لوحاتٌ وصور ملأها كبرياء وصمود المرأة، شكّلت معرضًا تحت اسم "امرأتان من آذار" لفنانتين من غزة، تظهران فيه تحدي الفلسطينية لأصناف المعاناة، وتغلبها على قسوة الظروف.
فنانتان جمعهما الدمار الناجم عن آلة الحرب "الإسرائيلية" الطاحنة، فإحداهما دمّر الاحتلال منزلها بما فيه من معدات تصوير ملكتها، والأخرى دُمّر مرسمها بما كان يحتويه من لوحاتٍ ورسومات، فكوّنتا بما أعادتا رسمه وتصويره معرضًا يجسّد كل ما يعانين الفلسطينيات منه.
المصورة علا طه، وزّعت صورها العشر بين جنبات قاعة المعرض المقام في أحد المطاعم غرب مدينة غزة مع لوحات زميلتها الفنانة التشكيلية هناء حمش، لتظهر من خلالها أهمية دور المرأة الفلسطينية بجوانب الحياة كافة.
تقول طه لـ"
": "هدفت من خلال صوري؛ المشاركة في المعرض لإبراز دور المرأة الفلسطينية واستمرارها في العطاء رغم ما تعانيه من أوضاعٍ صعبة سببها استمرار الحصار والحروب "الإسرائيلية" المتكررة على غزة".
وتُضيف: "مع شقاء الحياة وكدرها إلا أن المرأة الفلسطينية وخاصةً الغزيّة لا تزال تحتفظ بابتسامةٍ على وجهها، تستقبل بها ما تواجهه من صعاب، وهو ما تعمّدت إظهاره من خلال الصور التي أشارك بها اليوم".
المعرض شمل أيضًا على لوحاتٍ رَسمت نظرة العالم للمرأة الفلسطينية، شارك بها فنانون من الضفة والداخل المحتل وعددٌ من دول العالم كمصر واليمن وحتى الولايات المتحدة الأمريكية. جسّدوا خلالها عظمة الغزية وتحدّيها لقهر المحتل.
شهر المرأة
الفنانتان اتفقتا على تسمية معرضهما باسم "امرأتان من آذار"، لتزامنه مع مناسبتين عالميتين تختص بهما المرأة، وهما "يوم المرأة العالمي ويوم الأم"، بحسب الفنانة هناء حمش.
وتُضيف حمش لـ"": "أشارك في المعرض بعددٍ من اللوحات التي رسمتها بيدي لمحاكاة تضحية المرأة الفلسطينية في ظل ما تعانيه من مصاعب وآلام.. مُخفيةً أوجاعها التي تنمو معها كلها تقدمت بها السنين".
اللوحات العشر لحمش، امتزجت فيها الألوان الزاهية واللافتة، لتعكس من خلالها تحدي المرأة الغزّية أمام الحصار المفروض على القطاع منذ ثماني سنوات، والذي عطّل مناحي الحياة فيه.
ورغم تدمير الاحتلال لمرسم "حمش" خلال العدوان الأخير على القطاع، إلا أنها أعادت استصلاح ما استطاعت منه وصمّمت على رسم كل ملامح الوجع الناجم عن حقد الاحتلال وصبّه جام نيرانه على أهالي القطاع، فشاركت بعددٍ من المعارض بعد انتهاء الحرب.
وفي لفتةٍ من الفنانتين للتأكيد على أهمية تحقيق وحدة الصف الفلسطيني وتوحّد أبنائه، وضعتا صورتين للرئيس الراحل ياسر عرفات والشيخ المُربي أحمد ياسين المؤسس لحركة حماس، داعيتان إلى الالتفاف حول القضية الفلسطينية ونبذ الخلافات كافة.
وافتتحت هيفاء الآغا، وزيرة شؤون المرأة في حكومة الوفاق الوطني، المعرض يوم الأحد الماضي، موجهةً تحيتها إلى المرأة الفلسطينية بمناسبة "يوم المرأة العالمي"، والذي يصادف الثامن من آذار، و"يوم الأم" الذي يوافق الحادي والعشرين من الشهر نفسه.