مقال: كفوا أيديكم عن اليرموك وأهله

الكاتب مصطفى الصواف
الكاتب مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

لم تتوقف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في سوريا سواء على أيدي النظام المجرم الذي يقوده بشار الأسد آو على أيدي المليشيات المسلحة والتي هي أقرب للكفر منه للإيمان، فبدلا من أن ترفع الحصار عن مخيم اليرموك تخطف وتقتل وتذبح جوعى ومرضى ومشردين ومحاصرين منذ زمن بعيد ما اضطرهم لأكل ما تعفه النفس البشرية ولكنها الحياة العزيز على كل نفس والتي أمرنا الله بالحفاظ عليها.

منذ أيام عدة ومخيم اليرموك يتعرض لمجازر جديدة على أيدي ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فلو كان هذا التنظيم يمت للإسلام بصلة لما فعل ما يفعل ولما اعتدى على أرواح سكان المخيف الذين كانوا ينتظرون من يرفع عنهم الحصار أو يزودهم بما يمكنهم من الحياة ولكن أن يقصف المخيم ويختطف شبابه ورجاله وأن ترتكب بحقهم جرائم الذبح والقتل بلا ذنب أو جريمة ارتكبوها بحق أحد، فهذا المخيم الذي يضم الآلاف من الفلسطينيين والسورين الذين لجئوا إليه طلبنا للسلامة والذي دمر على رؤوس ساكنيه من النظام المجرم ، اليوم يحول إلى ساحة حرب بين أطراف متصارعة ويدفع الفلسطينيون ثمن هذا الصراع من دمائهم ومن أبنائهم ومن نسائهم الأمر الذي يجب أن يتوقف وان يجنب الشعب الفلسطيني والشعب السوري من هذا الجنون الذي يمارس بحق الإنسان الذي كرمه الله.

كان الأولى بتنظيم الدولة أن يكون تنظيما إسلاميا كما يدعي وأن يحافظ على الروح الإنسانية أما أن يمارس جرائمه بحق الأبرياء ويريق دمهم وإن خالفوه في الفكر أو التوجه أو غير ذلك فهذا يعمق ما لدينا من قناعات أن هذا التنظيم هو صناعة وجدت حتى تعطي صورة مشوهة عن الإسلام إلى جانب ممارستها للقتل والإرهاب بشكل يخالف العقيدة والدين.

لو كان هذا التنظيم حريصًا على الدم المسلم ويملك رؤية إسلامية ويتبع منهجا إسلاميا حقيقيا لما ارتكب كل هذه الجرائم بدعوى الإسلام والدين ولوجه ما لديه من قوة تجاه من يحتل ارض المسلمين منذ عشرات السنين في فلسطين مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلا من إضاعة هذا المال وهذا الجهد وهذه الإمكانيات في أمور لن تحقق للدين رفعته بل تشكل نكوصا عن سماحة ديننا الإسلامي الحنيف دين السلام والحب واحترام الإنسان كإنسان له مكانته واحترامه.

يا من تدعون الدين والإسلام كفوا يديكم عن أبناء المخيم مخيم اليرموك وأوقفوا سفك دماء المسلمين الموحدين، ارفعوا أيديكم عن سكان المخيم وحيدوه في صراعكم فهو لا علاقة له بهذا الذي يجري في سوريا ولا يتدخل في شأنها ووجوده هو وجود مؤقت إلى حين عودته إلى دياره التي هجر منها، وعندما نتحدث عن سكان المخيم نقصد كل سكان المخيم فلسطيني كان أو سوري.

إذا هذا التنظيم يريد تحرير فلسطين وبيت المقدس، فتحرير فلسطين والبيت المقدس لم ولن يكون من خلال قتل الناس أو الضغط على الفلسطينيين لإجبارهم على الرحيل والهجرة إلى بلاد الغرب والتي تسمونها بلاد الكفر وكأنكم إلى جانب قتلكم للأبرياء تدفعون من يتمكن منهم من الهروب إلى الكفر من خلال دفعهم للهجرة إلى بلاد الكفر.

أما ما يجري في مخيم اليرموك جريمة ضد الإنسانية وإرهاب فلم نسمع عنه عبر التاريخ أنه ارتكب مثله الا من خلال مجرمين وقطاع طرق كالمغول والتتار والصليبين أما أن ترتكب مثل هذه الجرائم على أيدي مسلمين فهذا لم نسمعه لا في كتب القدماء ولا المحدثين.

يا تنظيم الدولة كف الأذى على مخيم اليرموك وصفي حساباتك خارج المخيم وسكانه وجنب المدنيين مثل هذه الجرائم وقاتل من يستحق القتال لو كنت بالفعل تنظيم تدين دين الحق لا صناعة صنعت من أجل الإساءة للدين وأهله.

البث المباشر