قائمة الموقع

"الفدائي" مسلسل فلسطيني صوِّر بكاميرا واحدة فقط

2015-04-16T13:39:05+03:00
مسلسل الفدائي (2)
الرسالة نت - محمد أبو زايدة

أبنيةٌ حجارتها اقتباساتٌ من بلداتٍ قديمة، يزيّنها جمالُ المكان ببساطة بنائه. وعلى ربوعه أصحاب قبّعاتٍ يسموّن أنفسهم "حاخامات". استوطنوا بقعة "البلدة القديمة بخليل الرحمن" ونصبوا شمعدانهم على أحد أعمدتها الرخامية، ونادوا بأبواقهم تحريضًا على الكنائس والمساجد ومن ليسوا من أتباع الديانة اليهودية.

وتحت جناح الحاخامات يستوحش ضباط الاحتلال، إذ يبرزون أنيابهم للفلسطينيين، وفي حديثٍ بين أحدهم وأسيرٍ فلسطيني وقع فريسة بيديه يقول الضابط بلكنته العربية المكسّرة "الموت فيه راحة الكم، بأعرف كتير قصص عنكم عن الجنة والشهادة و"الكلام الفاضي" هاد، واللي ما تعرفوا إنه الله خلق الجنة لبني إسرائيل".

مشهدٌ درامي يمثّله مجموعة شبانٍ فلسطينيين، يُحاكي احتلال "الإسرائيليين" للأراضي الفلسطينية، واعتقال المقاومين والتنكيل بهم، وتجسيد حكاية مدينة الخليل وما أصابها من مجازر، ويقابله نضال فلسطيني مقاوم للإجراءات التعسفية، فجميع ذلك داخل حلقاتِ المسلسل الدرامي الرمضاني "الفدائي"، والذي يتم تصويره حاليًا في غزة، من انتاج "فضائية الأقصى".

الفدائي

 يتناول المسلسل -الذي اتخذ من اسم أبطال مجموعته "الفدائي" اسمًا له-، في طيّاته مجموعة من القضايا التي لا تخرج عن الواقع الفلسطيني، ويستعرض قضية الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، ومعاناتهم مع السجّان، كموضوعٍ أساسي، ويسلّط الضوء على "عصافير السجون"، الذين ينقلون أخبار الأسرى لسجّانهم، ويمثلون أمام المعتقل المطلوب للاحتلال أنّهم مظلومون وأهلٌ للمقاومة.

وأمّا عن تسليط الضوء على مدينة الخليل، فيعود، ذلك حسب مخرج المسلسل محمد خليفة، إلى أنّها "صاحبة باعٍ طويل في مقاومة الاحتلال".

وقال خليفة إنّ المسلسل يُحاكي واقع مدينة الخليل، من خلال تنفيذ مجموعة من المقاومين لعمليات فدائية حيّرت المخابرات الإسرائيلية، وأعجزتهم عن الوصول لمعلوماتٍ تخص المجاهدين.

مُعالجة القضايا

ولفت خليفة إلى أنّه يتم معالجة قضية المستوطنين في مدينة الخليل –البلدة القديمة نموذجًا-، وكيفية استهدافهم لمنازل المواطنين والسيطرة عليها، وعمليات الإسقاط التي يتعرض لها أصحاب المنازل والمحال التجارية وأصحاب العقارات بالمنطقة.

وبدأت عمليات تصوير مسلسل "الفدائي" منذ الأول من يناير لهذا العام، ومن المقرر أن ينتهي التصوير في بداية (مايو)، ليُعرض في أوّل أيام شهر رمضان المبارك من عام (2015).

صِعاب وتحديات

وأما بشأن الأماكن التي تم اختيارها لتصوير المشاهد، أوضح أحمد الوحيدي مدير انتاج المسلسل، أنّه جرى اختيار أكثر الأماكن تراثًا، مثل بيت الباشا، وقصر الباشا، وسباط العلمي، ومجموعة من البيوت الأثرية"، لتحاكي تراث البلدة القديمة في الخليل.

وعن آلية التصوير أشار إلى أنّه يتم تصوير المسلسل بكاميرا واحدة فقط، "وهي التي خرجت سليمة من تحت ركام فضائية الأقصى، بعد قصف الاحتلال لمقراتها خلال العدوان الأخير على القطاع.. وفي ذلك تجسيد لتحدي إخراج المسلسل من تحت ركام القصف".

وبيّن أنّ طاقم العمل يواجه صعوباتٍ في اختيار مكان يتناسب مع طبيعة الضفة المحتلة، من صخريات وخنادق، و"غالبًا ما نلجأ إلى هندسة الديكور، لتقريب المشهد أكبر قدر ممكن". وفق قوله.

ويشهد العمل الدرامي الفلسطيني نقلة نوعية في الأداء، ليظهر مدى التشبّث في إيصال رسالة المشهد المقاوم من قفص غزة للعالم الخارجي.

اخبار ذات صلة