لتجنيد جواسيس وجمع المعلومات

هجوم إسرائيلي عبر الانترنت والهواتف الخلوية

غزة- رامي خريس                     

تستعر الحرب الخفية في غزة, فتوقف الصواريخ وأزيز الرصاص لا يعني مطلقاً أن الهجوم على القطاع قد توقف ، إنما تتغير أشكاله ، وصمت المدافع يعني أن كتيبة مقاتلة أخرى تتقدم لإدارة حرباً من نوع مختلف ومعركة تدور بصمت ولكنه مخيف إلى درجة كبيرة.

"شو أخبارك أنا بدي أحكي معاك وأتعرف عليك " كانت هذه العبارات التي سمعها أحد الشبان من مدينة خان يونس بمجرد فتحه خط الجوال ، ولأنه ارتاب في الصوت (الناعم) الذي سمعه أغلق جواله بسرعة ولم يرد مرة أخرى بعد تكرار الاتصال فالرقم الذي يظهر على شاشة جواله من مصدر الاتصال غريب وأثار شكوكه.

كانت تلك إحدى أشكال الاتصال التي تنهال على شبان غزة والتي حذرت منها مصادر أمنية بدعوى أنها قد تكون من جهات مشبوهة أو بالأحرى من جهاز المخابرات الإسرائيلية " شين بيت" ، وبحسب المصادر فإن المخابرات الإسرائيلية لجأت مؤخراً إلى استخدام فتيات لاستدراج الشبان إلى الحديث بعد ما كانت المهمة مناطة بضباط المخابرات الذين كانوا يقومون بالاتصال الهاتفي على الشبان ومحاولة الحصول منهم على معلومات أو الإيقاع بهم إذا تسنى له ذلك.

أساليب مختلفة

وتعددت أشكال الاتصال وفحوى المكالمات ، ففي بعضها كان يكشف ضابط المخابرات عن نفسه ، ويبدأ بتهديد الشاب وتحذيره من أي ارتباط بفصائل المقاومة ، وأحياناً يواجهه بمعلومات كان الشاب يعتقد أنها خاصة .

وهناك اتصالات كانت بهدف الابتزاز والمساومة وهو ما حصل مع (ر) من جنوب القطاع الذي اتصل به شخص عرف نفسه على انه ضابط مخابرات إسرائيلي وقال له أنه يريد منه أن يزوده ببعض المعلومات مقابل أن يسمح لبنته المريضة المحولة للعلاج بالدخول إلى فلسطين المحتلة عام 48.

ومن بين الذين تحاول الاتصال بهم المخابرات الإسرائيلية أصحاب العثرات فهم كما ترى بعض المصادر الأمنية أضعف من غيرهم ويمكن ابتزازهم إذا تم مواجهتهم بما يخفونه من أسرار وفضائح.

ومع أن اتصالات المخابرات الإسرائيلية بدأت منذ فترة من الزمن إلا أنها في الأيام القليلة الماضية زادت بشكل كبير واتخذت أشكالا جديدة ، لاسيما بدء اعتمادهم بشكل كبير على أصوات الفتيات ، وذلك على ما يبدو أملاً منهم في محاولة التأثير على بعض الشبان في مقتبل العمر .

وبحسب مصادر أمنية فإن المخابرات الإسرائيلية تكون قد حققت نجاحاً بمجرد تعاطي الشاب في الحديث مع ضابط المخابرات سواء كان يتحدث بصوت رجل أو امرأة ، وهو ما يدفع الجهات الأمنية للتحذير من الرد على أي رقم غريب وإذا فتح الخط فترى تلك الجهات أنه من الواجب إغلاق الهاتف بمجرد معرفة المتلقي بأن الطرف الآخر هو المخابرات الإسرائيلية أو حتى إذا كان المتصل غريباً .

الانترنت

ولا تقتصر محاولات الاتصال بالجوال أو بالهاتف الأرضي وإنما تسعى المخابرات الإسرائيلية بالوصول إلى الشباب الفلسطيني بكل وسيلة ممكنة ومن بين تلك الوسائل الاتصال عبر الانترنت سواء من خلال محادثات "التشات" أو عبر موقع "الفيس بوك" ، حيث أفادت تقارير إعلامية أن (إسرائيل) كثفت نشاطها الاستخباري على شبكة "الفيس بوك" الاجتماعية بهدف تجنيد العملاء والجواسيس في فلسطين المحتلة، وخاصة في قطاع غزة.

وتعتمد الاستخبارات "الإسرائيلية" في ذلك على جمع المعلومات الشخصية التي تتم مشاركتها من قبل مستخدمي موقع "الفيس بوك" من الفلسطينيين، لاسيما عنوان البريد الإلكتروني وعناوين الاتصال الشخصية الأخرى، ما يسهل مهمة الاتصال بهؤلاء لاحقا، أو الضغط عليهم بوسائل معينة لتجنيدهم عملاء لدى الاستخبارات "الإسرائيلية".

ولا يبدو أن "الشاباك" باتصالاته سيستطيع تجنيد كل من يتصل عليه أو من يتعاطى بالحديث معه ولكن على ما يبدو فإن هناك سعيا للحصول على معلومات من غزة أياً كان شكلها فضلاً عن محاولتهم إشاعة حالة من الخوف لدى الموطنين وقد تكون حملة الاتصالات لها ارتباط وثيق بحملة الأخبار الكاذبة التي يجري بثها في قطاع غزة  وصولاً إلى تلاشي حالة الأمن والاستقرار وهكذا يسعون إلى تحقيق هدف طالما حلموا بالوصول إليه.

 

 

 

 

 

 

البث المباشر