تحتل فلسطين خلال عام 2014، المرتبة الثامنة ضمن قائمة الدول العربية من حيث نسبة عدد السكان الذين يستخدمون شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر عالمياً؛ (فيس بوك Facebook)، بنسبة تجاوزت الـ33%.
هذا الاهتمام والاقبال المتزايد على استعمال الانترنت ولا سيما شبكات التواصل الاجتماعي، يدفع بأهمية دراسة خصائص الفئات الفلسطينية المختلفة المستخدمة لهذه الوسائل، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الهيئات والشركات.
انطلقت سوشيال ستوديو مع نهاية عام 2014، بمبادرة من شركة (Concepts Technologies) وانضمت إليها شركة هكذا للدعاية، وشركة ديتا لإعداد تقرير يوثق حالة وسائل التواصل الاجتماعي في فلسطين إضافةً إلى دراسة سلوك الفلسطينيين على هذه الوسائل.
مدير شركة كونسبتس وأحد مؤسسي سوشيال ستوديو، حسان جدة قال لـ "الرسالة" أن التقرير جمع العديد من المعلومات المتعلقة بوسائل الاعلام الاجتماعي في فلسطين للعام 2014، مبتدأً بإحصائيات عامة حول أعداد الفلسطينيين المستخدمين لهذه الوسائل بالاعتماد على مراجع عدة، مرورا بصورة عامة حول القطاعات الفلسطينية المختلفة التي خصصت موارد متباينة للترويج لخدماتها وبضائعها وبرامجها، إضافة إلى تسليط الضوء على المبادرات المجتمعية وأبرز الوسوم (كلمات الهاشتاغ) التي تم استخدامها، مع ذكر حالات الاعتقال والاستدعاء المبنية على خلفية كتابات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
الفيس بوك الأكثر تأثيراً
وأضاف أنهم حاولوا في هذه الدراسة، أن تشمل معظم القطاعات الفلسطينية العامة والخاصة، من شركات اتصالات وانترنت، وبنوك، وجهات اعلامية، وجامعات، ومحلات بيع بالتجزئة، ومطاعم، ومؤسسات غير حكومية، وشخصيات عامة وأخرى مؤثرة، وفنانين، ومبادرات مجتمعية، وصفحات سياسية، إضافة إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، معتمدين على عدد المعجبين، ونسبة تفاعل الجمهور، والمواضيع التي تم مناقشتها، والصدى الاعلامي، والجهات التي يتم تمثيلها من خلال هذه الصفحات.
وعند سبب اختيارهم للفيس بوك دون غيره من مواقع التواصل الاجتماعي أوضح جدة أن الفيس بوك في فلسطين قد سبق غيره من وسائل التواصل الاجتماعي من نواحي عدة؛ مثل أعداد المتابعين وساعات الاستعمال اليومية، مما يجعل دراسة ووصف سلوك الفلسطينيين على الفيس بوك وسيلة التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارًا، تمثل جزءً كبيرًا من صورة الإعلام الاجتماعي فيها، لهذا السبب ركزت الدراسة في مجملها على الاحصائيات المتعلقة بالفيس بوك، بوصفه وسيلة التواصل الاجتماعي الأكثر قوة في فلسطين، والذي تتوفر حوله الكثير من المعلومات.
وأكد المشرف على التقرير أن جميع ما ورد فيه يعكس بشكل مباشر وحقيقي الأرقام والاحصائيات المستخلصة من سلسلة طويلة من عمليات البحث والعمل بشكل يدوي وأوتوماتيكي في مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مراجع محلية وعالمية ذات صلة.
صعوبات وآمال
وأشار إلى أنه رغم صعوبة الوصول إلى معلومات دقيقة حول الفلسطينيين في الداخل المحتل، إلا أن هذه الدراسة تقدم أرقاماً واحصائيات ذات علاقة بفلسطينيي الداخل في جزئية منفصلة، عن طريق حساب عدد المعجبين بالصفحات الفلسطينية الأكثر شهرة والمتحدثين منهم بالعربية كلغة استخدام للفيس بوك.
ومستقبلاً ترى الشركة من خلال التقرير أنه يجري التأسيس لمرحلة هامة في مجال الاعلام الاجتماعي في فلسطين، بتوثيق جزء لا بأس به من صورته الحالية، خاصة في ظل تنامي الإقبال على استخدام هذه الوسائل، لتطويعها بما يتناسب مع حاجاتنا الخاصة المجتمعية والاقتصادية منها.