ستصل مطلع الشهر القادم

غزة بانتظار حملة تضامنية دولية تخترق الحصار من جديد

 

غزة- ياسمين ساق الله

تصل إلى قطاع غزة مطلع أكتوبر المقبل شخصيات سياسية وبرلمانية على مستوى العالم وخاصة أوروبا ضمن حملة "التضامن الدولية مع أطفال قطاع غزة" التي أطلقتها مؤسسة "شركاء السلام والتنمية البريطانية" بالتعاون مع اللجنة الدولية لفك الحصار عن غزة واللجنة الدولية لنصرة فلسطين.

مولود جديد

منسق الحملة والناطق باسمها على النزلي قال في اتصال هاتفي للرسالة :"إن الحملة تنطلق من الساحة الأوروبية تجاه غزة فهي ليست حملة لمرة واحدة بل جسم ومولود جديد يحمل اسم حملة التضامن الدولية مع أطفال غزة , حيث سيكون لها عمل مقابل من خلال ناطق ومنسق للحملة بغزة ", منوها أن هدف الحملة يكمن في إبراز قضية الأطفال والمعاناة والواقع الأليم للطفل الفلسطيني على كافة المستويات الاجتماعية والتعليمية والبيئية والنفسية .

وكانت مؤسسة شركاء السلام والتنمية البريطانية واللجنة الدولية لفك الحصار عن غزة أطلقت "حملة التضامن الدولية مع أطفال قطاع غزة" الذين يعانون جراء الحصار الإسرائيلي.

وتابع النزلى فيما يتعلق بأهداف الحملة: "تهدف الحملة لكشف الوجه الحقيقي للمحتل الإسرائيلي الذي يعرف نفسه أمام العالم الغربي بأنه دولة متحضرة راقية تحترم مفاهيم الأمن والآمان , إضافة إلى وضع العالم والمجتمع الدولي والمؤسسة الرسمية ليتحمل مسئولياته تجاه أطفال غزة ", مشيرا إلى أن الحملة يتقدمها مؤسسة شركاء السلام والتنمية البريطانية والحملة الدولية لفك الحصار وشخصيات اعتبارية سياسية برلمانية على مستوى العالم .

هذا وقد أكدت الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار عن غزة أن التحركات التضامنية مع الشعب الفلسطيني ستستمر ولن تتوقف رغم الاستهداف والتشديد المتواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

ماذا في جعبتها؟

ويؤكد الناطق باسم الحملة أن الحملة التي ستتضمن قرابة مائة شخص من الشخصيات السياسية والبرلمانية وخاصة من أوروبا ,مضيفا:" ستنطلق في نهاية الشهر لتصل مصر في 25 سبتمبر المقبل، حيث من المتوقع أن تصل للقطاع في السادس من أكتوبر القادم وذلك عبر معبر رفح الحدودي.

وكانت الحملة الفلسطينية الدولية أشارت خلال مؤتمر صحافي عقدته في ميناء غزة البحري بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوصول أول سفينة تضامنية دولية إلى شواطئ غزة في شهر آب/ أغسطس من العام الماضي إلى أن سفينة تضامنية محملة بكميات من الأسمنت والقليل من الأدوية ستتوجه إلى قطاع غزة منتصف شهر تشرين أول/ أكتوبر القادم.

وأشار النزلي إلى أن الحملة ستحمل مائة سيارة إسعاف اشتريت من مصر و375 سيارة كهربائية للمعاقين، إضافة لأغذية خاصة بالحساسية وغير ذلك من المعدات والمستلزمات الطبية التي نفدت من المستشفيات وبحاجة لها قطاع الأطفال"، مثمناً تلك الخطوة التضامنية ومشيداً بجهود تلك المؤسسات من أجل التخفف من معاناة الشعب الفلسطيني لاسيما الأطفال منهم.

وقد لوحظ في الفترة الأخيرة أن من أسباب الهدوء الحالية فيما يتعلق بالرحلات البحرية يعود إلى سياسة الحصار التي تستهدف التضييق والتشديد والمنع بحق السفن من الوصول إلى شواطئ غزة, حيث شهد قطاع غزة المحاصر إسرائيليا نجاح أربع سفن من أصل ثمانية في الوصول إلى ميناء غزة وهي "الحرية"، و"الكرامة"، و"الأخوة اللبنانية"، و"المروة" الليبية, وفقا للحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار .

خطوة أولى

ولفت النزلى في سياق حديثه إلى أن هذه الخطوة هي الأولى من نوعها التي تقوم بها تلك المؤسسات والمتخصصة في تسليط الضوء على معاناة الأطفال , مضيفاً: "وهى تمثل بداية لعمل قادم يرتكز على معاناة ومأساة الأطفال في القطاع لاسيما في ظل تواصل الحصار الإسرائيلي وانتهاء الحرب الأخيرة ".

وفي هذا الصدد كانت اللجنة الحكومة لكسر الحصار واستقبال الوفد قد أكدت أن عددا من المتضامين الأجانب عازمون على تنظيم حملات تضامنية كبري في عدد من الدول الأوروبية ضد الحصار التي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عامين ونصف.

وفي معرض رده على سؤال تخصيص التضامن للأطفال أضاف:" لان الأطفال أكثر شريحة يتعاطف معها العالم الغربي والمجتمع الأوربي , إضافة إلى أن الطفل الفلسطيني ما زال يعيش تحت المعاناة وهذه حقيقة لابد من إيصالها للخارج", موضحا أن رسالة الحملة متمثلة بشعار "ارفعوا الحصار عن أطفال غزة وامنحوهم حقوقهم المدنية كباقي أطفال العالم."

وفي ذات السياق أكدت مصادر إعلامية رفيعة المستوى في هذه الآونة على أنه توجد اتصالات مستمرة مع عدد كبير من المتضامنين والمؤسسات والجمعيات الأوروبية لحثهم على تنظيم فعاليات ضاغطة في بلدانهم , منوهة إلى أن الحملات التضامنية القادمة للتضامن مع قطاع غزة ستشمل إقامة معارض صور عن حرب غزة وتنظيم ندوات ومحاضرات واعتصامات ، إلى جانب تنظيم قوافل جديدة لكسر الحصار.

ثلاثة أيام

واعتبر النزلي هذه الخطوة بأنها في غاية الأهمية كون الطفل الفلسطيني محروم من كافة الحقوق التي تمنحه العيش بحرية وأمان دون التعرض لأي انتهاك، وكي يطلع العالم على ما يعانيه الطفل في غزة من انتهاكات بحقه.

يذكر أنه في الثالث والعشرين من آب أغسطس الماضي وصلت إلى قطاع غزة سفينتا كسر الحصار "الحرية وغزة حرة" اللتين سيرتهما حركة غزة حرة إلى ميناء الصيادين بقطاع غزة لتمثلا أولى سفن فك الحصار على مدار تاريخ فلسطين الحديث كما شكل وصولهما دفعة قوية لتحريك التضامن العالمي مع قضية شعبنا الفلسطيني وانطلاقة لتسيير العديد من سفن كسر الحصار إلى قطاع غزة.

وطالب الناطق باسم الحملة بالضغط على إسرائيل لفك الحصار المفروض على القطاع بشكل كامل ,معربا عن أمله في أن تتمكن تلك الحملة التضامنية من الدخول إلى قطاع غزة، دون أية عوائق كونها تحمل رسالة إنسانية مهمة، متمنياً أن تتعامل السلطات المصرية بايجابية مع الحملة وألا تعيق دخولها إلى القطاع.

 وكانت هذه السفن التضامنية قد ساهمت في التخفيف من تداعيات الحصار الجائر على أبناء شعبنا في قطاع غزة حيث حملت على متنها كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال وغيرها من الاحتياجات كما عملت على مساعدة العديد من الطلبة إلى خارج قطاع غزة لاستكمال تعليمهم الجامعي إضافة إلى المرضى الذين حرموا من العلاج في الخارج بسبب الحصار.

وختم منسق الحملة النزلى حديثه قائلا: "ستستغرق الزيارة ثلاثة أيام تتخللها زيارة ميدانية لمستشفيات ومدارس الأطفال بالقطاع , والاطلاع على بعض المناطق المدمرة التي لها علاقة بالبيئة ذات التأثير على حياة الأطفال ", مؤكدا على أن رسالة الحملة إنسانية بحتة.

وليستمر مسلسل التضامن العربي والدولي والأوربي مع الشعب الفلسطيني بحلقاته المزركشة بخيوط الأمل والتحدي الصمود , ليحكي للعالم أجمع بان غزة ما زالت صامدة أمام غطرسة الحصار الإسرائيلي المتواصل , فكانت بداية كسر الحصار سفينة، لكن دون معرفة النهاية.

 

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من سياسي

البث المباشر