قائمة الموقع

ثورة هادئة .. الضفة تخنق بأيد فلسطينية

2009-09-07T09:51:00+03:00

جيش الاحتلال: حيث تعمل السلطة أكثر نعمل أقل

باسم عبد الله ابو عطايا

اعلان عباس انه لن يلتقي رئيس وزراء دولة الاحتلال وإصراره على الحديث عبر وسائل الاعلام عن مقاطعة حكومة اليمين المتطرف فى "اسرائيل", لم يكن الا للاستهلاك المحلى ومحاولة لخداع العقل الوطني الفلسطيني, والالتفاف على المقاومة التي تضرب بيد من حديد فى الضفة الغربية صباح مساء.

ما يجري فى الضفة المحتلة جرائم بكل معنى الكلمة يقودها الجنرال الامريكى كيث دايتون بعد ان جند تحت امرته مجموعة من المتعاونين الذين يمارسون دور رؤساء للاجهزة الامنية بتوجيهات من محمود عباس و سلام فياض اللذين يصران على الالتزام بتنفيذ كل الالتزامات الامنية الخاصة بخارطة الطريق، التى ألزمت رئاسة السلطة بمحاربة المقاومة وضرب بنيتها التحتية؛ مقابل وعد بـ"إمكانية قيام دولة فلسطينية".

وقد شكلت احداث قلقيلية ذروة التعاون الأمني مع دولة الاحتلال ليس من ناحية التنسيق فقط وانما العمل بشكل واضح وعلني ودون خجل .

دايتون يتفاخر

تفاخر دايتون بما اوصل سلطة رام الله واجهزة عباس اليه من تعاون وتنسيق بل وقتال نيابة عن جيش الاحتلال وتبرير جرائمهم احيانا اخرى كثيرة . ففى خطابه الذى ألقاه في ندوة لمعهد واشنطن، تحت عنوان "السلام من خلال الأمن" قال أن التنسيق الأمني بين (إسرائيل) والسلطة منع انتفاضة ثالثة ".

 ونقل عن ضابط "إسرائيلي" وصفه بأنه "كبير ومتشدد ومسئول مباشرة عن أمن (إسرائيل) قوله: "التغيير بين الرجال الفلسطينيين الجدد كان معجزة، جيلي نما مع الانتفاضات والآن لدي الأمل في أن أطفالي لن يواجهوا الشيء نفسه"، في إشارة إلى تعاون أجهزة أمن رئيس السلطة منتهي الولاية محمود عباس مع الاحتلال.

هذا التوصيف ليس فقط خطابا يتباهى به دايتون او كلاما مبالغا فيه انما هو حقيقة يشعر بها جيش الاحتلال واقعا على الارض فقد كتب عاموس هارائيل فى هارتس مطلع الاسبوع الماضي تحت عنوان " الثورة الهادئة في الضفة المحتلة : تنسيق أكثر مع السلطة الفلسطينية وقتلى أقل" مستعرضا ما يحصل هناك في ظل أجهزة أمن عباس المدربة، وصراعها مع حركة حماس، وتراجع فعاليات الجيش الإسرائيلي مع تصاعد نشاط أجهزة الأمن التابعة للسلطة .

ويشير الكاتب إلى سلسلة من الوقائع كان من المتوقع أن تؤدي إلى إشعال "انتفاضات" في الضفة الغربية، بيد أن الهدوء ظل قائما، وبحسبه فإن ردود الفعل في الضفة كانت أقل بكثير من توقعات أجهزة الأمن الإسرائيلية.

القاتل صادق

يتناول الكاتب استشهاد محمد نايف، فتى فلسطيني يبلغ من العمر 14 عاما ونصف العام، وهو من مخيم الجلزون القريب من رام الله، مساء الإثنين الماضي بنيران جنود الاحتلال. ويدعي أن نايف ومعه فتى آخر قاما بإلقاء زجاجة حارقة باتجاه مستوطنة "بيت إيل"، وقام أحد جنود "كفير" بإطلاق النار باتجاهه. ويدعي التحقيق العسكري -الذي أجراه جيش الاحتلال مع نفسه- أن النار أطلقت باتجاه قدمي الفتى إلا أن الرصاصة أصابته في البطن، واستشهد لاحقا في أحد المستشفيات الإسرائيلية.

ويتابع الكاتب أن موت الفتى في مطلع شهر رمضان كان من المفروض أن يشعل عاصفة من المظاهرات وأعمال الاحتجاج في رام الله، ولكن ظلت المدينة هادئة. وفي الغداة هاتف مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية رئيس ما يسمى بـ"الإدارة المدنية" في الضفة الغربية، يوآف مردخاي. وقال المسؤول الفلسطيني: "في الجلزون يقولون إن الفتى لم يقم بإلقاء زجاجة حارقة". ورد عليه مردخاي بأن هذه الأقاويل كاذبة، وأن لديه صورا من موقع الحادث. ويرد عليه المسؤول الفلسطيني: "ما دمت تقول كذلك فأنا أصدقك".

وهذه -الثورة الهادئة- تم بناؤها بمتابعة من رئيس هيئة أركان الجيش غابي أشكنازي، ووزير الأمن إيهود باراك، ومؤخرا رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. وقد بدأ العمل بها من الأسفل إلى الأعلى، من الميدان وحتى المستوى السياسي. ويلخص أشكنازي ذلك بقوله: "حيث تعمل السلطة أكثر نحن نعمل أقل".

شهور عسل

حديث الإسرائيليين عن عباس وفياض بالرغم من ظاهر القطيعة يبدو اكثر حميمية واكثر ودودية فهم - كبار القادة في الجيش -  يتحدثون عن محمود عباس، سلام فياض، بمصطلحات لم يستخدم من قبل، حتى في "الأيام الحلوة والقصص عن آمال أوسلو".

ويمتدحون  توقف عباس وفياض عن استخدام "اللغة المزدوجة" بشأن العنف/ المقاومة، وتخفيضهما بشكل حاد "مستوى التحريض ضد إسرائيل" ويتحكمون بشكل وثيق بقوات الأمن لديهم.

وفي الوقت نفسه يجري تنسيق أمني وطيد ومتواصل بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام – الشاباك وبين أجهزة الأمن التابعة للسلطة .

عملية واحدة تكفى

ويشير الكاتب إلى أن الصعوبة القائمة حاليا هي في الحفاظ على ما أسماه "اليقظة العملانية" للجنود، وذلك خشية أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، وتندلع مواجهات عنيفة بشكل فجائي، مثلما حصل في انتفاضة النفق في العام 1996، والانتفاضة الثانية بعد 4 سنوات.

وفي إجابته على التساؤل: "هل سيؤدي تعزز قوة أجهزة الأمن الفلسطينية إلى توجيهها ضد إسرائيل يوما ما؟"، يقول إنه لا شك أن هذه الأجهزة مدربة ومنضبطة لقادتها وعتادها أفضل من السابق. وفي المقابل فإن إسرائيل تصر على ألا يتجاوز تسلحيها "أم 16". ويشير في هذا السياق إلى أن المدرعات الخفيفة التي تنتظرها السلطة منذ أكثر من عامين لا تزال عالقة في موسكو.

وينهي تقريره بالقول إن الجيش الإسرائيلي يدرك أن هذا الهدوء ليس مضمونا لفترة طويلة، إذ يكفي أن تقع عملية واحدة ينفذها فلسطيني ضد يهود، أو بالعكس مثلما حصل في مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل في العام 1994 التي نفذها الإرهابي باروخ غولدشتاين.

 

اخبار ذات صلة