قائمة الموقع

القاهرة تغزل ثياب المصالحة بمقاييس دولية ؟

2010-04-13T16:54:00+03:00

غزة- ياسمين ساق الله (الرسالة نت)               

قال محللون سياسيون أن ملف المصالحة الفلسطينية بات رهينة للشروط الأمريكية والرباعية الدولية , مؤكدين في أحاديث منفصلة مع "الرسالة" أن القيادة المصرية والأطراف الفلسطينية يتعرضون لضغوط خارجية لتحقيق المصالحة وفقا للمقاييس الدولية وليس وفقا للمصالح الوطنية .

وكانت صحيفة الأيام اليومية قد كشفت أن القاهرة وافقت على تعديل ورقة المصالحة مقابل قبول حماس بشروطها الجديدة المتمثلة بالموافقة على  المبادرة العربية وعلى الاعتراف بحدود 4 يونيو (حزيران) 1967 وحل الدولتين.

ليس بالجديد

أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الهولندية بجنين د. أحمد قطامش  أكد أن النظام المصري مرتهن بالسياسة الأمريكية  , قائلا:" بالتالي يسعى لتطويع الحركة الفلسطينية للتماشي مع مسار التسوية فيخلق الشروط الجديدة للتوافق مع مشروعه وليس مشروع القضية الفلسطينية ".

في حين اعتبر المحلل السياسي هاني البسوس  حديث مصر عن المصالحة في الآونة الأخيرة وربطها بالشروط  الأمريكية و الرباعية ليس بالجديد بل منذ الانتخابات الأخيرة التي شهدتها الساحة الفلسطينية  , قائلا:" مصر والأطراف الفلسطينية  يتعرضون لضغوط قوية  كي تتم المصالحة وفقا للشروط الخارجية". 

وأضاف قطامش :" حديث مصر حول المبادرة العربية لا يخدم القضية والمصالحة لذا الجهد المصري لا يفيد القضية الوطنية الفلسطينية , فتحقيق المصالحة بات اليوم مرهون بالتوصل لقواسم ميدانية وليس لوحدة سياسة فلسطينية ".

بينما قال البسوس :" مصر و الأطراف الفلسطينية يتعرضان للضغوط الخارجية وان كانت ضغوط غير مباشرة لذا تحاول الضغط على حماس بالقبول بالمقاييس الدولية التي ستفرض على الشعب من قبل أمريكا  والرباعية ", منوها انه في حال حدثت المصالحة فإنها ستتم  بموافقة مصرية  .

 وذات السياق يضيف قطامش:" شروط مصر تهدف لتطويع المقاومة في غزة وليس للوحدة".

 

مقاييس

وتساءل أستاذ العلوم السياسية قطامش , إذا كانت مصر تريد مصالحة حقيقية فلماذا لم تفتح الحدود؟ وقال:" مصر تتحدث عن مصالحة لكن ما شروط تحقيقها , فنجد أنها تريد  تطويع الحلقة الفلسطينية  ضمن الشروط الأمريكية والرباعية وتطبيع النظام العربي الرسمي مع إسرائيل ".

وأكد المحلل السياسي البسوس أن ما تتحدث به القيادة المصرية بين الفينة والأخرى حول المصالحة يهدف لتخلى حماس عن المقاومة المسلحة والموافقة على كافة الاتفاقيات السابقة ,قائلا:" مصر تحاول أن تسير بنفس المقاييس الدولية التي وضعتها الويلات المتحدة الأمريكية بالتوافق مع الرباعية فالفيتو الأميركي بات واضحا خلال الأسابيع القليلة الماضية".

وتوقع قطامش فشل الجهد المصري في تحقيق المصالحة كونه غير مؤهل بلعب الدور الوسيط.

وفي السياق ذاته كان مصدر فلسطيني مطّلع ذكر لـ«الشرق الأوسط» أن اتصالات مباشرة تجري بين مستويات قيادية في حركة حماس ومسئولين ودبلوماسيين مصريين بهدف إحراز تقدم على صعيد المصالحة الفلسطينية وأن أطرافا عربية وفلسطينية كثفت في الآونة الأخيرة جهودها لإقناع حماس بالتوقيع على الورقة كما هي.

لا يوجد

حركة المقاومة الإسلامية حماس  نفت ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية والعربية بشأن عودة الاتصالات بين القيادة المصرية والحركة لدفع المصالحة, مضيفة :" لا يوجد اتصالات مع القيادة المصرية بخصوص ملف المصالحة  ولا جديد على صعيد هذا الملف , بل التواصل فقط يشمل قضايا معينة كالمعابر وهذا موقف غير مبرر من مصر ".

وقالت الحركة على لسان المتحدث الرسمي فوزي برهوم :" نحن بالحركة نسمع عبر وسائل الإعلام عن بعض الشروط والتصريحات المصرية لكن فعليا لم يصلنا من مصر أي شروط أو جديد فيما يتعلق بالمصالحة والورقة المصرية ", مؤكدا على أن موقف حماس ما زال ثابتا ولن يتغير بشأن المبادرة العربية والاعتراف بحدود 1967 وحل الدولتين .

ووجه برهوم في تصريح للرسالة تساؤلا , هل الهدف من المصالحة توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي أم للاعتراف به , قائلا:" لا يجوز حرف مسار المصالحة عن أهمية مواجهة الاحتلال الإسرائيلي  ".

وأكد المتحدث باسم الحركة أن ملاحظات حماس على الورقة المصرية ما زالت كما هي  ,

وأضاف برهوم :" المشكلة في المصالحة أن عباس وفتح لم يقدموا الحد الأدنى من أجواء الثقة لتحقيقها وأن فتح تتعامل مع المصالحة شكلا وليس فعلا ومضمونا ", متابعا:" مصر لم تبد اى مرونة جادة تلك الملاحظات وهذا موقف غير مبرر من  قبل القيادة المصرية ".

يشار إلى أن علاقة حماس بمصر توترت بعد رفض الحركة التوقيع على ورقة مصر للمصالحة، قبل أن تدخل القاهرة عليها تعديلات، وزادت حدة التوتر عقب مقتل جندي مصري في صدامات نشبت على الحدود مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي.

 

 

 

 

اخبار ذات صلة