قائمة الموقع

مبادرة أوباما للسلام ..ميزان القوى يملي طبيعتها

2010-04-15T08:04:00+03:00

غزة _ رائد أبو جراد (الرسالة نت)

بعد نشر صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تصريحات لمسؤولين أمريكيين كشفوا فيها عن نية الرئيس باراك أوباما طرح مبادرة سلام الخريف المقبل، مبينة الصحيفة أن طرحها سيشكل تحولاً حاداً في طريقة التعامل الأمريكي مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قياساً بالطريقة المتبعة حالياً.

في هذا السياق رأى متابعون للشأن السياسي أن هذه المبادرات وغيرها من الأفكار التي تطرحها الإدارة الأمريكية الحالية لن تأتي بأي جديد وستقتصر على بعض التغييرات والكلمات والبنود التي اشتملت عليها جميع مبادرات السلام الأمريكية السابقة.

معنية بالتدخل

وأكد المحللون في أحاديث منفصلة مع "الرسالة" أن الآلية الأمريكية المتبعة في مبادرات السلام متعطلة الآن بسبب عدم استعداد الاحتلال الإسرائيلي للمفاوضات، موضحين أن إدارة اوباما باتت معنية بضرورة التدخل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي باتجاه فرض التسوية بأكثر فعاليةً وقرباً من السابق.

البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية استبعد اتيان المبادرة المطروحة بأي شئ جديد، مؤكداً أنها ستكون كسابقاتها من المبادرات مع تغيير في بعض التعبيرات والكلمات وترتيب البنود.

وقال قاسم:"الذي يملي طبيعة المبادرات بالنسبة للقضية الفلسطينية هو ميزان القوى، ما دام العرب ضعفاء لا حقوق لهم ".

وشاركه الرأي المحلل السياسي د.ناجي شراب بالقول:" لا تملك الإدارة الأميركية الحالية رؤية حقيقية متكاملة للسلام ".

وبين أنه في حال كانت هناك مبادرة ستكون امتداد للتي أطلقها الرئيس الأسبق بل كلينتون بعد فشل مفاوضات اتفاقية كامب ديفيد عام 2000مع بعض التعديلات عليها، معتقداً أنه من السابق لأوانه الحديث عن وجود رؤية أو مبادرة أمريكية للسلام.

أما المحلل السياسي طلال عوكل فأشار إلى أن جوهر السياسة الأمريكية يتوقف على المفاوضات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، موضحاً أن هذه الآلية الآن تتعطل بسبب عدم استعداد الاحتلال للتفاوض.

ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية باتوا مقتنعين بضرورة التدخل وعدم ترك الاتفاق للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي عبر مفاوضات ثنائية، مبينا أن هذا الطرح ليس بديلاً لتلك الرؤية إنما هو تدخل أكثر قرباً من الطرفين باتجاه "فرض تسوية" عليهم.

وعاد قاسم ليبين أن طرح موضوع المفاوضات غير المباشرة من جديد خلال هذه المبادرة لن يغير من الأمر شيئاً، مضيفاً:" هذه كلها فبركات إعلامية من أجل إعادة الفلسطينيين للمفاوضات، ومن الذي قال أن فريق السلطة أوقف المفاوضات طالما هناك تنسيق أمني ".

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية أنه لا فائدة من كافة المبادرات الأمريكية وأنها فقط تغيير عبارات ما زالت وستبقى بنفس الشئ، موضحاً أنه ما دام الوضع العربي والفلسطيني ضعيفا ستبقى الأمور على حالها ولن تتغير حتى في حال تغيرت الحكومة الصهيونية الحالية.

تنفيذ المبادرة !

وبين شراب أن المحك والاختبار يكمن في طريقة تنفيذ هذه المبادرة وهي مكملة لما طرحه كلينتون سابقا، وفي حال صدورها يبقى السؤال "هل تملك الإدارة الأمريكية تطبيقها بالقوة عبر أدوات النفوذ التي تمتلكها"، مستبعداً تطبيقها بالقوة.

وبخصوص طرح المبادرة لموضوع المفاوضات غير المباشرة من جديد قال عوكل:" لا يمكن وجود حل بدون مفاوضات، في النهاية سيكون هناك مفاوضات لكن على أي أساس ووفق أي شروط وآليات وما هي أهدافها، وجوهر السياسة الأمريكية في النهاية لصالح الاحتلال".

وبين أن "إسرائيل" تشعر بان وجود الدولة الفلسطينية يهدد مشروعها الصهيوني الذي قامت عليه، مشيراً إلى أن التركيز الآن من قبل الاحتلال على الضفة الغربية باعتبارها وفق الأبعاد الدينية أرض تحقق لهم الحلم اليهودي وبالتالي قيام دولة فلسطينية مرفوض بالنسبة للكيان.

وأوضح عوكل أن هذا التناقض في المواقف سيصل لمستوى يعبر فيه عن نفسه، وانه من الصعب العودة لسؤال من يقرر سياسة المنطقة، هل الاحتلال يملي سياسته أم الإدارة الأمريكية.

ويستبعد البروفيسور قاسم حدوث أي شئ جديد في الخريف المقبل كموعد محدد لطرح هذه المبادرة على أرض الواقع، مؤكداً أنه لا قيمة من طرحها سواء اليوم أو في الأيام المقبلة.

ويتوقع شراب أن تتعامل المبادرة المطروحة مع واقع الصراع وليس مع جذوره، مستطرداً:" أمريكا تلتزم بأمن وبقاء الكيان وأي رؤية لن تتعارض مع هذا الالتزام الأمني من قبل الولايات المتحدة".

وأوضح أن الأمر يتوقف على مكونات هذه المبادرة وأهدافها وعناصرها ومدى مصداقيتها وموضوعيتها ومدى ملامستها للقضايا المختلفة، مشيراً إلى أن هذه المعايير يمكن من خلالها الحكم على نجاح المبادرة من فشلها.

وتابع شراب:" فكرة اوباما حددت وقت الخريف بسبب مضي أكثر من عام على الأسلوب الجديد ولم ينجح شئ لكنه مرتبط بفرصة متاحة للإسرائيليين والفلسطينيين لكي يحضروا لاستقبال مبادرة من هذا النوع إضافة إلى علاقة الموضوع بالملف النووي الإيراني.

ورجح عوكل سعي الولايات المتحدة لتحقيق حل للصراع عبر إنهاء الاستيطان الذي يشكل جزءا من المشكلة، مبيناً رغبة الولايات المتحدة في انجاز تسوية بين الكيان والدول العربية تقوم بموجبها دولة فلسطينية.

الجدير ذكره أن خطة اوباما للسلام ترتكز على أسس خطة الرئيس السابق بيل كلينتون المطروحة في مؤتمر كامب ديفيد وخطوطها العريضة مضافاً إليها بعض التعديلات الضرورية لملاءمة التغييرات التي شهدها واقع المنطقة خلال العقد الماضي، وأعرب مستشارو أوباما عن تأييدهم لفكرة إعلان هذه المبادرة.

 

اخبار ذات صلة