ابتزاز المرضى احد أشكاله

الداخلية :عمليات الإسقاط التي يمارسها الاحتلال جريمة حرب

اعدام احد العملاء المتورطين مع الاحتلال الاسرائيلي
اعدام احد العملاء المتورطين مع الاحتلال الاسرائيلي

غزة –الرسالة  

  بعد ثلاث ساعات من الانتظار والترقب استدعى ضابط الشاباك المريض حسن إلى غرفة المخابرات الصهيونية وسط استقبال لطيف للمريض في معبر (بيت حانون/إيرز)، حيث بدأ الثعلب بابتزاز حسن الذي كان ذاهبا لأخذ تصريح العلاج داخل الأرض المحتلة.

حسن طالب ماجستير علاقات دولية يعاني من ضعف في عضلة القلب وضيق في التنفس، حولته وزارة الصحة ليخضع لعملية جراحية.

وبعد أن راوغ حسن الشاباك بإعطائه تصريح الدخول لإجراء العملية مرات ومرات، رأى أن وقت ابتزازه والضغط عليه قد حل ليتعاون معهم ضد أبناء شعبه ووطنه، حيث بدأ معه ضابط الشاباك بسؤاله عن اسمه وعمره وهل هو متزوج، وعما إذا كان محتاجا ماديا، مستمرين في لغتهم الخبيثة التي لا تتغير والتي يحاولون من خلالها إيجاد نقطة ضعف للشخص الذي أمامهم.

 ولم ينجح ضابط المخابرات بعد محاولات عديدة مع المريض حسن في ابتزازه واسقاطه رغم ما يعانيه المريض من ألم، ورغم عرضهم له جميع المغريات من مال ورحلة علاج وتوفير للراحة الكاملة وعرضهم عليه وليمة غداء بعد رحلة العلاج المتوقع نجاحها الناجحة بتل أبيب.

** جهات رسمية وحقوقية تستنكر

 واعتبرت جهات رسمية وحقوقية أن استخدام الاحتلال الصهيوني لأساليب إسقاط وابتزاز للبعض من أبناء الشعب الفلسطيني بهدف تجنيدهم في الطابور الخامس العامل لدى دولة الكيان أمر واقعي ولا لبس فيه، مشددين أن ذلك يتنافى مع الأعراف والتقاليد والقوانين الدولية المتعارف عليها

وأكد م. إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية أن الوزارة عملت على تجهيز عدد من التدابير الأمنية التي من شأنها تضييق الخناق على المشبوهين بتعاملهم مع الاحتلال الصهيوني، مشددا أن الأجهزة المختصة بالوزارة تعمل ليل نهار للكشف عمن يتوصل مع المخابرات الصهيونية.

وقال الغصين في تصريح لموقع وزارة الداخلية: "تقوم الأجهزة المختصة بالوزارة باستفسار روتيني مع الشخص القادم من الأرض المحتلة لمعرفة بعض الأمور التي من الممكن أن يستخدمها الشاباك الصهيوني للايقاع بالشخص الذاهب عندهم بسبب علاج أو عمل" .

 وأضاف: " من يثبت تورطه أو يتم الاشتباه فيه بتعامله مع الاحتلال يتم التعامل معه بالشكل القانوني ويأخذ جميع حقوقه القانونية والانسانية وهذا ما شهدت به جل الجمعيات الحقوقية والانسانية العاملة في قطاع غزة في تقاريرها المكتوبة عن عمل وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية في قطاع غزة" .

 وفي سؤالنا له عن أسباب وقوع بعض من الناس في شراك المخابرات الصهيونية من خلال تعامل الأجهزة الأمنية في الوزارة مع هذه الشريحة، أوضح الغصين أن هناك عدة أسباب منها الفقر المتقع الذي يحيط بالشخص يصاحبه جهل علمي وثقافي، أو أن يكون الشخص في سن المراهقة فيبهر بالعروض الصهيونية من مال ومغريات، أو اسقاط جنسي أو استغلال لحالة مرضية.

 ** الإسقاط بعدة أشكال

 وقال أبو عمر عطا الله مدير عام القضاء العسكري أن عمليات إسقاط المواطنين الفلسطينيين عن طريق المخابرات الصهيونية تأخذ عدة أشكال فمنهم من يبتز عن طريق المال أو الدراسة حين سفره للخارج ومنهم من يتم استغلال مرضه ومحاولته استكمال مرحلة العلاج داخل الأرض المحتلة وتقوم المخابرات بمحاولة تجنيده.

وأضاف: " تقوم المخابرات الصهيونية أيضا باستخدام أساليب قذرة منها الإسقاط الجنسي والمخدرات وأساليب أخرى لا تقبلها الأعراف ولا القوانين الدولية، وهو يتم لضعاف النفوس داخل شعبنا الفلسطيني، والحمد لله أنهم قلة" .

 وأكد عطا الله أن الشعب الفلسطيني شعب مقاومة والثلة المحسوبة على ضعاف النفوس هي قليلة جدا ولا يمكن ذكرها بالنسبة للدول الأخرى التي تم استعمارها وما زالت مستعمرة حتى الآن، مشيرا أن تلك مراقبة الوضع من قبل الأمن الفلسطيني لهذه الثلة وتضييق الأمر عليهم وعلى أعمالهم ساهم بشكل كبير على اضمحلال نشاطهم .

 وعن طبيعة الأحكام التي تقع بحق المتهمين في هكذا جرم وهل كلهم يتلقون أشد العقوبات، قال عطا الله: "الحكم يصدر حسب الجرم المرتكب فلا يمكن أن نشبه المجرم الذي ساهم في قتل المقاومين وكان سببا في استشهادهم وتسليمهم للاحتلال وبين شخص تم ابتزازه بالمال أو الدراسة أو المرض ولم يقدم إلا اليسير فكل له عقاب ويؤخذ بعين الاعتبار عملية الابتزاز ومدى تأثيرها في المتهم"

 وأوضح مدير عام القضاء العسكري أن جميع المتهمين يأخذون حقهم في الدفاع عن أنفسهم ويأخذون كامل الحقوق القانونية المعطاة لهم .

 ** نعمل كل الجهد والرد محبط

 من جانبه أكد خليل أبو شمالة الحقوقي الفلسطيني أن المؤسسات الحقوقية والإنسانية العاملة في الأراضي الفلسطينية تعمل ليل نهار لفضح جرائم الاحتلال والذي يعتبر الابتزاز والإسقاط جزءا منها، حث تم شرح ذلك للجنة الدولية المبعوثة من الأمم المتحدة والت تعقد اجتماعا سنويا في القطاع.

 وقال أبو شمالة: " سنذهب الأسبوع القادم إلى القاهرة حيث سيكون لنا اجتماع مع لجنة دولية من الأمم المتحدة متعلقة بالشأن الفلسطيني والجرائم الصهيونية المرتكبة بحق المواطن الفلسطيني ونحن جهزنا ملف الابتزاز والإسقاط الذي تمارسه مخابرات الاحتلال الصهيوني" .

 وأضاف: " موقفنا مما تفعله المخابرات الصهيونية موقف القانون الدولي حيث تعتبر هذه جريمة حرب لا تسقط بالتقادم وكل من يرتكبها يجب أن يحاكم على أنه مجرم حرب" .

 وفي سؤالنا له إذا ما كانت الإجراءات التي تجري كافية لردع المخابرات الصهيونية أو الكيان من عمل جرائمه بحق المواطنين الفلسطينيين، قال أبو شمالة: "نشعر بحالة من الإحباط أحيانا من ردود المجتمع الدولي، فبعد وقف إطلاق النار والعدوان الصهيوني على قطاع غزة، جاء أكثر من عشرة آلاف زائر إلى القطاع منهم حقوقيون ممثلون عن منظمات أهلية وإنسانية ومراقبون دوليون ولكن دون نتائج على أرض الواقع ودون وقف ولو جزي وبسيط للجرائم الصهيونية بحق المواطن الفلسطيني" .

 وأوضح الحقوقي الفلسطيني أنه ومن معه في المنظمات الحقوقية يقومون بواجبهم ولن يفقدوا الأمل في تغيير الواقع الإجرامي الصهيوني والأمل في تشكيل رأي عام عالمي ضد الجرائم الصهيونية.

 ** عوامل الوقوع في العمالة

 وفي ذات السياق أكد د. فضل أبو هين الأكاديمي في علم النفس أن طبيعة البيئة الذي تربى بها الشخص ضعيف النفس لها أثر في انزلاقه في مستنقع العمالة، فمثلا حينما يكون ذلك الشخص في أسرة فقيرة وتغدق عليه المخابرات الصهيونية بطريقة أو بأخرى بالمال وهو صغير السن وفي سن المراهقة فسيبهر بذلك المال، مشيرا أن الإسقاط الجنسي يندرج تحت نفس المثل.

 وأوضح أبو هين أن البيئة أيضا ليست مقياس أساسي فالتربية لها دور كبير، سواء أكانت التربية في البيت أو المدرسة أو حتى في الحي، وأيض يتعلق الأمر برفاق السوء أو الرفاق الذين يجرون الى الاصلاح، وهذا ما يفسر رفض البعض والذي يتعرضون للموت بسبب المرض حتى وإن كان محتاجا ماديا العمل لدى جهاز الشاباك الصهيوني.

 واعتبر ابو هين أن استخدام الاحتلال ومخابراته أساليبا عدة لإسقاط ضعاف النفوس يعتبر جريمة بحق النفس البشرية يجب إيقافها ووضع حد لها من قبل الجهات المسئولة .

 

البث المباشر