قائد الطوفان قائد الطوفان

عائلة أبو صلاح .. مائدة رمضانية تفتقد أسراها وبيتها المهدوم

أم فهمي ز وجة الأسير أسعد أبو صلاح
أم فهمي ز وجة الأسير أسعد أبو صلاح

إخلاص بعلوشة  - الرسالة نت 

 انتصف رمضان وأم فهمي زوجة الأسير أسعد أبو صلاح تنتظر ولو مكالمة هاتفية تطمئنها على الزوج والأبناء بعد ما ضاعت الأحلام وشردت الأسرة  وتفرق الأب والأبناء كل واحد منهم في سجن منذ ما يقارب العام الكامل.

أم فهمي لم تسمع  صوت زوجها ولا أبنائها حتى أصبحوا كالخيال بعيد الأمد بالنسبة لها فلم تصدرالمحاكم الإسرائيلية حكمها عليهم بعد  رغم مرور سنة على اعتقالهم ولم تعد أم فهمي تعرف إلى متى ستبقى هكذا؟ وهل حكم عليها وعلى أبنائها بالشقاء والتعب إلى الأبد؟ أم  أن بصيص الأمل رغم كل التحديات والاختلافات السياسية مازال قائماً.

بلا معيل وحملها ثقيل

رغم أن أم فهمي لم تتجاوز الأربعين من العمر، الا أنها حينما تنظر إليها تعتقد أنها أكبر من ذلك بكثير فتجاعيد وجهها رسمت تاريخا مفصلا لحياتها ففي ليلة ظلماء عام 2008م  اعتقل زوجها أسعد واثنان من أبنائها فهمي والبالغ من العمر (21عاما) وصلاح البالغ من العمر (20عاما)ومنذ ذلك التاريخ أصبحت وعائلاتها بلا معيل وأصبح حملها ثقيلا لا تستطيع الجبال حمله.

تقول أم فهمي :"أعيل ثمانية أبناء أحدهم معاق، بالإضافة إلى زوجة ابني وابنته وحماتي المسنة وهي بحاجة إلى رعاية خاصة.

وأضافت "معاناتي لم تنته عند هذا الحد بل زادت عندما اجتاح جيش الاحتلال المنطقة الشرقية لبيت حانون وهدم منزلنا المكون من طابقين بتاريخ 8-1-2009 والذي كنا نعيش فيه أنا وأبنائي الثمانية وبجوارنا منزل شقيق زوجي المعتقل هو وابنه في سجون الاحتلال الإسرائيلي ليصبح بذلك عدد المعتقلين من عائلة أبو صلا ح خمسة أفراد موزعين ما بين سجن نفحه وبئر السبع حيث يقبع أربعة أسرى منهم في سجن نفحه  وهم أسعد وسعيد وفهمي وغسان في سجن نفحه فيما يقبع صلاح في سجن بئر السبع  و الآن أصبحوا في سجن واحد. 

إنه الاحتلال الإسرائيلي كعادته بكل عنجهيته وغطرسته سرق فرحتها فاعتقل زوجها وأوجع قلبها واعتقل ابنها البكر الذي رزق بابنته وهو في السجن."

أم فهمي تستذكر في رمضان ليالي رمضان الجميلة التي كانت تقضيها تحت  أشجار مزرعتها قائلة:" كنا نتسامر هنا وتجتمع العائلة تحت كرم العنب الذي دمر وأصبح حطبا ولكن بقيت فيه شجرتا زيتون صغيرتان ثبتتا ثبات أبناء الشعب المتشبث بأرضه.

مائدة تنكأ الجراح

 واستذكرت  أم فهمي أيامها الجميلة وأحلام زوجها أسعد البالغ من العمر (50عاما ) الغائب خلف قضبان الحديد بالقول:" كان يريد أن يحول الأرض إلى جنة بزراعة الأشجار الجميلة وأخذت تبكي وتقول:" كان يريد أن يجهز مكانا للجلوس يتظلل فيه بظل كرم العنب ويأكل التمر و يجني بصموده وصبره ثمار الزيتون ".

وتضيف الأم المكلومة: أما الآن  فقد ضاعت الأحلام وأصبحنا نسكن في منزل بالإيجار لا نستطيع توفير مستلزمات الحياة بعد أن ثقل الحمل وزادت المسؤولية وتفرق شمل الأسرة  وأصبحت مائدة الإفطار تبكي الزوج والأبناء لا تعرف فيمن تفكر وعن من تسأل هل تفكر في الزوج  أم الأبناء أم تنظر إلى حفيدتها التى لم تعرف والدها لتنكأ الجراح فلم أعد أحتمل الفراق فالمسؤولية كبيرة ابني المعاق بحاجة إلى اهتمام ورعاية توفير مستلزمات خاصة وكذلك حماتي ناهيك عن الاحتياجات الرمضانية والمدارس وغيرها من المتطلبات .

وتعبر أم فهمي عن معاناتها فتقول: "نحن نعاني، ونحتسب هذه المعاناة عند الله تعالى، هي رحلة عذاب طالت فيها الأيام والليالي علينا، وأسأل الله أن يقويني ويصبرني.. فالصبر مفتاح الفرج، فهذا نصيبي من الحياة".

أسرة مشردة

أما سعيد البالغ من العمر (49عاما ) شقيق زوجها المعتقل هو ابنه غسان البالغ من العمر(21عاما)هدم أيضا منزله وشردت عائلته المكونة من 20فردا  وتفرقت زوجتاه ولم يبق سوى غرفة صغيرة بناها أبناؤها من جريد النخل يجلسون فيها يوميا بجوار منزلهم المدمر حفاظا عليه وحنينا إلى المنزل المدمر دون  أن يلتفوا حول مائدة الإفطار  في جو أسري متكامل .

وأكدت أم فهمي أن  أسرى عائلة أبو صلاح الخمسة يشتكون من نقص الكانتينا وعدم وصول الرسائل وأوضاعهم الاعتقالية صعبة وسيئة،منوهة إلى أنها لا تعلم  عن أوضاعهم الصحية شيئاً.

من جهتها أشادت جمعية واعد للأسرى بصمود زوجات الأسرى اللاتي يعانين كأزواجهن وأكثر بسبب ما يتعرضن له من مشاكل اجتماعية واقتصادية وأعباء عديدة يتحملنها بعيداً عن أزواجهن. 

وهذا ما تؤكده أم فهمي بقولها أن حياة زوجات الأسرى لا تقل معاناة عن أزواجهن الأسرى القابعين خلف السجون، حيث يواجهن ظروفاً صعبة من تأمين حياة لأولادهن وتربيتهم وتنشئتهم إلى مواجهة معترك الحياة التي تزداد سوءاً بعد سوء لتجعل من حياتهن مشوارا صعبا .

البث المباشر