أكد المتحدث باسم "حماس" حسام بدران، وجود بوادر إيجابية في موقف السعودية، التي قال إنها لاعب رئيس في المنطقة ودورها في غاية الأهمية.
وكانت أنباء ترددت عن زيارة مرتقبة لرئيس مكتب حماس السياسي، خالد مشعل، إلى السعودية.
وقال بدران في حديث لصحيفة التقرير السعودية: "نحن نرى بوادر إيجابية في موقف السعودية عمومًا، وكلنا أمل بأن يكون العهد الجديد انطلاقة نوعية في دعم القضية الفلسطينية، وأن يشمل تطورًا في العلاقة مع حماس".
وأضاف: "نحن معنيون بفتح علاقات مع كل طرف يمكن أن يدعم القضية الفلسطينية، وأن يساند حقنا في مقاومة الاحتلال"، مشددًا على قوة العلاقة بين حركته، وأي دولة إقليمية، لا يعني أن تكون على حساب العلاقة مع أي دولة أخرى".
العلاقة مع مصر
وفي شأن العلاقة مع مصر، اعتبر القيادي في حماس قرارات المحكمة المصرية مؤخرًا ضد حماس واعتبارها تنظيمًا إرهابيًا يضع علامات استفهام كبيرة حول إمكانية استمرار مصر في لعب أي دور في القضية الفلسطينية.
واستطرد "إذا أرادت مصر فعلًا أن تستمر بدورها في القضية، خاصة التفاوض غير المباشر، فعليها أن تعدل من مواقفها اتجاه حماس وأن تصلح الخلل الذي أحدثته قرارات المحكمة، ومعالجة حملات التحريض التي يمارسها بعض الإعلاميين ظلمًا وزورًا ضد غزة وحركة حماس، والشعب الفلسطيني عمومًا“.
وقالت الحكومة المصرية الأربعاء الماضي، إنها قدمت طعنًا على حكم محكمة الأمور المستعجلة القاضي باعتبار حماس وجناحها العسكري "منظمة إرهابية".
وأشاد الناطق باسم حماس، بزيارة وفد من حركة الجهاد الإسلامي الأخيرة إلى مصر، التي قال إنها "في محاولة لتخفيف التوتر الحاصل ما بين مصر وحماس، خاصة في أعقاب قرارات المحكمة المصرية ضد حماس".
كما تأتي زيارة وفد الجهاد -وفق بدران- "للبحث عن سبل لتخفيف الضغط على غزة والتقليل من المعاناة نتيجة الحصار وإغلاق معبر رفح".
وأكدت حماس لوفد الجهاد مسبقًا "ما يعرفه أصلًا من أن حماس لا تتدخل في الشأن الداخلي المصري، وأنها معنية بعلاقات طبيعية خدمة لمصلحة شعبنا العليا، خاصة في غزة".
ونفى وجود أي تقدم في موضوع التفاوض غير المباشر مع الاحتلال "الإسرائيلي" بشأن التهدئة في غزة، والتي ترعاها مصر كوسيط.
وأشار إلى خرق الاحتلال المتكرر للتهدئة، والتي كانت آخرها جريمة اغتيال أحد الصيادين الفلسطينيين في بحر غزة.
وعبّر بدران عن أسفه لصمت مصر على هذه الخروقات، قائلًا: "للأسف نحن لا نرى أي تحرك من مصر بصفتها الراعية والوسيط، والاحتلال يخرق التعهدات دون أن يحسب حسابًا لرد فعل مصري".
تحذير من انفجار غزة
وتطرق بدران في حديثه للتقرير، إلى عملية إعمار ما دمره الاحتلال في عدوانه الأخير على غزة، موضحًا أن تأخر الإعمار سببه الأول الاحتلال الذي يتحمل المسؤولية الكبرى في تعطيل دخول المواد واللازمة، واستمرار الحصار الذي هو "أصل المشكلة".
وأضاف: " أن السلطة مقصرة وحكومة التوافق لا تقوم بواجبها في هذا الإطار، إضافة إلى أن غالبية الدول المانحة التي تعهدت بتقديم الدعم في مؤتمر القاهرة، لم تلتزم للآن بما تعهدت به".
ونوّه بدران إلى أن حماس قدمت ما يلزم من أجل سير الإعمار، ووافقت أن تكون حكومة التوافق هي المسؤولة عن الإعمار.
وأشار إلى أن الناس في غزة "تتحمل كثيرًا"، محذرًا من زيادة الضغط واستمرار الحصار وتأخر الإعمار، ومؤكدًا أنه "كفيل بتفجر الأوضاع، وهو أمر إن حدث فسوف يكون في وجه المحتل كما حدث سابقًا".وفق قوله.
واعتبر "التهديدات "الإسرائيلية" بشن عدوان جديد على غزة "ليست جديدة، وجزء منها مرتبط بانتخابات الكنيسيت المقرر إجراؤها بعد ثلاثة أيام".
وأكد أن هذه التهديدات "لا تخيفنا ولا تغير من مواقفنا، وشعبنا ومقاومته جاهزون لكل الاحتمالات"، متابعًا: "نحن لا نبحث عن حرب جديدة، لكن من حقنا الدفاع عن شعبنا في كل وقت وصد أي عدوان يمكن أن يتم".
وعن المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح، أوضح بدران أنه "لا جديد فيها، وهي معطلة بقرار من أبي مازن، وحماس قدمت كل ما هو مطلوب منها ابتداء من ترك الحكومة(...) لكن الطرف الآخر يرفض الالتزام بما وقع عليه".