قائمة الموقع

مسلسلات رمضان تزاحم العبادات

2009-09-07T14:12:00+03:00

غزة/ مها شهوان

حرصت نسرين مصطفى"22عاما" قبل رمضان على مشاهدة إعلانات المسلسلات والبرامج الرمضانية التي كانت تبثها الفضائيات لاستقطاب المشاهدين خلال الشهر المبارك.

وكانت نسرين تتابع إعلانات المسلسلات لتستطيع تحديد ما ستشاهده خلال شهر رمضان، بمشاركة أفراد عائلتها، مشيرة إلى أنها باتت تنتظر رمضان بفارغ الصبر ليتسنى لها مشاهدة العديد من المسلسلات لا تتواجد بكثرة في الأيام العادية.

أما داليا التي تنتظر شهر رمضان بفارغ الصبر لتؤدي صلاة التراويح في المسجد ،و تصر على ختم القران الكريم أكثر من مرة وتكثر من التضرع لله عز وجل .

وتضيف أنها لا تتابع المسلسلات والبرامج الرمضانية خلال الشهر معتبرة إياه شهر العبادة، فهي تستطيع مشاهدة تلك المواد المختلفة بعد الشهر.

 العلاقات الاجتماعية

في هذا السياق يرى د. درداح الشاعر أستاذ علم الاجتماع في جامعة الأقصى أن المسلسلات الرمضانية تأخذ وقتا كبيرا من حياة  المسلم لاسيما في شهر الروحانيات والتقرب إلى الله، موضحا أن الفضائيات تقدم العديد من البرامج المشوقة وكأن الإنسان لا يوجد بحياته شيء من السعادة غير ذلك.

وأشار الشاعر إلى أن هناك بعض من المسلسلات تحظى بشعبية عالية لدى الجمهور يبدأ بثها بعد انتهاء صلاة التراويح مباشرة، مما يجعل شوارع غزة  كالأشباح وحينما تنتهي هذه المسلسلات لا يكون هناك مجال للزيارة مما يجعل تلك المسلسلات تفسد على الناس روحانية الشهر الكريم وتساعد على تقطع العلاقات الاجتماعية .

وأوضح أن الإنسان كالمتلقي تجاه تلك المسلسلات ولا يرغب أن يفسد هذا الشكل من أشكال الاتصال ، بالإضافة إلى انه لا يود أن يتحد مع احد ويميل إلي متابعة المسلسل بمشاعره وكأنه يعيشه وهذا يؤسس للعزلة الاجتماعية على صعيد الفرد.

وعما إذا كانت تلك المسلسلات تساعد على حل بعض مشاكل المجتمع من خلال تناولها للعديد من القضايا قال الشاعر: "المشكلات التي تعرض خاصة بالمجتمع الذي يقوم أبطاله بتمثيله ، وحلها لا يساعد على حل مشكلات باقي المجتمعات الأخرى لان لكل منها خصوصية معينة ".

وأكد الشاعر على أن هناك أجرا عظيما عند زيارة الأقارب لاسيما أن تلك الزيارات فيها تأليف للقلوب ووجهات النظر حتى يدرك الإنسان بأنه لا يعيش بمعزل عن الجماعة ويكون هذا الشهر فرصة لتقريب العلاقات الاجتماعية.

روح الشجاعة

ويقول أمين وافي أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية :" دور الإعلام يتطلب الحرص الشديد ليكون العمل الإعلامي في الإطار السليم ليخدم ديننا وأخلاقنا وعاداتنا، مضيفا انه لابد من وجود جهات منظمة ومخططة توجه تلك الأعمال لطريق الصواب ليكون لها دور ايجابي يترك أثرا في النفوس.

وأشار إلى أن ازدياد المسلسلات التي تعرض في رمضان عوضا عن البرامج الدينية من المشاكل القديمة التي مارستها التلفازات الرسمية وأصبحت تجاريها الفضائيات".

واعتبر وافي أن المسلسلات الدينية دخلت في إشكاليات ما بين الجانب الترويجي والحقيقة المطلوبة بالنسبة للمسموح وغير المسموح، مبينا أن الدراما المصرية كانت تنتج هذه الأعمال غير أنها لم تعد تجني من الإنتاج والتسويق فائدة ،وتم استبدالها بموجة أخرى بسبب ما أثارته من إشكاليات مع مرجعيات دينية.

وأضاف وافي أن  التخصص هو سيد الموقف في القنوات الفضائية مما ساهم في وجود  قنوات دينية مختصة يلجأ إليها المشاهد وقتما يريد ، موضحا أن ما يميزها هو وقوف بعض العلماء المؤثرين والمميزين وراءها فلم يترك المجال للقنوات الأخرى أن تدلو بدلوها في هذا المجال.

وأشاد بماكنة المسلسلات السورية التي تركز على المفاهيم التي لها علاقة بالجهاد في ظل الحق والباطل والعولمة، موضحا أنها تعيد مصطلح المقاومة لدى الناس، منوها إلى أن بعضا منها يواكب الظروف بالنسبة للفلسطينيين .

وتمنى وافي من الفضائيات أن تركز على قدسية شهر رمضان وأهمية التركيز على الجوانب الروحية وانه شهر عبادة وليس ترفيها وتسلية.

أفكار هدامة وخبيثة

ومن جهته أوضح د.ماهر السوسي نائب عميد كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية أن الوقت في نهار رمضان له ميزته الخاصة التي تميزه عن سائر الشهور الأخرى ، مبينا أن الوقت في رمضان تضاعف فيه الطاعات ويزيد فيه المسلم من العبادات التي يتقرب بها إلى الله، فأجور الطاعات والعبادات في رمضان أكثر من الأوقات الأخرى .

وأضاف أن شهر رمضان هو موسم تجارة مع الله خصص للطاعة حيث تمارس فيه أصناف كثيرة من الطاعات كالذكر والقرءان الكريم وصلاة التراويح وصلة الرحم ، لاسيما أن الشرع جعل لتلك العبادات أجورا خاصة، لافتا إلى أن الإنسان العاقل هو من يستغل هذا الشهر لاغتنامه في اكبر اجر ممكن في زيادة الطاعات والإقبال على الله.

وحول ازدحام الفضائيات بالمسلسلات أثناء شهر رمضان قال السوسي:"مشاهدة ما نهانا الله عنه من مسلسلات و مواد إعلامية لا تتناسب مع آدابنا وديننا وعاداتنا وينم عن ضعف في القوة العقلية والوازع الديني" ،ويعزو ذلك إلى أن الإنسان لم يستطع التعرف على المراد والحكمة من الصيام ، بالإضافة لجهله بحقيقة رمضان وخسرانه خسرانا مبينا وما ينوبه سوى الجوع والعطش.

وذكر أن الفضائيات في شهر رمضان تكثر من التركيز على عرض المسلسلات وذلك تحت هدف خبيث مغلف بالتسلية ، مبينا أن الهدف الحقيقي هو أن يفقد الصائم المعنى الروحي والإيماني الذي يجب أن يتحقق في شهر الصوم، إضافة إلى ألا يتعود المسلم على طاعة الله وألا يزيد من جرعته الإيمانية.

وتابع السوسي: "لسنا ضد ما تقدمه وسائل الإعلام لكننا ضد ما تبثه من مواد إعلامية تبث أفكارا هدامة وخبيثة  ليس لها علاقة بظروفنا وديننا ، ولا تنسجم مع آداب وأخلاق المسلم التي أمره الله بها ".

وبين أن مشاهدة مثل هذه المواد الإعلامية هو مجرد ضياع للوقت الذي يستحقه المسلم في حياته سواء الدنيا أو الآخرة  ، معتبرا أن الترويح يكون بالتقرب إلى الله.

ويضيف:" إذا كانت هناك مسلسلات تدعو إلى الالتزام و تحقق أهدافا راقية وفيها حل لمشاكلنا لا مانع منها وهذا شرعا مقبول وغير ذلك لا يجوز للمسلم أن يتعامل معها على حساب دينه وعبادته في شهر رمضان.

ونصح الشباب بان يلتزموا في صلاة التراويح وقيام الليل ، مطالبهم بأن يلتفتوا إلى دينهم وعباداتهم ويفكروا ما هي النتائج التي يحصدونها من وراء الإدمان على تلك المسلسلات.

 

اخبار ذات صلة