قائمة الموقع

"الكركار الصخري" بديل مؤقت لإيواء المتضررين

2015-02-23T07:39:15+02:00
الرسالةنت-ميرفت عوف

لم يكف المبدعون عن البحث عن حلول لأزمات عدة فرضها الحصار على قطاع غزة، أحد أشد تلك الأزمات "البناء"، فقد خرج أحد أولئك المبدعين الذي لم تحاصر أفكاره بانعدام موارد مواد البناء التقليدية وإغلاق المعابر وانسداد الأفق السياسي ليقدم ما لديه من أفكاره قابلة للتطبيق وتقدم حل للأزمة ولو مؤقت.

المهندس الخبير في استخدام التربة بالعمارة البديلة عماد الخالدي فكر كثيرًا بحل أزمة البناء وفعلا توجه نحو التفكير بالتربة لاستخراج حجر رملي جيري "الكركار" ومن ثم صناعة الطوب من خلال مزج مادة "الكركار" و"الرمل" ومعالجتهما تحت الضغط، قبل أن تصبح الخلطة جاهزة للاستخدام عبر مراحل متعددة في مدة لا تقل عن عشرة أيام.

يقول الخالدي لـ "الرسالة": "بدأنا بهذا المشروع بهدف خلق بدائل نحو الإسكان والإيواء والإعمار منذ 2009 أي مباشرة بعد عدوان "الرصاص المصبوب" قمنا بإنتاج أول عينة من الطوب المصنوع من الكركار، وهو عبارة عن خليط متجانس، تم فيه معالجة الخصائص الفيزيائية للتربة بالضغط، ثم وضعت عليها المواد الطبيعية الرابطة مثل كربونات البوتاسيوم مع طحن الكركار بشكل ناعم وكمية قليلة من مادة الجبس لعمل تماسك مبدئي أثناء صناعة الطوبة".

البناء البديل

في خطوة أولى تم بناء ست مباني كعدد مبدئي لمشروع كبير يشمل حوالي ألف وحدة سكنية لمتضررين عدوان 2008 إلا أنه نتيجة الخلافات مع الأونروا لم يستكمل المشروع، ومع عدوان "الجرف الصامد" واشتداد أمر الحصار أعادت الحاجة المهندس الخالدي مرة آخري لتطوير واستكمال مشروعه، فقام مع فريق العمل بتطوير التقنية نفسها وتم إنتاج طوب دون استخدام الطاقة.

يوضح الخالدي: "أنتجنا المادة التي يبني فيها الطوب بدون اسمنت، كان هذا تحدى جيد وقمنا بإنتاج ثلاث تقنيات إضافية من العمارة البديلة وآخرها كان من إنتاج ألواح التربة بنظام الفك والتركيب لبناء وحدات سكنية صغيرة يمكن إعادة استخدامها بديل عن الكنترات العادية".

الآن من الممكن القول أن هذه المادة تستخدم بشكل جيد كبديل للإيواء وكصناعة محلية قللت من الحاجة الماسة إلى معابر لإدخال الاسمنت، ومع هذا يبقي هذا الحل مؤقت وليس بديل كامل عن المواد التقليدية.

يشدد الخالدي على حاجة قطاع غزة للإعمار وليس الإيواء الذي يهدف إليه هذا المشروع، مضيفًا: "نحتاج للإعمار بشكل كبير وعاجل، والاعمار في غزة يحتاج للبناء الرأسي نظرا لصغر المساحة للقطاع، ونحتاج إلى الحصمة والحديد والاسمنت لأن كل الحلول البديلة امتدادها أفقي ولا يناسب حجم المأساة الناجمة عن فقدان الآلاف لمنازلهم".

ورشة العمل

في ورشة عمل صغيرة الحجم تقوم الشركة التي يعمل به الخالدي على إنتاج عينات اختبارية، وهم في حالة توجه المؤسسات المعنية بمسألة الإيواء للاستعانة بالكركار فهم خلال أقل من شهر قادرون على إنتاج الكميات المطلوبة خاصة أن الأرضية متوفرة في اتجاه هذه التقنية، وذلك رغم تضرر المصنع في عدوان 2008 وهو ضرر أدي حينها إلى خسارة كبيرة.

يتميز البناء بالكركار بأنه بناء قوي وذات جمالية عالية جدًا، وهو بناء يقاوم الرطوبة والحرارة والأمطار ويصمد أمام العوامل المناخية المختلفة كما أنه أفضل من الصفيح لأنه بارد في الصيف ودافئ في الشتاء و لا يحتاج إلى طاقة ،لكن من سلبياته أنه ذوى تكلفة عالية إلا إذا تم تنفيذ وحدات كثيرة العدد منه، بعض المواطنين الذين ضاقت بهم السبل لجوا للبناء بهذه المادة، لكن الغالبية لا يمكنها ذلك بسبب التكلفة، يقول الخالدي: "المتضرر الذي هدم بيته في الغالب إمكانياته لا تسمح ببناء بيت  من الكركار ، لكن مسألة بناء أكثر من وحدة بشكل جماعي يجعل التكلفة أقل".

ويوضح الخالدي على أنهم مستمرين في مسألة التطوير وإنتاج تقنيات بديلة من أجل تلبية احتياجات الناس في قطاع غزة، وأضاف: "نطمح إلى أن يكون هناك جدية في استخدام التقنيات الحديثة وتشجيعها خاصة أن معاناة الناس تزيد مع البرد مع استمرار تعنت القرار السياسي على المستوي الإقليمي".

اخبار ذات صلة