طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من مجلس الأمن الدولي إصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يسمح لجميع الدول "الراغبة" بتقديم المساعدة الفورية لصد الحوثيين، وسط أنباء عن تحركات سعودية على الحدود اليمنية.
وأوضح الرئيس اليمني -في رسالة وجهها إلى أعضاء مجلس الأمن وحصلت الجزيرة على نسخة منها- أنه طلب من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى تقديم المساندة الفورية بكل الوسائل الممكنة بما فيها التدخل العسكري.
وقال هادي في رسالته إن كافة جهوده السلمية والمساعي التي بذلت قوبلت بالرفض من قبل من وصفهم بالانقلابيين الحوثيين، داعيا لتقديم المساعدة وبكل الوسائل الممكنة لردع ما وصفه بعدوان المليشيات الحوثية الوشيك على مدينة عدن.
وأضاف أن الحوثيين يواصلون عدوانهم على بقية المناطق مستخدمين الأسلحة التي سيطروا عليها كالطائرات، وقصفوا بها عدة مدن منها عدن.
وجاء في رسالة هادي أن هناك مخاوف من استغلال تنظيم القاعدة حالة عدم الاستقرار الراهنة لإثارة مزيد من الفوضى، مما يجعل البلاد تنزلق نحو مزيد من الصراع العنيف.
لكن دبلوماسيين في مجلس الأمن -وفق وكالة رويترز- قالوا إن أي اجتماع جديد حول اليمن ليس مقررا في هذه المرحلة.
وكان السكرتير الصحفي برئاسة الجمهورية اليمنية مختار الرحبي توقع أن يصل الدعم الخليجي إذا استمر الزحف الحوثي نحو عدن.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن الدعم الخليجي سيكون على شكل "طيران عسكري ودعم أسلحة ومعدات عسكرية للجيش اليمني الخاضع لسيطرة الرئيس هادي".
وقد نقلت رويترز أمس الثلاثاء عن مسؤولين أميركيين أن السعودية تحرك معدات عسكرية ثقيلة تضم مدفعية إلى مناطق قريبة من الحدود مع اليمن.
ويأتي الحشد العسكري بعد تقدم الحوثيين المدعومين من إيران صوب الجنوب بعدما بسطوا سيطرتهم على العاصمة صنعاء وسيطروا على مدينة تعز بوسط البلاد خلال مطلع الأسبوع بينما يقتربون من القاعدة الجنوبية الجديدة للرئيس هادي.
وقال مصدران بالحكومة الأميركية إن المدرعات والمدفعية التي تحركها السعودية قد تستخدم لأغراض هجومية أو دفاعية، في حين توقع مسؤولان أميركيان آخران أن يكون الحشد العسكري دفاعيا.
يأتي ذلك بعد ساعات من تأكيد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن الدول العربية ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية المنطقة من "عدوان" الحوثيين إذا لم يتم التوصل إلى حل سلمي للفوضى في اليمن. وقال إن دول الخليج العربية ستتخذ خطوات لدعم هادي.
وتأتي هذه التطورات المتلاحقة بعد يوم من تحذير المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر أمام مجلس الأمن من أن البلاد تتجه نحو حرب أهلية، وقد تتفتت إذا لم يتحرك المجتمع الدولي.
وفي الجلسة نفسها -التي تحدث خلالها بن عمر يوم الاثنين عبر الدائرة التلفزيونية- أبلغ المبعوث الأممي مجلس الأمن باختياره الدوحة للحوار اليمني، والرياض مكانا للتوقيع على أي اتفاق.
وقد أصدر مجلس الأمن بيانا بالإجماع أكد فيه دعم الرئيس اليمني في مواجهته مع الحوثيين، وتمسكه بوحدة اليمن.
غير أن الحوثيين رفضوا المشاركة في أي حوار خارج البلاد سواء في الدوحة أو الرياض، وقال الناطق باسمهم محمد عبد السلام إن نقل الحوار "لا يعنينا".