مع كل حادثة تستهدف الحالة الأمنية في قطاع غزة سنقرع الجرس ولن نمل في دق الجدار وإن بتنا نشعر بحالة من القلق، ونقول قول الشاعر إسماعيل صبري:
طرقت الباب حتى كل متني ... فلما كل متني كلمتني
فقالت لي أيا إسماعيل صبرا ... فقلت أيا اسما عيل صبري
تفسيرها طرقت الباب حتى كل متني (المتن هو العضلة التي تصل الكتف بالذراع) فعندما كل (تعب) متني، كلمتني (الفتاة التي يطرق بابها)، فقالت يا إسماعيل (أسم الشاعر) صبرا (أي اصبر) فقلت يا اسما (اسما أسم الفتاة) عيل صبري (نفد صبري) فالتفسير نقلا عن http://ghrebaa.com.
أقولها أن صبرنا آخذ بالنفاد وهذا يعطي مؤشرا إلى زيادة القلق والتوتر في الشارع الغزي الذي كان ينعم بالأمن والأمان ولا اعتقد أن هناك أمرا قد اختلف حتى تعود حالة الإخلال بالأمن الداخلي وما يساق من مبررات وأحاديث لا يقنعني كثيرا ولا يقنع أحد كان، ولابد من ضبط الحالة الأمنية الداخلية والعمل الحثيث على كشف هذه الخلية التي تعمل على زعزعة الأمن الداخلي وكشف المتورطين بالأسماء والجهات التي تقف خلفهم مهما كانت هذه الجهة ولا يُكتفً بالقول أن خلافات تنظيمية تقف خلف هذه الاعتداءات على حالة الأمن.
نعم ندرك أن الظروف صعبة وتحرك الأجهزة الأمنية ليس كما كان نتيجة تخلي هذه الحكومة (الوفاق الوطني) عن مسئوليتها؛ ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك أولوية للحالة الأمنية وعدم تفشي مثل هذه الأحداث التي لم تصل بعد إلى حد الظاهرة ولا نتمنى أن تصل حتى يعود الفلتان الأمني والفوضى الأمنية مرة أخرى إلى الشارع الغزي.
الأمن في غزة مُستهدف وهو مدخل لتشويه الصورة الناصعة من أجل تحقيق أهداف سياسية وحزبية وإظهار غزة وكأنها تعيش وضعا أمنيا سيئا يوجب التدخل لوقف حالة الفلتان والفوضى الأمنية والمتهم جاهز دائما وهو حماس وأجهزتها الأمنية وتحميلها المسئولية الكاملة وهذا ما تسعى إليه الجهات التي تقف خلف هذه الإحداث، لأن إحراق سيارة لشخص ما محسوب على حماس ثم يتبعها إحراق سيارة لشخص ما محسوب على فتح وتفجير عبوة هنا وتفجير عبوة هناك حتى وصل الأمر إلى إطلاق النار جهارا نهارا على احد قيادات حركة فتح وإصابة مواطنين فهذا في القياس لعظيم ويجب أن لا يتكرر، وعدم تكراره يحتاج إلى سرعة في العمل والبحث والتحري وإلقاء القبض والتحقيق لمعرفة من يقف ودوافع الجريمة ولا يكتف بذلك بل لابد أن نبين النتائج للرأي العام.
وعليه، نرفض التبرير والتراخي في المعالجة، وندعو لليقظة وعدم التراخي والتعجيل في كشف الحقائق المجرد وبشفافية عالية مهما كانت الجهات التي تقف خلف هذه العمليات لأنه لا يجوز العبث في الأمن مطلقا لأنه أخطر من كل القضايا والأمور؛ لأن التهاون فيه يشكل خطرا على النفس والعرض والمال فلا تسمحوا لمن يريد تخريب الأمن وإشاعة الفوضى والفلتان أن يجد له طريقا سهلا لتحقيق مآربه الدنيئة والسيئة، ويجب تطويق هذه المسألة بأقصى سرعة ممكنة حتى يعود الشعور والإحساس بالطمأنينة بين الناس وفي كل المستويات وبين كل الأشخاص بمختلف انتماءاتهم وتوصيفاتهم.