يتسبب استمرار اغلاق معبر رفح البري الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، منذ أكثر من أربعة شهور إلا لأيامٍ معدودة استثنائياً، بأزمة خانقة لسكان القطاع الذين تعطّلت مصالحهم المختلفة.
إغلاق المعبر لم يؤثر فقط على أصحاب الإقامات أو الطلاب الذين يدرسون خارج القطاع، بل تعدّى الأمر ليطال شركات الحج والعمرة العاملة في القطاع، والتي يقدر عددها بـ 77 شركة تعمل في هذا المجال.
وكانت السلطات المصرية قررت اغلاق معبر رفح البري اعتباراً من الخامس والعشرين من أكتوبر العام الماضي، في أعقاب اعلان مجلس الدفاع الوطني برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حالة الطوارئ بسبب الأحداث الأمنية الأخيرة في سيناء.
وحُرم حتى الآن نحو 7500 مواطنًا من قطاع غزة، مسجلين في قوائم شركات الحج والعمرة منذ شهر ديسمبر الماضي، من السفر لأداء مناسك العمرة في الديار الحجازية، حسبما أكد لـ رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة عوض أبو مذكور.
وأوضح أبو مذكور أنهم بانتظار الفرج، مؤكداً وجود مساعٍ حثيثة من الرئيس محمود عباس ووزارة الأوقاف والشئون الدينية وكل الأطراف ذات العلاقة، من أجل فتح المعبر أمام المعتمرين، لكنها تبقى وعودا في انتظار التنفيذ وتزويد الشركات بالمواعيد وأعداد الذين سيتم سفرهم لأداء العمرة.
ورغم وجود تطمينات من إمكانية فتح المعبر، إلا أن رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة يخشى فشل الموسم لهذا العام، قائلاً "موسم العمرة أشهر معدودة ونخشى أن ينتهي الموسم دون أن يسافر المواطنون لأداء المناسك".
ولم يتم تسيير أي رحلة عمرة منذ بداية الموسم في الخامس من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي والذي يستمر حتى شهر رمضان المبارك.
وطالب أبو مذكور الجمهورية المصرية شعباً وحكومةً أن تفتح معبر رفح أمام أهالي قطاع غزة، مؤكداً أن المصريين والفلسطينيين شعب وجسد واحد ولا يمكن خنق القطاع أكثر من ذلك.
وقال أبو مذكور إنّ استمرار إغلاق معبر رفح يكبّد الشركات خسائر مالية باهظة، بعدما كان من المقرر أن يسافر خلال الشهور الثلاثة الماضية، نحو خمسة آلاف معتمر عبر المعبر، بمعدل أربع رحلات في الشهر الواحد.
من جهته، وصف عيد حنيف -رئيس مجلس إدارة شركة حنيف للحج والعمرة- أوضاع الشركات بالمؤسف جداً والصعب، نتيجة استمرار اغلاق المعبر أمام موسم العمرة لهذا العام، مطالباً بضرورة فتحه لسفر المواطنين المسجلين للعمرة.
وقال حنيف لـ إن شركته ستخسر ما قيمته 200 ألف دولار، في حال فشل موسم العمرة، مشيراً إلى أن الشركة استأجرت عددا من الفنادق في المملكة السعودية لإقامة المعتمرين أثناء أدائهم مناسك العمرة.
ولا يبقى أمام المواطنين وشركات الحج والعمرة سوى انتظار إعلان الجانب المصري عن موعدٍ لفتح معبر رفح كي يتم ختم جوازات سفرهم وانطلاقهم إلى الديار الحجازية لأداء مناسك العمرة هناك.