"الالحاد، الكهرباء، العنوسة، والهجرة .." قضايا اجتماعية سخر منها الشباب الغزي بلهجتهم العامية عبر مجلة "برم" كما في جلساتهم، فرغم حداثتها إلا أن أوراقها تطايرت وكسرت الحواجز حتى وصلت الضفة الغربية والاقطار العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الشاب محمد قدادة - 27 عاما- خريج العلوم السياسية يطرح سلسلة من المواضيع التي تستفزه وبقية شباب جيله من انتشارها داخل مجتمعهم الصغير، ففي كتابته سخر من ادعاء بعض الشباب للإلحاد وابتعادهم عن الدين الاسلامي من أجل التقليد لا أكثر دون اسباب مبررة، "فهم مهما ادعوا الذكاء إلا أنهم أغبياء".
وكذلك تأثر كتاب "برم" الشبابية بهموم المواطنين فهزتهم مشاهد الحرب الاخيرة فحاولوا الخروج عن المألوف في كتابتهم واسترجعوا مواقف طريفة عاشوها خلال القصف، بالإضافة إلى واقع العالم العربي.
لم يبتعد قداده في اسلوبه الساخر عن اللهجة الغزاوية العامية فقد اتخذها ورفقاءه اسما لمجلتهم كتعبير عن لسان الشارع، بلا زيادة ولا نقصان.
كوميدي ساخر
وسط معمعة التحضير لاصدار العدد الثالث من "برم" استقبل قداده ورفقاءه للحديث عن مجلتهم قائلا:" مجلتنا هي برم القهاوي والحلاقين والبيوت دون تزويد أي كلمة".
وتابع بابتسامة هادئة:" نحول القضايا الجامدة إلى حوار كوميدي بشكل ساخر كقضية الكهرباء والحصار والمعابر".
ولا يجد قدادة صعوبة في ايجاد الافكار فهي حاضرة باستمرار لكنه قد واجه صعوبة في طرح بعضا منها، وذلك كون المجتمع الغزي محافظ فلا يمكنه الانتقاد والسخرية بشكل كبير في بعض القضايا خاصة فيما يتعلق بالفتيات وعاداتهن في اللبس وغيره.
ويعاني كاتب المجلة من أزمة الدعم المالي، وبخاصة أن الكادر القائم عليها يضطر لتحمل النفقات كاملة من جبيه الخاص، وبخاصة أن المجلة توزع مجانا.
ويوضح قدادة وهو كاتب ساخر بأحد المجلات الايطالية أنه فور انتهاءهم من اعداد المجلة ترسل إلى وزارة الاعلام بغزة للموافقة على مضمونها ومن ثم توزع.
ووفق مخططهم فهم يستعدون لتوزيع العدد الثالث من "برم" في الضفة الغربية بينما الرابع والخامس في دول الخليج والاردن، بالإضافة إلى سعيهم لترجمة مجلتهم من أجل نقل مشاكل المجتمع الغزي إلى العالم.
وإلى الجانب من قدادة ينغمس الشاب أحمد العدوي مع ريشته، فتارة يحلق بعيدا وفجأة يسقط العالم العربي بكلمتين عبر رسمته، فمجلتهم الساخرة لا تعتمد على الكلمة وحسب بل تشاركها الرسمة كما يقول رسام "برم".
وبين أنه يستوحي الاشخاص التي تحتويها المجلى من الواقع والفلكلور الشعبي فجميع ما رسمته ريشته هم اشخاص من المجتمع لكن بلمساته الابداعية يضيف بعض التغيرات الكوميدية.
ويلتزم العدوي في رسوماته بضوابط مجتمعه، لاسيما عند طرح القضايا الجريئة فبذكائه يحاول تسخير ريشته ليكون قريب من الوصف الحقيقي .
ويؤكد أن الرسوم الساخرة لها تأثير كبير في نقد الواقع وجذب القارئ، فهي تختصر عدد كبير من الكلمات وتبعد الملل عنه كما لو قرأ مقالا او تقريرا يعالج قضية معينة.
وأوضح أن توزيع ثلاث الاف نسخة غير كافي لإشباع طموحهم وايصال رسالتهم، داعيا وزارة الثقافة لدعمهم والاهتمام بهم لاستخراج ما لديهم من مواهب لازالت مدفونة بأعماقهم وبحاجة لاستخراجها عبر الريشة والقلم.
"برم" الشبابية واجهت الاحباط و "الفلس" والكشرة الفلسطينية احيانا، لذا ينصح فريقها القراء بالإيمان بأفكارهم وتطويرها دون الالتفات للمحبطين.