غزة- أمين خلف الله- الرسالة نت
طرق مسامعي اسمها المرتبط بتحفيظ القرآن كثيرا، وشهرتها التي ذاع صيتها بين الكثير من الأهالي الذين أرسلوا بناتهم لحفظ القرآن عندها، فاسمها له وقع خاص في نفوس طالباتها، لأنها بمثابة أم حانية تأثيرها متواصل خلال جلسات التحفيظ.
إنها الشيخة لطيفة أبو حطب التي فقدت بصرها بعد أربعة شهور من تهجير والديها من قرية سطرية القبيبة عام 1948 .
لم تكن إعاقة الشيخة لطيفة حائلا أمام طموحها بل بدأت رحلتها مع العلم بعد ذهابها مع صديقتها إلى المدرسة.
الإعاقة لم تكن عائقاً
تقول الشيخة لطيفة لـ "الرسالة نت" :"مربية الصف الأول شجعت والدتي على حضوري مستمعة، بعد أن فشلت عائلتي في تسجيلي.
بقيت الطفلة لطيفة مستمعة في الصف الأول الابتدائي تساعدها زميلاتها في كتابة وقراءة دروسها ، وانتقلت لمعهد المكفوفين بعد أن أنهت الثانوية العامة، لتلتحق فيما بعد بمعهد فلسطين الديني بغزة وتخرجت فيه بالمرتبة الأولى في الدراسات الإسلامية.
الإصرار على مواصلة التعليم كان دائما نصب عينيها ، وسافرت لإكمال تعليمها إلى الأزهر في مصر بالرغم من معارضة الكثير من أقاربها.
تقول:"لم يحرمني والدي من التعليم فأرسلني لأزهر مصر، ووجدت فيه الكثير من العلم ورزقني الله بزميلات وقفن معي، كما تأثرت بالأستاذ محمد أبو النور الذي كان له فضل في حبي للقرآن الكريم بعد الله".
وتضيف: "كنت أحب الاستماع للغناء كثيرا وكنت أحفظ أغاني أم كلثوم والكثير من المطربين في ذاك العصر، فعرفت أن الغناء حرام من محاضرات أبو النور، ومنذ تلك اللحظة ارفض الغناء أو حضور الأعراس بعد أن انعم الله علي بنعمة القرآن".
واعظة ومحفظة
وتابعت لطيفة: أردت أن أكمل الماجستير إلا أن اتفاقية كامب ديفيد حرمتني من التعليم المجاني الذي كان لمصر دور بارز فيه، فرجعت إلى غزة وشرح الله صدري لإعطاء دروس الوعظ والإرشاد وتحفيظ القران في مساجد خان يونس في ظل ندرة الواعظات المتعلمات.
توقفت الشيخة لطيفة من استعراض ذكرياتها عند أواخر مايو من عام 1995عندما تم اعتمادها كأول محفظة في القطاع .
وتقول:" انشئ أول مركز تحفيظ للفتيات في مسجد بلال في خان يونس وعينت كأول محفظة في القطاع وتخرج من هذا المركز أكثر من مائة حافظة بحمد الله تعالى كانت أشهرهن الأخت آلاء أبو سمرة التي فازت بمسابقة حفظ القران العالمية التي حدثت في الشارقة والأخت محفوظة المصرى التي مثلت فلسطين في مسابقة حفظ القران في ماليزيا.
وتضيف الشيخة:"لا ابخل على البنات بالنصيحة في كثير من أمورهن ، أما التحفيظ فلا مجال فيه للمزاح رغم أنني امزج دروسي باللطائف من الحديث تشجيعا لهن على الحفظ والمثابرة".
وتابعت:" قبل أن تلتحق أي أخت بجلسات التحفيظ يجب أن اسمع قراءتها شخصيا وبعدها أعطيها دروسا يوميا يتم مراجعتها وتختبر فيها وبعدها يتم الانتقال للسورة التي تليها".
ورغم صعوبة تحصيل الطالبات في رمضان بسبب المدارس وما فيها من مناهج ضخمة ومرهقة جدا تسعى الشيخة لطيفة إلى رفع مستوى الحافظات من خلال المتابعة الشخصية والحثيثة .
وفي عطاء متواصل تعيش الشيخة لطيفة مع كلام الله تعالى في غرفتها في بيت أهلها بعد رحلة عطاء وتواصل لم يكن للزوج والأطفال فيها مكانا .
وتضيف: "لقد انعم الله علي وأبدلني عن كل ذلك بنور القران أعظم النعم ويكفيني أنني ادرس اشرف العلوم قاطبة".
يبدأ يوم الشيخة لطيفة بقيام الليل وينتهي باستراحة قصيرة ما بعد الثانية ظهرا، لتواصل بعدها دورة تعليم الفتيات، وتراجع للطالبات ما حفظن بالأمس.