قائمة الموقع

تجميل الأسنان.. موضة تشق طريقها في غزة

2015-04-14T14:59:35+03:00
صورة تعبيرية
الرسالة نت - مها شهوان

مجرد أن اشتكت الاربعينية أم أحمد وجع أسنانها اصطحبها زوجها لأحد الأطباء المختصين بمدينة غزة، والذي قام بفحص الحالة وحدد مشكلتها وباشر بعمل الاجراءات اللازمة داخل عيادته ذات الديكورات الجذابة.

عند انتهاء الطبيب من عمله تحدث إليه زوجها خلسة فأخبره بضرورة منحها علاجا لرائحة الفم وكذلك عمل تقويم لأسنانها وتبييضها، فكان له خلال ست شهور زوجة بأسنان مميزة بثمن باهظ وصل إلى الف دولار.

يقول زوجها: "والدة أبنائي جميلة لكن كنت أخجل حينما يعلق أحد أقاربي على أسنانها التي كانت تشوه وجهها حينما تتحدث أو تضحك (..) رغم وضعي المادي المتوسط الا أنني اضطررت لدفع المال لتجميل أسنانها".

تلك الحالة التقطتها "الرسالة" خلال تواجدها داخل إحدى عيادات الاسنان بغزة، ولاحظت انتظار العديد من الحالات ليس للعلاج العادي فقط بل للتبييض عبر اشعة الليزر أو عمل تقويم للأسنان الأمامية ولا سيما للفتيات.

كريستال على نابها

"أبو أسنان مصدية .. أبو ضبة" تلك الجملة كان يرددها أطفال الحارة مجرد لمحهم الفتى مصعب توفيق -15 عاما- الأمر الذي دفعه لعدم الاحتكاك بأقرانه والبقاء طيلة الوقت داخل البيت حتى كاد يصاب بالانطواء.

ورغم الوضع الاقتصادي السيء الذي تعانيه عائلته قررت والدته بيع أسورة ذهبية كانت تمتلكها لتجميل أسنانه، تحدثت بصوت منخفض خلال انشغال الطبيب بوضع اللمسات النهائية بعد متابعة دامت عاما كاملا، بأنها خشيت إصابته بمرض نفسي لذا لم تتردد عند بيع مصاغها خاصة أن اخوانه الصغار كانوا ينبذونه أحيانا ولا يقبلون تناول الطعام بقربه.

وتابعت:" بعد تحسن شكل أسنانه، عادت له ثقته بنفسه لدرجة أنه مزق بعض صوره القديمة التي تظهر أسنانه بشكل لافت (..) لم أكترث لوضعنا المادي فالأهم تحسن نفسية ابني".

خلال تجول "الرسالة" داخل عدة عيادات للأسنان لاحظت أن الاهتمام بشكل الفم لا يقتصر على فئة معينة فالشباب ينتظرون كما الفتيات وكذلك كبار السن، بالإضافة إلى أنها باتت تشبه بديكوراتها صالونات التجميل فلا تخرج إلا وقد حصلت على شيء يميز أسنانك كمعجون للتبييض أو "كريستالة" للناب وغيره.

هنا تجلس سمر.ص بصحبة شقيقتها بعدما اقنعتها بضرورة التعامل مع طبيبها الخاص لعلاج ألم أصابها منذ أيام، قبل دخول شقيقتها سبقتها إلى الطبيب لتطلب منه عدم اخبارها بما فعله من تبيض لأسنان ابنتها المقبلة على الزواج.

وحفاظا على السرية استجاب الطبيب لذلك، فما كان من الشقيقة المريضة إلا أن طلبت منه تبيض أسنانها بالليزر ووضع "كريستال" على نابها وذلك دون فتح ملف طبي باسمها خشية أن يراه أحد.

موسم التجميل

ولمعرفة أهمية تجميل الفم لدى المرضى زارت "الرسالة" طبيب الاسنان أحمد المزين، فيقول: "باتت نظرة الناس تختلف بالنسبة لتجميل الاسنان مقارنة مع الجيل الماضي (..) في السابق كانت المرأة إن أرادت تجميل أسنانها تضع سنا من الذهب أو الفضة، لكن اليوم مبدأ التجميل اختلف فأصبح يعتمد على مهارة الطبيب بعدم إظهار ما أصلحه من شكل الفم".

ومن خلال متابعته للعديد من الحالات يروي أن التجميل أصبح مطلبا رئيسيا للمريض، حيث لم يعد يتقبل الاهتمام بالجزء الوظيفي كعمل الحشوات أو تركيب سن جديد.

وعن أكثر الحالات اقبالا على تجميل الأسنان يذكر المزين أن الفتيات قبل الزواج عددهن أكثر وذلك وفق الثقافة التي باتت سائدة، إلى جانب الشباب صغيري السن فدوما يطرقون أبواب العيادات بحثا عن تجميل أسنانهم، مؤكدا عدم اكتراثهم لدفع أي مبلغ فقد يصل بعد الاحيان دفع المريض ألف شيكل لجلسة تبييض واحدة عبر أشعة الليزر.

ولفت إلى وجود اقبال كبير على وضع الفتاة كرستال صغيرا على نابها رغم مخالفته للناحية الشرعية يتراوح سعره ما بين 70 - 100 شيكل.

وبحسب متابعته فهو يعتبر فصل الصيف موسم تجميل الأسنان ولا سيما عمليات التبييض للفتيات المخطوبات، بالإضافة إلى مطالبتهن عدم فتح ملفات بأسمائهن ضمانا للسرية فهن يردن أن يظهرن أسنانهن وكأنها طبيعية دون تجميل.

ويبدو أن هوس تجميل الأسنان بات يسيطر على المجتمع الغزي دون الاكتراث لوضعهم الاقتصادي السيء فالمهم أصبح الاطلالة المميزة مهما كلفتهم من أموال.

اخبار ذات صلة