري إن عملية إصلاح الجهاز أو زرع جهاز جديد مكلفة للغاية ما يثقل كاهل العائلات، فيما تبقى جميع الحلول صعبة وضيقة ما يجعل ذوي المصابين مكتوفي الأيدي.
وبالعودة لوالدة الطفلة أية التي تتمنى لها حياة طبيعية، ناشدت المسئولين والمؤسسات المعنية بالاهتمام بهؤلاء الأطفال وضمان رعايتهم، متمنّيةً أن تفتح مصر معبر رفح للتخفيف عن الأطفال والسماح بإصلاح أجهزتهم السمعية