مقال: لا يا خالد العطية السلام يأتي بعد عودة الحقوق

الكاتب : مصطفى الصواف
الكاتب : مصطفى الصواف

بقلم : مصطفى الصواف

نحب دولة قطر ونقدر وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني سواء في الدعم المالي العيني او القيام بتنفيذ العشرات من المشاريع التي تركت بصمة داخل المجتمع الغزي وكذلك المواقف السياسية الداعمة للحق الفلسطيني وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وتحرير أرضه.

ثمنّا موقف وزير الخارجية القطري عندما تصدى في مؤتمر ميونيخ للأمن في الجلسة الختامية التي عقدت في ألمانيا لأكاذيب أحد الوزراء الصهاينة عندما أكد العطية أن المقاومة ليست إرهابا بل هي واجهت عدوانا صهيونيا بربريا أدى إلى مقتل الآلاف من الفلسطينيين ومن حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن حقه ضد العدوان.

عندما تصدى العطية بهذه المواقف وهذه اللغة القوية الواضحة رفعنا له القبعة وصفقنا له طويلا وتمنينا على الكل العربي ان يقف نفس الموقف الذي عبر عنه العطية كما عبر عنه الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي الذي أشار إلى أن المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام ليست إرهابًا وهي مقاومة مشروعة ضد احتلال.

استمعت أول أمس الى كلمة للدكتور خالد العطية في مؤتمر بعنوان (فلسطين أسباب الاحتلال وعوامل الانتصار والذي عقد الثلاثاء الماضي في مركز رشاد الشوا الثقافي، وتحدث عن قضايا كبيرة وخطيرة كنت أتمنى أن لا يتحدث بها في هذا الزمان والمكان لأن قناعات الحكومة القطرية ووزير خارجيتها أن السلام يمكن أن يتحقق بالاعتراف بهذا الكيان الغاصب وان تقسم فلسطين بين صاحب الحق الشرعي وبين الغاصب الجاثم على ارض فلسطين بفعل القوة وليس بفعل الحق، المبادرة العربية سيد العطية مبادرة ميتة وولدت ميتة لأنها تهدم حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة ولو قبلنا بها كشعب فلسطيني نكون أجرمنا بحق حقوقنا ودماء شعبنا خاصة أننا رفضنا ما هو أفضل منها وهو قرار التقسيم الذي منح الشعب الفلسطيني أكثر مما منحته المبادرة التي أعلنت في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002 وما طرح بعدها كلها لا تحقق سلاما في المنطقة والسلام يتحقق بعودة الحقوق وليس بالتفريط بها.

نتفق معك عندما تكون مواقفك تصب في صالح الشعب الفلسطيني وحقوقه ولسنا ملزمين بالرؤى السياسية التي تطرحها لأنني اعتقد أن اللغة التي تحدثت بها لا تصلح وأنت تتحدث أمام مؤتمر يريد أن يصل إلى الطريقة التي تعيد الأرض والحقوق الفلسطينية لا التنازل عنها أو تقاسم فلسطين من غاصب وكأنك أمام وزير الخارجية الأمريكية أو الوزراء الأوروبيين.

سيد خالد العطية نحن نحبك ونقدر لك حبك لفلسطين ودعمك لها ونقدر السياسية ومتطلباتها وهذا شأن سياسي قطري ولكن أردنا أن نقول لك نرفض طرحك السياسي في الموضوع الفلسطيني والسلام في المنطقة لن يتحقق طالما بقي هذا الكيان الغاصب لفلسطين ولكن يكون هناك سلام دون عودة الأرض والشعب وإقامة الدولة على كامل التراب وعاصمتها القدس بأرضها وسمائها وقدسها وصخرها ولن نحيد مهما بلغت الخطوب وتخاذل المتخاذلون وما نريده منكم ان تدعموا شعبنا الفلسطيني من أجل مواصلة طريقة وإقامة دولته دون أي ممارسات تحول دون ذلك وأن تكون قطر كما عهدنا صاحبة واجب غير مشروط وتبقى إلى جوار شعبنا وقضيتنا وإن اختلفنا في التوجهات السياسية.

البث المباشر