مرة أخرى تفجيرات صغيرة لم ينتج عنها إلا الصوت المزعج والذي بات المواطن الفلسطيني يكره سماعه لأنه يذكره بلحظات صعبة مرت به خلال أعوام مضت تخلص منها وبات ينعم باستقرار امني، إلا من اعتداءات صهيونية أو تفريغات هواء من طائرات الاحتلال، وهذه التفجيرات الصبيانية لا تقل خطورة عما يمارسه الاحتلال الصهيوني لأن كليهما يريد التخريب والفوضى ونشر الفلتان الأمني وتصوير قطاع غزة بأنه سائب ولا ضابط أمني يضبطه.
أنا لا أريد أن أوجه اتهاما في هذا الاتجاه أو ذاك ولا أريد أن أشير إلى طرف بعينه؛ ولكن اود التوضيح أن من يقوم بذلك هم العملاء لأن هذه التفجيرات الصغيرة هي محاولة لضرب الأمن في قطاع غزة وتصوير الأمور على أن غزة تحكمها عصابات أو مجموعات إرهابية، ودليل من يدعي هو هذه التفجيرات المفتعلة، لذلك نقول أن مثل هذه الأعمال هي من المهام التي يكلف بها العملاء لزعزعة الأمن الداخلي في البلاد، لذلك على من يقوم بمثل هذه الأعمال أن يدرك الأمر، ولربما هو يعتقد أن مثل هذه الأعمال تحقق له أهدافه أو هي تشكل وسيلة للانتقام أو رسالة للجهات الأمنية، وظني أن هذا التفكير اجدب مطلوب ممن يقوم بمثل هذه الأعمال الصبيانية المشبوهة إعادة النظر فيه.
صحيح أن هناك جهد من أجهزة الأمن المختصة بهذا الأمر وهي لم تترك هذه الأحداث دون متابعة، وهناك حسب ما لدي من معلومات اعتقال بعض منفذي هذه التفجيرات كالتفجير الذي وقع بالقرب من السرايا أو مفترق الطيران، ومنفذ هذا التفجير ليس كما تحاول بعض وسائل الإعلام ترويجه على أن هذه الإعمال يقوم بها ما يسمى (داعش) الذي لا وجود له في قطاع غزة؛ لكن استمرار ووقوع هذه التفجيرات يحتاج إلى خطوة أكثر حزما وأكثر تركيزا من جانب أجهزة الأمن، وأنا على يقين أنها قادرة على ضبط الحالة ولديها الوسائل المختلفة لتوصيل الرسالة ليس انتقاما من أحد؛ ولكن من أجل حفظ امن المواطن وإبقاء حالة الهدوء الأمني.
أجهزة الأمن ليست وحدها المطلوب منها أن تقوم بهذا الأمر وإن كان هو احد أهم مهامها الأساسية، ولكن المواطن الذي يريد أن يحافظ على أمنه واستقراره يجب أن يكون عونا للأجهزة الأمنية وأن يكون مرشدا لها حال شعر أن هناك أمرا مشبوها جرى في مكان ما، وهنا يجب التدخل وتبليغ الجهات الأمنية بهذا الأمر، والتي بدورها ستقوم على الفور بتدارك الأمر حتى لا يحدث مكروه لا سمح الله، وهذه من مهام المواطن الصالح الحريص على مصلحة وطنه وشعبه.
نحن بحاجة إلى التعاون والتضافر لوضع حد لهذا التفكير الشاذ وهذه الطريقة في توصيل الرسائل، وعلى من لديه أي إشكالية مع أي جهة أمنية أن يبحث عن الوسائل التي تحقق له الكرامة والمكانة ويكون ذا مكانة، لأن العودة إلى الحق فضيلة.