قائمة الموقع

المتاجرة بحياة الأسرى تعبد طريق ليبرمان للانتخابات

2015-02-25T11:18:29+02:00
thumb.php
غزة-ياسمين ساق الله

لا تكتفي قوات الاحتلال بممارسة القمع والعنف بحق الأسرى داخل السجون، بل تجاوزت هذه الإجراءات إلى حد إطلاق قيادات (إسرائيلية) تصريحات خطيرة بحقهم كان آخرها ما جاء على لسان وزير خارجية الاحتلال أفيغدور ليبرمان بشأن خطواته عقب الانتخابات والمتمثلة بسن قانون يقضي بإعدام الأسرى.

هذه التصريحات وفقا لمختصين في شؤون الأسرى تعطي ضوءا أخضر لأي حكومة (إسرائيلية) قادمة بتشريع قتل الأسرى واعدامهم داخل السجون وإن كان الهدف من وراء ذلك دعاية انتخابية لحزب ليبرمان الذي تراجع مؤخرا في الساحة (الإسرائيلية).

نقطة صفر

أمين شومان رئيس اللجنة العليا لمتابعة شؤون الأسرى يؤكد على خطورة تلك التصريحات التي يجب أن تقابلها مواقف جادة من المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية منعا لمرور مثل هذه القوانين العنصرية التي تشرع القتل بحق الأسرى.

ونوه إلى أن استمرار حالة الصمت العربي والدولي ومؤسسات حقوق الانسان على مثل هذه التصريحات من شأنه أن يسارع ترجمتها على أرض الواقع، ليتابع: "خلال السنوات الماضية تم اعدام الأسرى وقتلهم من نقطة الصفر وقتلهم أثناء التحقيق معهم في مراكز التوقيف".

ويشدد شومان على أن المتاجرة بحياة الأسرى يدفع بالاحتلال إلى تكثيف ممارسته التعسفية بحقهم، ما يستوجب أن يأخذ ما صرح به ليبرمان على محمل الجد لما يشكله من تهديد حقيقي لحياتهم داخل السجون.

أجواء مسمومة

من جهته قال قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني إن تصريحات ليبرمان ما هي إلا جزء من حسابات انتخابية رخيصة في ظل التراجع الكبير الذي تعرض له حزبه بسبب التحقيقات التي تجريها الشرطة حول جرائم فساد متورط فيها وعدد من قيادات حزبه.

محمد منصور مختص في شؤون الأسرى والمعتقلين يؤكد أن الحديث عن سن قانون لإعدام الأسرى ليس بالجديد على القيادات الإسرائيلية وطرح في أكثر من موضع على مائدة حكومات الاحتلال السابقة.

وفي الوقت الحاضر هناك حملة شرسة تشن بحق الأسرى داخل السجون قد تصل في نهاية المطاف إلى تمرير مثل هذا القانون، وهنا يقول منصور: "في السابق تم اقرار قانون بالكنسيت ينص على عدم الإفراج عن الأسرى في أي صفقات تبادل قادمة، لذلك لا يستبعد في حال تشكيل الحكومة القادمة من اليمين المتطرف أن يتم تغيير هذا القانون بآخر ينص على اعدام الأسرى داخل السجون".

ووفقا لمنصور فإن اقرار هذا القانون ليس بالأمر السهل رغم  أن المجتمع والأحزاب الإسرائيلية تميل إلى اليمين المتطرف والتي تطالب بمزيد من حملات القتل والعنف ضد الأسرى، مؤكدا في الوقت ذاته أن الأجواء المحيطة بالأسرى مسمومة ما يشجع ادارة السجون لاتخاذ المزيد من إجراءات أكثر صرامة بحق الأسرى.

كما أوضح خلال حديثه أن ليبرمان يصارع من أجل وجوده السياسي ما يدفعه إلى اللعب بورقة اطلاق تصريحات القتل والعنف ضد الأسرى حفاظا على صورته أمام الناخب الإسرائيلي.

أما عن مواجهة مثل هذه التصريحات فتتطلب كما يرى المختصون موقفا موحدا من الأسرى داخل السجون بإعلانهم الرفض لأي اجراءات وقرارات اسرائيلية قادمة، كما تتطلب موقفا فلسطينيا عربيا رسميا يقطع الطريق على مخططات الاحتلال التي تمهد الأجواء من أجل الانقضاض على الأسرى وتحديدا ذوي الأحكام العالية.

اخبار ذات صلة