للشهر الثالث على التوالي، لايزال قطاع غزة يعيش أزمة خانقة جراء انقطاع غاز الطهي وشح الكميات الواردة إلى القطاع، في حين أن بعض العائلات قد لجأت إلى وسائل بدائية، بعدما فقدت الحيلة في الحصول على كميات من الغاز.
هيئة البترول في قطاع غزة، تسعى جاهدة لإيجاد حلول للخروج من الأزمة، وتوفير بعض الكميات، والتي كان آخرها تعبئة نصف اسطوانة (6كيلوات)، ظنًا منها أنها تسد احتياجات المواطنين.
هذه الحلول ربما لاقت ردودًا ايجابية من بعض العائلات، إلا أن آخرين تذمروا منها خصوصا في ظل موجات البرد واحتياج العائلة الكبيرة لكميات أكثر من الغاز.
لا تكفي
أحمد عبد القادر (55عامًا) أحد الذين لم تجدِ مع عائلته نصف الأسطوانة نفعا، نظرًا لكبر عدد أفرادها، واحتياجهم لكميات كبيرة من غاز الطهي.
الخمسيني عبد القادر يعيل أسرة مكونة 9 أفراد، بينهما اثنين متزوجين في داخل منزل واحد،
يقول لـ :" نصف اسطوانة لا تكفي لمدة أربعة أيام، وهذا يزيد المعاناة"، واصفًا ذلك الحل بـ "إبرة مسكن".
أما أبو إياد صاحب السبعة وأربعين عامًا فلا تختلف حاله عن سابقه، حيث يعاني من شح الغاز في بيته، لا سيما أن أسرته تتكون من تسعة أفراد.
ويشتكي أبو اياد من عدم تمكنه من الحصول على كمية غاز تكفي لسد احتياجات الاسرة، خاصة في ظل غلاء سعر(نصف الاسطوانة) والذي وصل إلى 35 شيكلًا رغم انخفاض ثمن الوقود، مشيرًا إلى أن عائلته تحتاج كمية أكبر في فصل الشتاء، خاصة خلال فترة المنخفض الجوي.
وتطالب تلك العائلات وغيرها الجهات المعنية بالتدخل وايجاد الحلول التي تفي بمتطلباتها من الغاز.
من جهتهم أكد بائعو الغاز عدم توفر الكميات اللازمة من الغاز، إضافة إلى الصعوبات التي يواجهونها خلال تعبئة الاسطوانات.
عماد محمود صاحب أحد السيارات المتنقلة لتعبئة الغاز، يقول إنه يواجه صعوبات في توفير كميات الغاز، لا سيما ان أسعار الاسطوانات مرتفعة مقارنة مع الأعوام السابقة، ويصل سعر الإسطوانة (12كيلوًا) قرابة 68 شيكل.
ويضيف لـ "الرسالة نت":" أوضاعنا الاقتصادية صعبة، بسبب شح الغاز الوارد عبر المعابر، وغلاء سعر الاسطوانة يدفع العشرات للتخلي عن الغاز أو التقليل من استخدامه بسبب أزمة الرواتب.
حلول مؤقتة
بدورها تحاول الجهات المعنية إيجاد حلول ترضي المواطنين وتقلل من حجم الأزمة لديهم بحسب محمد العبادلة عضو مجلس إدارة جمعية أصحاب شركات البترول في غزة ، مشيرا إلى أن الاحتلال لازال يقلص حجم الكميات الواردة للقطاع ، كما أن السلطة وحكومة التوافق تلتزم الصمت إزاء هذه الأزمة، وتكتفي وإلقاء اللوم على (إسرائيل).
و أكد أن أزمة الغاز مازالت مستمرة والكميات التي تدخل عبر معبر "كرم أبو سالم" تكفي فقط لـ 40% من احتياجات القطاع.
وقال العبادلة لـ، إن الهيئة تعمل حاليًا بنظام الطوارئ، والذي يتمثل بتعبئة نصف الاسطوانة (6كيلوات)، مشيرًا إلى أنه سيستمر حتى شهر يونيو المقبل.
واعتبر أن هذه الحلول "مؤقتة" ولا ترضي المواطنين، مضيفًا أن تعبئة نصف الاسطوانة خفف من حدة الأزمة، حيث أصبح الغاز متواجدًا في جميع البيوت وإن كان بكميات ليست كافية.
بدوره، فإن نظمي مهنا رئيس دائرة المعابر، قال إن الاحتلال أعطى موافقة مبدئية على وضع الخط إضافي في معبر كرم ابو سالم، متوقعًا البدء في العمل من خلاله بعد انتهاء الانتخابات في دولة الاحتلال.
وأشار إلى أن الهيئة حصلت على موافقة مبدئية من الاحتلال بغرض تزويد القطاع بخط إضافي لتزويد كميات من الغاز، كي تصل عدد الشاحنات يوميًا لـ20 شاحنة، بما يوفر تقريبًا 300 طن من الغاز يوميًا.
ويحتاج قطاع غزة يوميا من 450 إلى 500 طن يوميا من غاز الطهي فيما تورد السلطات "الإسرائيلية" أقل من 200 طن يوميا، بنسبة عجز تصل لأكثر من 200 طن تقريبا، وفي كثير من الأحيان تدخل السلطات "الإسرائيلية" 80 طنًا لأسباب غير معروفة.