مقال: حماس في يوم الأسير قدمي البشرى

الكاتب مصطفى الصواف
الكاتب مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

غدا السابع عشر من إبريل يوم الأسير الفلسطيني القابع في سجون الاحتلال الصهيوني ويتعرض للذل والاهانة والموت والتعذيب على يد السجان الصهيوني الذي يخالف كل قوانين الكون وكل ما هو إنساني ويتعامل مع الأسرى بكل صلف وتجرد من أي إنسانية رغم أن هؤلاء هم طلاب حرية يقاومون محتلا، ويدافعون عن شعبهم وأرضهم وهذا حق أقرته كل الشرائع الدينية والوضعية إلا أن هذا العدو لا يعترف بهذه ويزيد على انتهاكها بمزبد من الجرائم التي تؤدي إلى الموت.

المؤسف أن محمود عباس الذي يدعي بأنه صاحب الشرعية والولاية على كل الشعب الفلسطيني منشغل هذه الأيام بأوهام وهواجس هو يعلم أنها غير موجودة وأن خياله وخيال من هم حوله زينوا له هذا البهتان وبات يكذب الكذبة ويكون أول من يصدقها بخبث وبأهداف وضيعة فلا يترك مكانا ولا مجالا هو وحاشيته المقربة منه إلا يكون فيها الحديث عن أكذوبة دولة غزة التي تسعى حماس إلى تكوينها من خلال التفاوض مع الاحتلال الصهيوني، أما الحقائق الواضحة للعيان والتي لا تحتاج إلى أي جهد لإثباتها وهي أن هناك الآلاف من المعتقلين والأسرى منهم من مضى على اعتقاله ما يزيد عن ثلاثين عاما ماذا فعل لهم محمود عباس ؟، لماذا لم يثير قضيتهم في وسائل الإعلام وعلى الأرض بدلا من أغنية دولة حماس في غزة بلحونها المضطربة وغير المقنعة.

هؤلاء الأسرى الكرام  بحاجة إلى تكاتف الجهود من الكل الفلسطيني بدلا من التشتيت والمناكفة والاتهامات الباطلة، هذه القضية تحتاج العمل على خطة متكاملة توزع فيها الأدوار بين كل القوى كل في مجال تخصصه السياسي و المقاوم والإعلامي والاجتماعي والحقوقي الدولي والإقليمي والعربي والمؤسسات الأممية والإنسانية والقانونية بدلا من المناكفات التي لن تحقق شيئا إلا مزيدا من الأحقاد وزرع الكراهية وتعزيز الانقسام في الوقت الذي نحتاج فيه إلى وحدة الموقف ووحدة الهدف لأن قضايانا الكبرى تتطلب هذه الوحدة وتدعوا الجميع إلى سرعة انجازها.

وهنا يأت الأمل الذي يراود الأسرى وذويهم والشعب الفلسطيني من يحب حماس ويكرهها، من يؤيدها أو يختلف معها بأن تعمل جاهدة بترك المناكفات أو الرد على السخافات التي ترد على ألسنة البعض والعمل على إعداد ملف الأسرى المنوي تحريرهم في صفقة وفاء جديدة خاصة في ظل المؤشرات التي بات العدو يسربها شيئا فشيئا حول إمكانية وجود أسرى من جنوده لدى حماس أحياء وأموات ، وما يتحدث به قادة حماس في بعض تصريحاتهم من تطمينات بوجد إمكانيات كبيرة لعقد صفقة ثانية لتحرير اكبر عدد من الأسرى في سجون الاحتلال كما حدث في الصفقة الأولى التي تم تنفيذها فيما عرف بصفقة شاليط.

حماس مطالبة اليوم بتجهيز ملفاتها وأسماء الأسرى المنوي تحريرهم وعددهم والشروط التي تسبق التفاوض أو فتح الملف ومن سيفاوض ومن الوسيط وكل هذه الإجراءات يجب أن تكون حاضرة وأن ينشغل بها أصحاب الاختصاص الذين فرضوا نظرية جديدة في التفاوض مع الاحتلال تختلف عن نظرية تفاوض أوسلو،  تفاوض التنازل والتفريط والخنوع والتي لم تحقق إلا مزيدا من الخنوع والذل والتفريط بالحقوق.

لذلك أتمنى على حماس وقياداتها المختلفة بعدم الانجرار خلف كل المناكفات والمغالطات وحملة التشويه لأن جزء منها هو لإلهاء الشعب وقواه الحية ومقاومته بعيدا عن قضاياه الكبرى، وعليه أتمنى عدم الانجرار خلف الردود إلا بشكل عابر والالتفات إلى القضايا الكبرى والتي تُعتبر قضية الأسرى على رأسها لأن الأرض باقية ولكن الإنسان وخاصة الأسير يحتاج إلى كل جهد ووقت من إنقاذه من سجون الاحتلال وجرائمه.

البث المباشر