قائد الطوفان قائد الطوفان

لتصوير الجهاز الهضمي

في غزة.. كبسولة طبية تنهي ألام الجراحة والعمليات الاستكشافية

 كبسولة طبية لتصوير الجهاز الهضمي
كبسولة طبية لتصوير الجهاز الهضمي

الرسالة نت- محمد أبو زايدة

في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم حاليا تنطلق بشكل مُستمر تقنيات وأدوات جديدة تُقدم الكثير من الفائدة للمُستخدمين حول العالم، مما يجعلها تنتشر بسرعة وتكسب شهرة كبيرة، لا سيما في المجال الطبي.

وكان لافت ما توصلت إليه التكنولوجيا الطبية التشخيصية في غزة، وهو الكبسولة التي يرتبط بها كاميرتين دقيقتين بداخلها، تتمكنان من تصوير جميع أجزاء القناة الهضمية داخل الجسم.

الكبسولة المصورة تنهي كابوس الخوف والألم الذي يعاني منه الكثيرون اثر الدخول إلى عمليات جراحة المناظير لإجراء استكشاف الجهاز الهضمي بالمنظار الطبي، لكن هذه التقنية الجديدة يمكنها تصوير وأداء وظيفة المناظير عن طريق تناول الكبسولة من الفم، دون الحاجة إلى أية إجراءات أخرى.

الطبيب خالد مطر، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير بمستشفى الخدمة العامة، أوضح أنّ الكبسولة يتم تناولها عن طريق الفم بعد صيامٍ لعدة ساعات، وتركها لثماني ساعات دون شرب الماء خلفها، وتقوم بمهامها على أكمل وجه خلال سيرها بطريقة مدفوعة بالحركة الداخلية للأحشاء.

وقال مطر، إن الكبسولة -التي تتواجد في مستشفى الخدمة العامة- عبارة عن جهاز صغير الحجم، تشبه "كابسولة المضاد الحيوي"، يتواجد في طرفيها كاميرات صغيرة جدا عالية الدقة، تخرج إشارات راديو، وترسلها إلى جهازٍ يعلّق بجانب المريض أشبه بالجوال، يستقبل الاشارات ويسجلها".

تبدأ الكبسولة سباحتها بدءا من الفم، إلى نهاية الجهاز الهضمي، وتلتقط في كل ثانية ما يعادل صورتين، ومع انتهاء العملية التي تستمر من 8-12 ساعة، ترسل الكبسولة ما يقارب 55 ألف صورة شديدة الوضوح من داخل الجهاز الهضمي بجسم الإنسان.

وأشار مطر إلى أن الكبسولة تبدأ مهامها فور فتح الغطاء عنها وبلعها، حيث تستمر بإرسال إشاراتٍ خضراء، تشي باستمرار العملية، وما أن تنتهي البطارية يتحول اللون الأخضر إلى أحمر، ويتم مغادرة المريض ساحة المستشفى، ويأخذ الطبيب الجهاز المعلق بجانبه ليفرغ محتوياته, مبينا أن الكبسولة تنتهي صلاحيتها مع انتهاء عمر بطاريتها.

عملية استخراج الصور ليست بعيدة عن الهاتف المحمول، حيث يضع الطبيب وصلة (USB) بين الجهاز والحاسوب، ويفرّغ الـ(55 ألف صورة)، وتبدأ عملية مراقبة ما يعانيه المريض داخل جهازه الهضمي.

وأكد مطر أنّ الكبسولة ليس لها أعراضٍ جانبية، مشيرا إلى أنّ المريض باستطاعته تناول الطعام والشراب وممارسة حياته بشكل طبيعي فور انتهاء مدة البطارية، ويتم التخلص من الكبسولة عن طريق عملية الإخراج.

ولفت إلى أنّ المريض بإمكانه ممارسة حياته بشكل طبيعي بعد تناول الكبسولة، والذهاب إلى عمله بشكل طبيعي، شريطة عدم الشرب أو تناول الطعام قبل انتهاء مدة البطارية، إضافة إلى إبقاء جهاز استقبال الاشارات معلقا بجانبه.

وأما عن تكلفة الكبسولة، قال مطر، إن سعرها الحقيقي يتراوح من 500 إلى 1000 دولار وفق البلد المصنّع لها، لكن تكلفة العملية داخل أروقة المستشفى بجميع اجراءاتها بما فيها سعر الكبسولة يصل إلى (1200 شيكل) لأن مرضى قطاع غزة يتلقون خصومات.

ونوّه إلى أنّ الحاجة إلى الكبسولة يزداد يوما بعد آخر، لنجاحها في تشخيص أمراض كثيرة كان يصعب تشخيصها، حتى مع استخدام المناظير وصور الأشعة الملوّنة.

وبيّن مطر أن الكبسولة أفادت في تشخيص كثير من أسباب نزيف الجهاز الهضمي الناشئ، خصوصا عندما يحدث بأثر من أمراض في منطقة الأمعاء الدقيقة مثل تمدد الشعيرات الدموية وانفجارها، وأورام الأمعاء الدقيقة الحميدة والخبيثة، ودوالي الأمعاء الدقيقة، والتهاب الأمعاء المزمن وغيرها.

البث المباشر