عاد مصطلح "الإسرائيلي القبيح" إلى الإعلام العبري بقوة، في الآونة الأخيرة، إثر تسجيل عدد من الفضائح التي ارتكبها "إسرائيليون" بوتيرة متقاربة، في "إسرائيل" وخارجها. كما أُطلقت حملة على "فيسبوك" بهدف محاربة المواقف والحوادث الناجمة عن سلوكيات مخزية.
"الإسرائيلي القبيح" بحسب ما اصطلحت عليه وسائل الاعلام "الإسرائيلية"، هو ذلك الذي يتورط بحوادث أو يقوم بسلوكيات مرفوضة، من شأنها الإساءة لصورة "الإسرائيليين"، وعادة ما تكون هذه الحوادث موثقة، وأحيانا تتضمن أبعاداً عنصرية.
قبل أيام قليلة، تناولت وسائل الاعلام "الإسرائيلية"، وشبكات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، تظهر فيه سيدة "إسرائيلية" وهي تكيل الشتائم لرجل يلاعب أطفاله، ولسيدة أخرى، وتشتم أمها وتتلفظ بألفاظ نابية في حديقة عامة لألعاب الأطفال، وتحاول طردها من المكان.
وفي نفس الاسبوع، اعتدى "إسرائيليون" على موظف في أحد الفنادق في إيلات، بعدما ركن أحدهما سيارته بموقف مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، ومن دون موافقة من الفندق، الذي قامت إدارته بإغلاق غرفة النزيل حتى يُخرج سيارته.
حادثة أخرى، وقعت أواخر شهر فبراير/شباط الماضي على متن طائرة تابعة لخطوط إحدى الشركات "الإسرائيلية" (يِسرا إير)، كانت متجهة الى مدينة فارنا في بلغارية. فقد طلبت سيدة "إسرائيلية" من أحد المضيفين على متن الطائرة، شراء لوح شوكولاتة، في حين كان مشغولاً ببيع مسافر آخر. لم تصبر وبدأت تصرخ وتكيل الشتائم لمضيف الطيران، وانضم اليها أقارب وأصدقاء. وتخلل الصراخ عبارات عنصرية أيضاً، عندما قالت إحدى المشاركات بشتم المضيف: "بِعها الشوكولاتة. لماذا لا تبيعها هل هي عربية؟".
في موقف آخر، داخل مستشفى "رمبام" في حيفا، اعتدت سيدة "إسرائيلية" على ممرض عربي من فلسطينيي الداخل قبل أكثر من شهر، وسكبت الشاي الساخن عليه، بزعم أن الطاقم لا يقوم بخدمة المرضى، علماً ان المستشفى كان في حينها يشهد كثافة كبيرة، مما يعيق عمل الطاقم ككل وليس أحد افراده فقط.
بعض الفضائح تخللتها عنصرية ضد العرب، وبعضها طالت "الإسرائيليين" أنفسهم، بين شرقيين وغربيين. ويظهر ذلك في التعليقات على الأخبار التي انتشرت في المواقع الالكترونية أو مواقع التواصل، حيث يتهم بعض المعلقين هذا الطرف او ذاك بالإساءة لصورة الإسرائيلي.
لكن هناك تعليقات كثيرة أخرى كتبها "إسرائيليون"، تشير إلى أن مثل هذه الحوادث والمواقف السيئة، لم تعد سلوكيات فردية في المجتمع الإسرائيلي، وإنما موجودة بكثرة لدى جزء كبير من "الإسرائيليين"، ومتأصلة فيهم.
وتدعو صفحة "نحارب الإسرائيلي القبيح" على "فيسبوك"، الإسرائيليين إلى توثيق الفضائح والمواقف المخزية ونشرها على الصفحة، لفضح الأشخاص المتسببين بها، سواء خلال رحلة أو خلال سلوكيات في الحياة اليومية، وفي مختلف المجالات والمؤسسات والمرافق العامة وغيرها.
ويعتقد القائمون على الصفحة أنهم يساهمون بذلك بالحد من السلوكيات السلبية، لأن "الإسرائيليين" سيدركون أنهم مراقبون.
وتطالب الصفحة مختلف الشركات والمؤسسات بعدم تقديم الخدمات، لمن يتورطون بأفعال من هذا النوع، كما تطالب الجهات الحكومية "الإسرائيلية"، بسن قوانين صارمة لمحاربة الظاهرة.