قائمة الموقع

مقال: الانضمام للجنائية الخطوة الأولى والأخيرة أم لها ما بعدها

2015-04-02T06:49:32+03:00
مصطفى الصواف

الأول من نيسان (ابريل) نريده أن يكون يوم الصدق حتى نشيع التفاؤل بدلا من إشاعة جو من الكذب، ونقول بدلا من كذبة نيسان صدق الأول من نيسان لأنه يصادف الدخول الحقيقي لنا كفلسطينيين إلى الجنائية الدولية، التي طالب بها الكثير من الأخيار والغيورين من أبناء الشعب الفلسطيني، على أمل أن تكون البداية نحو تقديم قادة العدو الصهيوني إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم على ما ارتكبوا بحق الشعب الفلسطيني من جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، لم ترتكب على مدى تاريخ البشرية وكانوا في كل جريمة يهربون من نيل العقاب.

وأخير استجاب ولي الأمر سواء كانت هذه الاستجابة إرضاء لمطالب الغيورين وإن كنت أشك في ذلك أو كانت لأهداف سياسية تكتيكية أو إستراتيجية، المهم أننا فتحنا بابا للأمل يمكن أن يكون كابحا لجرائم الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني لأن من يأمن العقاب يسيء الأدب، والصهاينة أساءوا الأدب إلى ابعد الحدود لأنهم لم يجدوا من يردعهم ويقول لهم أننا سنتقدم بشكوى إلى محكمة الجنايات ضدكم على جرائمكم، وها نحن قد فعلنا الخطوة الأولى التي ستفتح الباب أمام الجميع لتقديم الشكاوى ضد هذا العدو المجرم.

الخشية أن تكتفي السلطة الفلسطينية بالاحتفالية التي أقيمت للتوقيع على انضمام فلسطين للجنائية الدولية بحيث يصبح دخولنا لهذه الاتفاقية شكليا لمجرد الدخول دون رفع قضايا او تقديم شكاوى ضد القادة السياسيين والعسكريين الصهاينة على ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية من باب المقايضة مع الاحتلال الصهيوني مقابل الإفراج عن الأموال المحتجزة أو إرضاء أمريكا والاتحاد الأوروبي وتقديم ما يغري هؤلاء بدعم السلطة والضغط على (إسرائيل)، من أجل تقديم ليونة في موقفها وتجمد الاستيطان حتى يكون ذلك مقدمة للعودة الى طاولة المفاوضات التي يؤمن بها محمود عباس على أنه الطريق الأوحد الموصل الى الدولة الفلسطينية.

الجميع ينتظر الخطوة القادمة بعد الانضمام إلى الجنائية الدولية والتي شكلت السلطة لجنة وطنية طويلة وعريضة وتضم العشرات من الأعضاء فيها حتى تجهز ملفات جرائم الحرب التي ارتكبتها ( إسرائيل ) في عدوانها على غزة عام 2014 وكذلك ملف الاستيطان، علما أن جرائم الحرب لم تقتصر على 2014 بل هناك جرائم في 2012 وجرائم في 2008 -2009 ، وسبقتها جرائم على مدى عشرات السنوات ولازالت ترتكب الجرائم بشكل يومي من الاحتلال الصهيوني في كل الوطن المحتل في القدس والضفة وغزة والنقب والجليل واللد والرملة ويافا وبقية المدن الفلسطينية.

نحن ننتظر أول قضية ترفع ضد المجرم نتنياهو على سبيل المثال والذي فاز للمرة الثالثة رئيسا لحكومة الاحتلال والذي نحاول إقناع العالم بالضغط عليه للعودة إلى طاولة المفاوضات على الأقل وفق الرؤية الفلسطينية، فهل يستقيم مقاضاته مع إمكانية التفاوض معه وهذا هو تخوفنا من أن يقف الأمر على الانضمام دون أن يكون لذلك أي أثر على ارض الواقع ويصبح الأمر كأنه لم يكن وأن يكون قرار الانضمام لا يساوي الحبر الذي كتب به ولا الاحتفال الذي أقيم لهذا الانضمام.

ومرة أخرى نعود للمثل الفلسطيني "المية بتكذب الغطاس" والمثل الذي يقول "يا خبر بفلوس بكره يصير ببلاش" وهناك الكثير من الأمثلة التي تشابه الحالة الفلسطينية القائمة والتي تجعلنا نتشكك في خطوات السلطة في كثير من الأمور، ونتمنى أن نخيب السلطة ظنوننا وأن تستثمر هذا الانضمام بما يحقق العدالة التي غابت لعشرات السنين، فغيابها شجع الاحتلال وقادته على ارتكاب مزيد من الجرائم.

اخبار ذات صلة